موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢١ مايو / أيار ٢٠١٩

بورصة

بقلم :
منال الفانك - الأردن

يوميًا تتردد على مسامعنا كلمة بورصة، وما في طيّاتها من أسهمٍ ومال، عقارات، وتداولات، وكثيرًا ما نُفاجأ ونُصدَمْ بخبر ارتفاعِ أسهم شركة ارتفاعًا ملحوظًا، أو انخفاض أسهمِ أخرى انخفاضًا حادًا وفجأة! ومن هنا وهناك، لفتني موضوع وفكرة اننا نحن كبشر نشبه حركة الأسهم بتصرفاتنا، فأحيانًا أسهمنا بالعلالي، وأحيانًا أخرى بالهاوية. فما الذي يحرك ويسيِّر حركتنا بنظر غيرنا، أهو النفاق بمكانٍ، أم الصراحة والأمانة؟ أهي المصالح؟ أم العمل بالمجان؟ ناهيكم عن أن الفضائل قد تطيح بأسهم أصحابها في حاضرنا، إنما بعيني الله تعالى تُحْتَسَبْ. لطالما كانت التصرفات شاهدة على سواد أحدهم من الداخل، ولطالما تكررت تلك الفِعال، إنما وبقدرةِ قادر، ترى من يصفق له، ترى من يعززه، وأسهمه بالعلالي وبات يوزِّع قِيَّمًا بلحظةٍ ما! كيف؟ لا نعلم! هناك ترى شخصًا أمينًا صريحًا، إنما ولهول الصدمة، تراه يخسر وظيفته، سمعته، أُسرته أحيانًا! فأسهمه هَوَت في هوَّة سحيقة، لماذا؟ هل كان التملّق والمراوغة، هما الوسيلة لرفع أسهمه بنظر غيره؟ هل من ساهم بدعم خسارته من (الحيتان العِظام) هم الصواب؟ هل إفلاسه مجتمعيًا يشبع نهم فئة معينة، للمحافظة على بقائها فوق؟ هناك في البورصة أيضًا المشاريع الصغيرة، التي للتو أبصرت النور، أسهمها ثابتة، فإن ارتفعت قليلاً، تجد من يعيدها لمكانها، وإن هبطت قليلاً تجد من ينتشلها بهدف الإستفادة من ظِلِّها وتعتيمًا عليه للأسف، فقط لا غير. حتى في البيوت الدافئة وبين أفراد الأسرة، تجد هناك بين الإخوة والأخوات (الشهبندر الأعظم)، ذو نصيب الأسد وصاحب النسبة الأعلى من أسهم المحبة، لماذا؟ علمًا بأن الجميع بارِّين كما هو/هي، إنما هي بورصة! ولا نعلم بمفاجآتها المَخفية المُخيفة. ترى، ما الذي قد يجعلك من ذوي الأسهم المرتفعة حاليًا، أو على الأقل كيف تحافظ على رأسمالك في حال لم تكسب ولا ترغب بالتراجع أو الانسحاب؟ أتجاري من حولك؟ أَتُسِّخِف بعضًا من مبادئك وتوجد لنفسك الفتاوى كي تواصل؟ أم تنسحب بهدوء كيما تعلن إفلاسك -في زمنٍ باتت في اللامبالاة- تتوسط السوق؟ مع أمنياتي لكم أصدقائي بأسهمٍ وتداولاتِ محبة مرتفعة، وشيكات ضمان ذوات أرصدة.