موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣٠ مارس / آذار ٢٠٢٤

لماذا القيامة؟

بقلم :
رائد نيسان حنا - العراق
المسيح قام... حقاً قام

المسيح قام... حقاً قام

 

يعايد المسيحيون بعضهم البعض في عيد القيامة {المسيح قام، حقا قام} هذه هي التحية التقليدية المُتبعة في عيد الفصح المجيد والتي اعتاد المؤمنون ترديددها منذ عصور المسيحية الأولى.

 

يجب أن نتذكر تفاصيل حادثة القيامة وأن تكون معاشة في حياتنا وليس أن يكون لنا مجرد حضور القداس بدون معرفة ودراية. إنّ قيامة المسيح من الأموات هي إحدى المحطات التي يجب أن نتوقف لنحيي ذكراها ونتذكر الحادثه العظيمة التي حدثت فعليًا، والتي تعتبر من أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق، لأنه على موت المسيح وقيامته ترتكز دعائم الديانة المسيحية وهي حجر الأساس لعقيدتها ولا يمكن عزل أو إلغاء القيامة عن رسالة المسيح، وبهذه الافتراضية ستصبح رسالة منقوصة وبدونها لا تكتمل الارسالية السماوية التي من أجلها جاء ليتممها في قيامته.

 

من الأهمية والضرورة أن يكون لنا معرفة ونتساءل لماذا قام المسيح من بين الأموات، وأن نتعرف عن أسباب قيامته من الأموات، وماهي القيامة، وكيف نعيش القيامة؟ ولماذا يجب أن تكون القيامة؟ فإن لم تكن قيامة المسيح فلا يكون لنا رجاء وفي قيامته من بين الأموات حققت لنا رجاء القيامة، ونسأل،  لماذا يجب أن يقوم المسيح من الموت؟ والإجابة بكل بساطة لكي يمنحنا الرجاء ونوال الرجاء بقيامته، وللقيامة أهمية عظيمة تلك الحادثة العجيبة وأساس إيماننا ورجائنا بأعتباره المُقام من الأموات من بعد تكميلهِ عمل الفداء.

 

في البشير لوقا يذكرنا بشهادة عظيمة ويؤكد لنا بخبر عظيم في الاصحاح ٢٤: ١-٦ فالعبارة التي تذكرنا ليس هاهنا دليل واضح على قيامته وشهادة نفتخر بها. لا يُفترض أن تكون  قيامة المسيح حادثة عابرة وانتهت، أو أصبحت منسية عبر الأزمان، بل هي حقيقة ثابتة لايمكن تغيير حقيقتها أو إنكراها وإخراجها من المنطق، وترتكز على حقائق ودلائل، وشهادة دامغة، وعظمة هذا الحدث مسجلة بتفاصيلها في الانجيل تؤكد مصداقيتها ولنا يقين بتوكيدها أنه حي وليس ميتًا وهذا الأمر أساسي في المسيحية وكذلك ظهورات المسيح بعد قيامته  لخاصته سجلها لنا الإنجيل لا يمكن أستبعادها عن المصداقية.

 

ترتكز قيامة المسيح من بين الأموات على حقيقة ثابتة علامتها أحتضان المؤمنين به ومرتبطة بخلاصنا وتوصلينا إلى الخلاص وشمولنا في الحياة الجديدة  وفتح الحياة الابدية وننظم لملكوته المعدة لكل من يؤمن به وغايتها أن نحيا معه، وبقيامته اكدة لنا هذه الحقيقة التي وعدنا بها وان بقيامته من الموت منحنا الحياة معه وعلينا أن نعيش القيامة كل يوم وكل لحظة من لحظات حياتنا وأن نخلع الثوب العتيق ونلبس الثوب الجديد ولنفتح صفحة جديدة. فبدون القيامة لا توجد حياة، في يوحنا ١١: ٢٥ يؤكد هذه المصداقية ويثبت لنا بارشاده الواضح، ولولا قيامته سنصبح أموات ولا توجد لنا حياة وجاء لاجلنا لكي يكون لنا حياة معه جاء منذ مجيئه الأول جاء مانحاً الحياة لكل من يقبله.

 

وللقيامة أهميتها في المسيحية ولها قيمة وأعتبار وتعتبر من ركائز الايمانية والكرازية وعلى هذا الأساس يحدّثنا القدّيس بولس عن قيامة يسوع، ويؤكد لنا في رسالته الأولى إلى أهل (كورنثوس الأولى ١٥: ١٢-٢٢) وتؤكّد تلك الكلمات أهميّة الإيمان بقيامة يسوع المسيح بالنسبة للبشرى التي تحملها الكنيسة، الإيمان حقيقة الشهادة، بأنّ المسيح قام من بين الأموات.

 

لنصور هذا المشهد ماذا لو لم يكن المسيح قد قام ستكون باطلة كرازتنا ولا أساس لها ولا قيمة لكرازتنا وإيماننا ولا يكون لنا خلاص، وبدون قيامة سنكون أمواتاً لا يكون لنا حياة. وإن لم يكن المسيح قد قام حقاً، فإن كرازتنا لن تكون ذات مضمون روحي، ولا ذات معنى على الإطلاق، ستكون باطلة عديمة النفع وبلا ثمر من نحو خلاص الإنسان، وكذلك فلن يكون إيماننا ذات مضمون جوهري، عديم الثمر ولا جدوى منه طالما أن كرازتنا وإيماننا، كلاهما مؤسس على حقيقة القيامة من الأموات.

 

القيامة ذات أهمية مركزية في كرازة أتباع المسيح الأولين (لاحظ أعمال الرسل ٤: ٣٣، أعمال الرسل ٢٦: ٢٣). ولنا يقين بالإيمان  وبشهادة فعالة بحقيقة قيامة المسيح من الأموات ونعلن البشارة، ونحن شهود على ذلك.