موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٧ مارس / آذار ٢٠٢٠

بريق البذل والتضحية والعطاء يسطع من وسط مأساة فيروس كورونا

بقلم :
ماري حنا نعمان - الأردن
"ليس لأحدٍ حب أعظم من هذا، وهو أن يبذل الإِنسان نفسه في سبيل أحبائه"

"ليس لأحدٍ حب أعظم من هذا، وهو أن يبذل الإِنسان نفسه في سبيل أحبائه"

 

بالرغم من الوضع المأساوي المؤلم الذي يمر به عالمنا كلِّه، من جراء انتشار فيروس كورونا، وبالرغم من تناقل الأخبار لهذه الصور التي تُحزِن القلب، لأعداد الذين يلاقون حتفهم من جراء هذا الوباء الفتاك الذي حصد آلاف الأرواح البريئة،  ووجود أعداد ضخمة تحت العلاج نتمنى لها الشفاء العاجل، وبالرغم من الخوف والقلق الذي يلازم حالياً جميع الأمم، غير أن هناك ما يستحق أن تُسلط عليه الأضواء وقصدي هُنا، التضحيات الكثيرة والبذل والتفاني وروح العطاء التي تتجسد بما تقوم به الطواقم الطبية والتمريضية والعاملين بمختلف الوظائف في المستشفيات والمختبرات وغيرها، بالإضافة إلى مئات آلاف المتطوعين الذين قدموا ذواتهم للخدمة دون مقابل على الرغم من خطورة الوباء وسهولة انتقاله وفتكه. وما يستحق تسليط الأضواء عليه أيضًا أعمال الرحمة التي تقوم بها الجماعات الخيرية والدينية بكافة مسمياتها أو الأشخاص على مستوى فردي.

 

ومن الصور النادرة للتضحية وبذل الروح في سبيل الغير قيام الأب الإيطالي جوزيف بيرارديلي بمنح جهاز التنفس الاصطناعي الذي قُدم له من رعيته لمريض أصغر منه سناً، وما لبث الأب جوزيف أن توفي منتقلاً للملكوت السماوي ليبقى ما قام به درساً وموعظة كيف يكون بذل النفس. ومن الصور الساطعة للتضحية وبذل الروح الراهبات اللاتي كُنَّ يُقدِّمن خدماتهنَّ بالرغم من خطورة العمل في المستشفيات والمراكز الصحية والإيوائية المختلفة، حيث بذلنَّ أنفسِهنَّ بفرح مسيحي غامر وهنَّ على رأس عملهنَّ. ولا يغيب عن الذهن الأساقفة والآباء الكهنة الذين نال الوباء الخطير أجسادهم الطاهرة، فانتقلوا إلى الملكوت السماوي وسيظهر شعاع تضحياتهم البرَّاق ونور بذلهم النفس في المستقبل القريب. وعلى هذا المنوال هناك في وسط ظلمة هذا الوباء الفتاك ستنكشف مع الأيام أنوار ساطعة لبطولات وتضحيات سيسجلها التاريخ ويُخلدها.

 

قال سيدنا يسوع المسيح "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا، وهُوَ أَنْ يَبْذُلَ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ في سبيل أحبائه".