موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
منذ ما يقارب الشهر من زمننا الحاضر، وساحة القديس بطرس في الفاتيكان تشهد احداثا تاريخية متسارعة ومتعاقبة...
لم تهدأ أقدام حجاج يوبيل الرجاء من السير على أرض روما الخالدة ولم تغفُ أعين الإعلام عن واجهة الحدث... فعدسات المصورين في حالة استنفار دائم لنقل مجريات أحداث سطرت لها حروفاً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الجامعة…
ففي هذه الساحة رُفعت صلاة المسبحة الوردية من أجل شفاء البابا فرنسيس آنذاك وقد قاد الصلاة في يوم من ذات الفترة الكاردينال روبرت بريفوست والذي في هذا اليوم يستعد لكي يقود بحبات المسبحة الوردية المؤمنين نحو درب الايمان ..
في هذه الساحة الفاتيكانية... صلى محبو البابا الراحل فرنسيس من أجل شفائه وذرفوا دموع الحزن والرجاء يوم وداعه حيث شهدت هذه الساحة الخالدة جنازة مهيبة رسمتها قلوب جاءت من شتى أنحاء العالم لتقول شكرا و وداعا لبابا الفقراء..
وفي أحد الرحمة الإلهية، غصت الساحة بالمراهقين الشباب وحجاج الرجاء الذين بالرغم من حزنهم، أحاطوا جدران بازيليك القديس بطرس بحضورهم المملوء بالرجاء والأمل...
ولم تخلُ الساحة من الحجاج على مدار أيام الحداد التسعة الى حين بدء اجتماعات انتخاب خليفة القديس بطرس إلى لحظة الإعلان عن الحبر الأعظم الجديد..
اليوم وفي هذا الأحد الذي يعبق بفرح القيامة وفي الشهر المريمي المبارك وفي يوم الذكرى الخامسة بعد المئة على ميلاد بابا الشباب والعائلة يوحنا بولس الثاني... تدق أجراس بازيليك القديس بطرس معلنة بدء حبرية البابا الجديد لاون الرابع عشر... وفي هذا اليوم تتعانق علامات الزمن وتبث رسائلها من ساحة الفاتيكان للعالم أجمع.
فها هو لاون الرابع عشر يطل من شرفة الفاتيكان حاملا صليب المسؤولية بكل تواضع ومحبة، واضعاً حبريته بين يدي الأم البتول... مناديا بالشجاعة وعدم الخوف، ولسان حاله يخاطب يوحنا بولس الثاني في ذكرى ميلاده بكلمات حملت ذات المعنى لقديس محب لمريم كان يوماً بيننا...
اليوم... تتجه أنظار العالم من جديد الى حيث تصاعد قبل ايام الدخان الأبيض من مدخنة كابيلا السيستينا معلنا ًاختيار حبر أعظم جديد.. واليوم أيضاً ترصد كاميرات وعدسات المصورين والاعلاميين من كافة أنحاء المعمورة اطلالة الخليفة ٢٦٧ للقديس بطرس في سنة يوبيلية مميزة بالرجاء والمحبة..
اليوم يطل علينا حامل الذخائر الاغسطينية، الذي تسلل بابتسامته الوديعة ودموعه القريبة إلى قلوب احبته من الاطلالة الأولى...
اليوم يُنقش على رزنامة الزمن تاربخ الولادة لحبرية جديدة تظللها الروح اللاونية والتي تقاطعت مع ذكرى ميلاد قديس كان يوما قائدا للسفينة البطرسية..هنا ينظر يوحنا بولس الثاني من شرفة السماء الى شرفة الفاتيكان ويشجع لاون الرابع عشر في المسيرة البابوية الجديدة.. ومعه ينظر فرنسيس مبتسماً وفرحاً لخليفة بطرس الذي سيكمل مسيرة اليوبيل.
اليوم.. نصلي للروح القدس من أجل لاون الرابع عشر.. البابا الجديد النشط الذي ادهش العالم بنشاطاته ومقابلاته قبيل إعلان حبريته الرسمي.. ومنذ اللحظة الأولى لظهوره كحبر أعظم، دعا إلى السلام ..
ومنها تواصلت دعواته الى العدالة وارساء أسس السلام واحترام كرامة الانسان ونبذ الحروب...
ندعو لحبرية جديدة تُكمل ما بذره الأسلاف... يوحنا بولس الثاني، بندكتس وفرنسيس..
اليوم نرفع صلاة الشكر إلى الروح القدس الذي ألهم الكرادلة لاختيار أول حبر أعظم من القارة الامريكية، هو من عُرف بتقواه منذ الصغر والذي خاطب العالم أجمع في أول ظهور له بلغة السلام والمحبة والأخوة..
نقول اليوم للبابا الراحل فرنسيس..تشفع لخلفك روبرت "فرنسيس" ليعضده المسيح القائم في حمل صليب مهامه الجديدة... ومن مريم العذراء نطلب أن تفيض حنانها الأمومي على الحبر الأعظم و تبارك حبريته التي رأت النور في شهرها المريمي...
ومن أرض المعمدان تتصاعد صلوات المؤمنين في هذا الأحد المبارك لتعانق هللويا الفرح التي تصدح بها حناجر مليون مؤمن رسموا بحضورهم فسيفساء بشرية على أرض روما التاريخ..في ساحة القديس بطرس الذي يسلم المفاتيح التي سلمه اياها المسيح إلى خليفته الجديد.. روبرت فرنسيس بريفوست ..
ولتبق شعلة الفرح والرجاء والإيمان في ساحة الفاتيكان تنير العالم أجمع... حيث تعزف ترانيم الفرح بولادة قديسين جدد ويجتمع فيها المؤمنون من شتى بقاع الأرض لسماع صلاة التبشير الملائكي ولقاءات الأربعاء ولتشهد دوما لبشرى الخلاص وصوت الحق والسلام والبركة البابوية لروما وللعالمUrbi et Orbi ..
اليوم.. تعود ساحة الفاتيكان الى واجهة الخبر والضوء ..
هناك على جدران بازيليك القديس بطرس ينعكس ظل عصا الراعي و خاتم الصياد ويطل من الشرفة الحبر الأعظم الجديد بالثوب الأبيض .. لاون الرابع عشر...
لقد اصبح لدينا بابا Habemus Papam