موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٥

القلبُ

بقلم :
ميشيل فرنسيس - فرنسا
القلبُ

القلبُ

 

في القلبِ؛ يَكتشفُ الإنسانُ الانكساراتِ وخيباتِ الأمل.

 

في القلبِ؛ يُعاني الإنسانُ الآلامَ والأحزان.

 

في القلبِ؛ يَشعرُ الإنسانُ بمعنى الظُّلمِ والقَسوة.

 

كما في القلبِ؛ يتعلَّمُ الإنسانُ الانفتاحَ على الحياةِ والحُبِّ.

 

ويستقبلُ الحُبَّ؛ فيَجدُ عونًا في صِراعِه.

 

كما في القلبِ؛ تُنيرُ أضواءُ العقلِ فيُميِّزُ بينَ روحِ العالَمِ وروحِ الله.

 

وهكذا؛ في القلبِ يكمُنُ الصِّراعُ بينَ الحياةِ والموتِ؛ بينَ العَطاءِ والأخذِ؛ بينَ الحُرِّيَّةِ والأسرِ؛ بينَ التَّواضُعِ والكبرياءِ... وفي الصَّمتِ والصَّلاةِ يتفتَّحُ القلبُ على إنسانيَّةٍ تُفضي بهِ إلى تذوُّقِ ما هوَ إلهيٌّ.

 

يوطِّدُ اللهُ علاقتَهُ معَ مَن يرغبُ؛ فيتحوَّلُ قلبُ الإنسانِ - عندئِذٍ - إلى قلبٍ مِن لحمٍ ودمٍ؛ إلى قلبٍ ينبضُ إنسانيّة. فالعلاقة معَ اللهِ تُغيِّرُ قلبَ الإنسانِ، وتُغيِّرُ أفعالَهُ وأقوالَهُ، وتجعلُهُ أكثرَ إنسانيَّة. ومِن غيرِ المَنطقيِّ أنَّ التَّقرُّبَ إلى اللهِ يجعلُ قلبَ الإنسانِ أشرسَ وأعنفَ مِن قلوبِ الوحوشِ الضَّاريَةِ. لا يُمكنُ للسَّلامِ أن يَلدَ حربًا تُهلكُ، ولا للإيمانِ أن يحصدَ أعمالَ كرهٍ تُدمِّر.

 

إنَّ الشُّرورَ نتاجُ قلوبٍ لم تسمح للهِ أن يُروِّضَها ويَصقُلَها ويُغيِّرَها ولا للإيمانِ أن يرفعَها إلى مرتبةِ الإنسانيَّة.

 

 

(تأمل من كتاب: هَلْ أُحِبُّ الحَياة؟ خواطرُ وتأمُّلات)