موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٣

القديس فرنسيس أيقونة الكتاب المقدس

بقلم :
الراهب بولس رزق الفرنسيسكاني - مصر
القديس فرنسيس أيقونة الكتاب المقدس

القديس فرنسيس أيقونة الكتاب المقدس

 

القديس فرنسيس هو أيقونة الكتاب المقدس لأنه عاش على حسب كلمة الله فالكتاب المقدس بالنسبة له هو دستور حياة وصار رجل الإنجيل. كما يقول البابا بندكتوس الخامس عشر: "القديس فرنسيس هو أكمل صورة وجدت على الأرض للمسيح".

 

هذه الأيقونة تستمر إلى نهاية الزمان لأنها فيها من كل بستان وردة أقصد بستان الأنبياء والقديسين الذين يحملون رسالة إلهية إلى البشرية معلين فيها رسالة يسوع المسيح مخلص العالم.

 

عندما نرى هذه الأيقونة تشع نورًا وبهاء وقداسة  وكما يقول الشاعر الكبير الإيطالي دانتي من القرن الثالث عشر في كتابه الكوميديا الإلهية (الفردوس، النشيد 13)، (ولد في العالم شمس)، إذ أن مولد القديس فرنسيس هو بمثابة شمس جديدة أشرقت على الدُنيا، والعالم يشعر بحرارة إيمانه ويلقبه أيضًا بالشمس الساطعة كما تبزع قوة ساطعة الصيف. وكان يفيض بالمحبة الإلهية كالملائكة والسيرافيم الذين هم رمز المحبة المشتعلة وذلك دعم الكنيسة بالإيمان والعطف على الفقراء.

 

عاش القديس فرنسيس في القرن الثاني عشر في ظل اختلافات بين الشعوب، وبين الفقير والغني. الله اختار القديس فرنسيس لكي يكون رسولا ونبيا يحمل صوته بين الشعوب. هذا الصوت يحمل رسالة الله ويكون شاهد في وسط عالم ملء بكل أنواع الصعوبات.

 

فالقديس فرنسيس يحمل رسالة الله من خلال المصلوب يافرنسيس رمم كنيستي وهذا الصوت مستمر مع كل إنسان يحمل رسالة الله في هذا الزمن.

 

فالقديس فرنسيس هو أيقونة شكلت بتأمله في الكتاب المقدس وسماع صوت الله على مثال كل الأنبياء والقديسين المذكورين في الكتاب المقدس.

 

صوت الله لموسى من خلال الشجرة المشتعلة هذه الرسالة تجعله يقود شعب الله وإنقاذه من العبودية. هكذا صوت الله للقديس فرنسيس من خلال المصلوب أذهب ورمم كنيستي. هذا الصوت يقود القديس فرنسيس لكي يكون شاهدًا للمسيح بل يصبح مسيحا آخرا.

 

موسى النبي يرفع الحية النحاسية في البرية. والقديس فرنسيس ينال الجروحات على جبل لافيرنا.

 

موسى النبي أستلم الشريعة من الله على الجبل، والقديس فرنسيس عندما طلبوا الرهبان قانون للرهبنة قال: "إن قانون وحياة الأخوة  الأصاغر أنما يقومان بهذا: بحفظ إنجيل سيدنا يسوع المسيح، ومع الالتزام بحياة الطاعة والعفة وعدم الملكية".

 

موسى النبي يطلب المغفرة لشعبه من الله هكذا القديس فرنسيس طلب من يسوع أن العالم ينال الغفران ومن هنا نتذكر عيد الغفران وهو غفران أسيري.

 

صوت الله ليشوع يقود شعب بني إسرائيل إلى أرض الموعد، بعد خروجهم من أرض العبودية. هكذا الله يستخدم القديس فرنسيس يصنع السلام في وسط الحروب الإفرنجية (الحروب الصليبية)، ويحمل مفاتيح القدس من السلطان الملك الكامل عام 1219م من مصر إلى الأرض المقدسة.

 

صوت الله لصموئيل النبي في الهيكل عندما قال:" تكلم يا رب فأنا عبد سامع "هكذا القديس فرنسيس أمام المصلوب "ماذا تريد مني يا رب".

 

القديس بولس الرسول استلم رسالته في طريق دمشق هكذا القديس فرنسيس استلم دعوته من صليب سانت داميانو.

 

صوت الله لسليمان أن يبني هيكلا ليسكن الله في وسط شعبه هكذا القديس فرنسيس رمم ثلاث كنائس وأسس ثلاث رهبانيات.

 

صوت الله يدعو داود الملك والنبي ويكتب لنا المزامير والصلوات، هكذا الله اختار فرنسيس رجل صلاة بل أصبح صلاة وترك لنا صلوات والمزامير وتسابيح الله العلي، وقد جعل الإنسان يسبح الله من خلال الخليقة.

 

أشعيا النبي يتكلم عن العذراء مريم فالقديس فرنسيس كتب صلوات لمريم العذراء. وأيضا أشعيا النبي تكلم عن الآلام في يسوع المسيح. والقديس فرنسيس شارك المسيح في آلامه عندما نال الجروحات المقدسة.

 

إيليا النبي عندما كان يصلي في جبل حويب ويسمع صوت الله على باب المغارة هكذا يسمع القديس فرنسيس صوت الله وهو يصلي في الجبال.

 

عاموس النبي وهو نبي العادلة الاجتماعية هكذا القديس فرنسيس كان يهتم بالفقراء والمهمشين وجماعة البرص.

 

صوت الله ليوحنا النبي المعد الطريق ويدعو الناس إلى التوبة واستقبال يسوع المسيح، والقديس فرنسيس يعلن إنجيل ربنا يسوع ويبشر بالمخلص.

 

مع ايوب الباري يقول: "عريان خرجت وعريان أعود". هكذا فعل القديس فرنسيس امام الأسقف عندما ترك ابوة وخلع الرداء وقال من الآن ابويا السماوي وبدأ يصلي ابانا الذي في السمؤات. طلب من الرهبان عندما يموت يغطي جسدة بالرماد.

 

القديس بطرس الرسول ترك الشباك واتبع يسوع هكذا القديس فرنسيس ترك الغني وأتبع عيش ومنهج انجيل ربنا يسوع.

 

عاش القديس فرنسيس على مثال السيد المسيح بل اصبح مسيح آخر، وأصبح أيقونة مزينة بالفضائل والقداسة وهذه هي ثمرة حبه لله والرسالة والكتاب المقدس.