موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠

تجسدّ لأجلنا

بقلم :
حكمت بدر - الأردن
الرب يجدد حضوره في حياتنا. من هذه اليوم، "الله حقًا معنا وبيننا".

الرب يجدد حضوره في حياتنا. من هذه اليوم، "الله حقًا معنا وبيننا".

 

- لم يعد ببعيد عنا.

لم يعُد بغريبٍ على عالمنا.

لقد أصبح طفلاً بيننا ليبدد  كل غموض ينتابُ إيماننا.

 

- لقد أصبح بسرِ التجسد إنسانا مثلنا، ولكنه لم يأت ليحيا حياةَ إنسان عصرنا التي لم تعُد كما أرادها.

 

صحيحٌ انه جاء وتنازل عن عرشه  وتجسد بصورتنا، ولكن ألم يحن الوقت لنفهم لماذا اصبح الالهُ مثلنا؟

 

عندما ولد في فقر بيت لحم، أراد أن يصبح رفيقًا ليس لمن ينتظر أن يصبح ذا مجد وسلطان على على مثاله. ولكنه جاء ليعيدنا إلى إنسانيتنا التي أراد أن تكون مسيرةً بهدف العودة إليه وترميم الصورةِ التي أصبحنا عليها، فقد نَسي الإنسان إنسانيته وسخر من نفسهِ إلهًا وسلط قوته على الضعفاء والمتواضعين كي ينصبوه إلهًا على حياتهم...

 

صحيح، نحن جميعًا عابرون من هذه الأرض، لقد جاء ليجعلنا نشعر بحضوره معنا بأننا في بيتنا في هذه الأرض المقدسة. وأنّ علينا أن نجعل من أرضنا ملكوتًا مقدسًا، لا أن ننصب أنفسنا ملوكًا على أرضِ فاسدة.

 

هذه بالضبط هدية عيد الميلاد المدهشة: لقد جاء يسوع من أجل كل واحد منا وجعلنا إخوة فيه. ومن هنا ينشأ الالتزام بالتغلب على الشكوك والأحكام المسبقة بشكل متزايد، وإزالة الحواجز والقضاء على ما يفرق ويفصل بين البشر، وأن نعملَ معًا لبناء عالم يسوده العدل والسلام معًا.

 

- في قلب الليل جاء لنا.

لكن رغبته هي أن نأتي اليه أيضًا، أي أن  نُسكنهُ في قلب كل واحد منا.

ولكي يكون هذا ممكنًا، من الضروري أن نكون مستعدين للسماح له بالدخول إلى داخلنا، وعائلاتنا، ومدننا.

 

- الرب يجدد حضوره في حياتنا.

من هذه اليوم، "الله حقًا معنا وبيننا".

لم يعد هو الإله البعيد الذي نحتارُ ونعجزُ بفكرنا البشري عن فهمِ مشيئته ومعرفة المسار نحو بيتهِ.

لقد دخل العالم ليجدد افكارنا وعقولنا.

 

هذا الطفل هو حقًا عمانوئيل، الله معنا.

مملكته على الأرض كما في السماء.

أما نحنُ فستبقى الأرضُ مقرأ لنا إذا لم نفهم سرّ تجسدِ الله.

 

ولد المسيح،،، هللويا