موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥

زيارة البابا لاون الرابع عشر الى لبنان.. دلالات هامة

الأب البروفسور يوسف مونس

الأب البروفسور يوسف مونس

الأب البروفسور يوسف مونس :

 

اختار أن تكون زيارته الاولى في حبريته الى بيروت، والى لبنان لها مدلول خاص:

 

تلبية لرغبة البابا الراحل فرنسيس، الذي رغب بزيارة لبنان ومنعته ظروف خاصة، وتوفي ولم يستطع تحقيق هذه الرغبة.

 

لبنان مذكور 71 مرة في الكتاب المقدس، ولبنان في الفكر البابوي الكنسي له محبة وقيمة خاصة ، لأنه وطن الحوار الاسلامي – المسيحي، وارض لقاء الحضارات والحرية، ولجوء الجماعات المسيحية اليه طلباً للحرية، وهرباً من القمع والظلم والاضطهاد. وقد قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني الذي خصه برسالة بابوية خاصة: تبكي الأمم دماً اذا نكرت لبنان. ولبنان زاره يسوع وأمه. انه باب السلام والحوار، حمل السلام الى لبنان واتى اليه، وهو اعطاه دفعاً معنوياً للحضور المسيحي الحر المتعدد، والثبات على ايمان بطرس بالوردة بين الاشواك كما قال احد البابوات.

 

تحدي ظروف الخوف القائمة عند البعض من المستقبل، والرجاء بالايمان بيسوع المسيح في سنة الرجاء... فالقداسة جوهر دعوة الحياة المسيحية.

 

البابا سيقوم بزيارة خاصة لضريح القديس شربل قديس لبنان والعالم. وعلامة على قيمة الحياة الروحية والرهبانية والكنسية، والتكرس لمحبة الله وخدمته بالصلاة والصمت والعمل. وعظمة الكنيسة تكون بقديس كبير فيها كشربل قديس العجائب، لكل الطوائف ولكل البلدان.

 

انه بابا السلام والحوار ولقاء الحضارات، والرجاء بالحب والرحمة في سنة الرجاء والمحبة، لذلك تبدو زيارته لدير الصليب زيارة محبة خاصة لانسانية متألمة، ليعطيها فرح الرجاء وأمل الشفاء بنعمة محبة يسوع المسيح، ودلالة على ما كان في قلبه من محبة ورحمة، أيام عاش فيها مع الفقراء في بلاد الرومان.

 

الوقوف الصامت أمام فاجعة مرفأ بيروت، تحمل وحدها رسالة صلاة وتعاضد مع المدينة المجروحة بيروت وأهلها الشهداء، والضحايا والمعاقين، وهي صرخة لاعطاء الحق والعدل لهذه القضية الاليمة، التي تحمل كل أوجاع لبنان وأهله.

 

والقداس الكبير الجامع على واجهة بيروت البحرية، هو دعوة وصرخة صلاة للمحبة والسلام والرجاء والصلاة، وقبول الآخر المفترق الذي يقدمه مثالاً لبنان للعالم، وان الحرب تدمر وتهدم وتزرع البغض والحقد والكراهية والعدائية، والسلام وحده يزرع الحب والفرح والخير والعمران في قلوب الناس حول والعالم.

 

هذه بعض المبادرات الهامة في زيارة البابا العظيمة للبنان، وطن القديسين والحرية الدينية، ومحبة الكنيسة، وارض لقاء حوار الالهة والناس.

 

أما لقاء الشبيبة في الصرح البطريركي فهو لقاء مع شباب الكنيسة، وموعد للمستقبل فيها، والاحتفالية الكبيرة في سيدة لبنان حريصا، هي تكريس للبنان للسيدة العذراء التي يحبها قداسة البابا، وقد أحبها البطاركة.

 

(الديار)