التذكير بالخطيئة هو جزء متمم للإصلاح - 2

 

المقدمة والتمهيد:

 

"اَلْمُتَفَكِّرُ فِي عَمَلِ الشَّرِّ يُدْعَى مُفْسِدًا" (أم 24: 8). الأفكار الأثيمة والسلوك المنحرف في العلاقات الجنسية المثلية مشكلة لها آثار مخزية ومحزنة تقود من يتداولها الى الشر والخطيئة المتعمَّدة، كيف ناقش الكتاب المقدس موضوعة الأفكار الاثيمة، "اَلْغِشُّ فِي قَلْبِ الَّذِينَ يُفَكِّرُونَ فِي الشَّرِّ" (أم 12: 20).

 

القارئ الكريم هناك آلية للتفكير الايجابي السليم والسوي لدى البشر يساهم في تحقيق الامن النفسي والاجتماعي ويقدم صوراً رائعة لما يدعو اليه المنطق ويؤسس لسلوك يقود بعيداً عن الخطيئة والشر والاثم والتفكير المنحرف، وردت هذه الالية بحسب مرقس الإنجيلي البشير 7: 21-23 "إِنَّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنْسَانِ، هُوَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ. فَإِنَّهُ مِنَ الدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ، تَنْبُعُ الأَفْكَارُ الشِّرِّيرَةُ، الْفِسْقُ، السَّرِقَةُ، الْقَتْلُ، الزِّنَى، الطَّمَعُ، الْخُبْثُ، الْخِدَاعُ، الْعَهَارَةُ، الْعَيْنُ الشِّرِّيرَةُ، التَّجْدِيفُ، الْكِبْرِيَاءُ، الْحَمَاقَةُ هذِهِ الأُمُورُ الشِّرِّيرَةُ كُلُّهَا تَنْبُعُ مِنْ دَاخِلِ الإِنْسَانِ وَتُنَجِّسُهُ"، ويضاف اليها ما ورد في رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 8 "وَخِتَاماً، أَيُّهَا الإِخْوَةُ: كُلُّ مَا كَانَ حَقّاً، وَكُلُّ مَا كَانَ شَرِيفاً، وَكُلُّ مَا كَانَ عَادِلاً، وَكُلُّ مَا كَانَ طَاهِراً وَكُلُّ مَا كَانَ مُسْتَحَبّاً، وَكُلُّ مَا كَانَ حَسَنَ السُّمْعَةِ، وَكُلُّ مَا كَانَ فِيهِ فَضِيلَةٌ وَخَصْلَةٌ حَمِيدَةٌ، فَاشْغِلُوا أَفْكَارَكُمْ بِهِ"،  وبحسب تعليم الكنيسة، فإن الإنسان يستطيع أن يميز بين الأفعال الصالحة والسيئة، لأنه يمتلك عقلاً وضميراً يمكنه من اتخاذ أحكام واضحة في الحالات الطبيعية، والتمييز بين ما يعتبر خطيئة وسواها، يشترط التعليم المسيحي ثلاث شروط لهذا التمييز: الفعل الصالح والنية الصالحة، والظروف التي ترافق العمل والتي قد تغير من درجة المسؤولية -ثقل الخطأ- ولكنها لا تغير من طبيعته أو ووصفه وصفاته، ولا يجوز بتاتًا عمل الخطيئة أو تقبل حصولها مع الاخرين والى ذلك اشارت رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 13 "لِذَلِكَ اجْعَلُوا أَذْهَانَكُمْ مُتَنَبِّهَةً دَائِماً، وَتَيَقَّظُوا، وَعَلِّقُوا رَجَاءَكُمْ كُلَّهُ عَلَى النِّعْمَةِ الَّتِي سَتَكُونُ مِنْ نَصِيبِكُمْ عِنْدَمَا يَعُودُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ ظَاهِراً بِمَجْدِهِ".

 

اخوتي الأعزاء ان إدارة زوايا التفكير البشري يجب ان يسودها الارشاد والتوجيه التربوي الالهي حول السلوك القويم، "حِينَئِذٍ تَفْهَمُ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ وَالاسْتِقَامَةَ، كُلَّ سَبِيل صَالِحٍ، إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ، وَلَذَّتِ الْمَعْرِفَةُ لِنَفْسِكَ فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ" (أم 2: 11،10،9).  والذي نحن بصدد البحث عنه وتفسيره هو:

 

شاع استعمال مصطلح المثلية الجنسية في أدبيات العديد من الباحثين وتم تداوله على نطاق كبير بمعنى به بعض القبول بالأمر الواقع، والمخالف لمعناه الحقيقي، والغريب في الأمر أن غالبية هؤلاء الباحثين لا يعوزهم سعة الاطلاع ولا حسن التميز لما سيحدث من فعل اجتماعي وثقافي في قبول المحتوى الفكري لما يدعى بالمثلية الجنسية، والذي يدعوا الى الدهشة في المجال ايضاً تغليب التزييف للحقائق وتمرير أجندة تحت ستار مسايرة التطور وتقديم الدعم النفسي بقصد اقناع الخطاة للعدول عن ممارسة الرذيلة المتعمدة والذي نحن فيه اليوم من مشكلة هي الاعتراف الكنسي تحت مسمى البركة البسيطة والعفوية لفصيل اجتماعي يدعوا الى خرق الأطر الاسرية النزيهة والقويمة والطبيعية في تكوين الاسرة وفقا لمفهوم الزواج الذي حافظت عليه كنيستنا المقدسة الرسولية ورفضت كل أنواع الضغوط والابتزاز المعنوي والروحي  لها لتغير مساراتها نحو الموافقة والقبول والاستجابة لشهوة الظهور والاعلان ولأكثر من 2000 عام من الرفض لإعطاء البركة المسمات بالبسيطة والعفوية لبشر يتعمده الخطيئة بإصرار، ويضاف الى ذلك الالحاح على مسؤولي الكنيسة بالموافقة  ولو كان ذلك بالحد الأدنى كمدخل وتمهيد ربما لمكتسبات أخرى قد تتحقق بمرور الزمن وبتغير المسؤولين عن الكنيسة، والمفاجئة كانت ما حدث فعلاً بإصدار وثيقة "حبرية" من مجمع عقيدة الايمان تم تأكيد من خلاله بالاعتراف المبدئي بهم والمطالبة من خلالها ان يكون الإعلان بقبول المباركة البسيطة والعفوية للمثلين و يمكننا القول عنها بالعرف الإداري انها تدعوا الى وضع القدم في الباب لهم و مدخل بموافقة شرعية بعد ان كانت الكنيسة ومجامعها المسكونية رافضة التعامل مع هذه المسميات... الخ.

 

واليوم تدعو ضمنيًا الخطاة في المثلية الجنسية الى العودة اليها بدعوى هذه البركة البسيطة والعفوية وفي السماح لهم بأشغال المقاعد الأمامية والحضور والانضمام وربما رفع اعلامهم الدالة عنهم ووجودهم في الطريق المؤدي الى الكنيسة، وأن تأييد هذا التوجه الجديد بإعطاء البركة لأناس منحرفين كثيرة هي المعاني الأخرى عنهم، دون الانشغال بمطالبتهم بالتوبة ليحصلوا على المغفرة وتسامح المجتمع معهم اولاً كما ورد في إنجيل متى البشير 9: 12-13 "فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: "لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا، بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ"، وبحسب ما ورد في سفر إشعياء 55: 7 "ثُمَّ قَالَ:لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَالأَثِيمُ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَلْيَرْجِعْ إِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَان".

 

واليوم، أيضاً نرى العكس ان تأييد الكنيسة لهذه الفئة سيعزز تواجدها في الأماكن الروحية وتفسد الهواء الذي يتنفسه الاصحاء فضلاً عن الانشغال بالنظر إليهم، ومهما يكن من سبب فإن دعاة المثلية يعملون على تقويض أساس المجتمع "الأسرة" وبنائها الاجتماعي، وهنا يجب علينا أن نستوعب الدرس من التعليم الكتابي: "الَّذِينَ طُرُقُهُمْ مُعْوَجَّةٌ، وَهُمْ مُلْتَوُونَ فِي سُبُلِهِمْ" (أم 2: 15).

 

 

المعنى المسيحيّ للعلاقةِ الجنسيَّة وغايتها في الزواج:

 

"لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ" (2تي : 11-12).

 

تعليم الكنيسة يشير الى الزواج بين البشر ذو اتجاه واحد هو: إنجابي كهدف ونتيجة طبيعية لرباط الزواج ويكون علامة على الحب بين الله والبشر ويهدف إلى وحدة شخصية بين الذكور والاناث عميقة تؤدي إلى تكوين الاتحاد في جسد واحد" وتكوين الاسرة الجديدة، "لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ"(عب 13: 4)، أما ممارسة الجنس خارج الزواج بكل مسمياته يتعارض دائمًا مع الغرض منه وقد ورد ذكر ذلك في، رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 3-5: "لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا، أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ". الذي نحن بصدد عرضه اليوم هو ما يدعى بالاقتران الزواجي للمثيلين والشائع، والى ذلك يشير قداسة البابا فرنسيس في عام 2019 بالتأكيد على أن التعاليم الكنسية تنص على أن الميول الجنسية المثلية "ليست خطيئة"، لكن التصرف وفقًا لها يعد خطيئة وكما يلي:

 

1- من غير المألوف ان تكون الكنيسة طرفاً في تشريع يقدم البركة البسيطة والعفوية الى احدى الخطايا المخالفة للعفة وهي الممارسة الجنسية المثلية، بالإضافة إلى ذلك، حرية هذا الاقتران تعد من الجرائم الخطيرة ضد كرامة الزواج"، وتؤدي الى "ارتكاب الخطيئة" المتعمدة، ونعرض اليوم ما يدعى بالاقتران الزواجي للمثيلين والشائع تحت مسميات اجتماعية مختلفة.

 

 

تُعرَّف المثليّة الجنسيّة `ذاتها بالتَوَجُّه جنسي:

 

2- في العلاقات بين الرجال أو بين النساء باختيار الجنس المماثل والانجذاب له ولا يزال هذا السلوك الجنسي غير المبرر وغير مفهوم الدوافع في دراسات التكوين النفسي والصحة النفسية هذا التوجه هو تحت عنوان مجتمع "الميم"، فالرجال والنساء الذين لديهم هذه الميول المثلية والعميقة الجذور في حياتهم، قد يتعدّى نسبة وجودهم في المجتمع من 3 أو 4 % بالمئة من مجموع البشر الذين يُعترفون بأنّهم خاضوا هذه التجربة لمرّة أو لمرَّتين في حياتِهم. هذا الميل المشوش موضوعيا يشكل في نظر معظم المثيلين تجربة قد تكون مقبولة مع حساسية الموضوع.

 

3- يَتَّسم المثلين بالانجذاب الجِنسي أو الشعوري الذي يحملونه تجاه أخرين من نفس جِنس، وإلى مُمارسة علاقات عاطفيّة وجنسيّة، من دون أي ميلٍ نحو الجنس المختلف الطبيعي، النَزعة الجنسية المثلية بين الرّجال تُعرَف باللواطية الذكوريَة، أمّا عند النساء فتُعرف باللواطية الأنثوية أو السحاق، اللِّواط له أشكال اخرى متنوعة جدّاً على مدى العصور والثقافات.

 

4- اللواطة تُمثّل مجموعة من السلوك الذي يعبّر عنه لا شعوريّاً بسِماتِ كالعداوةً الظاهرة تجاه ذكور اخرين، هذا الواقع يُحاول إيجاد حُجج نفسيّة، لمعرفة وقبول هويّته الجنسيّة الجديدة. أما المثلية الجنسية الأنثوية (السحاق) هي الوجه الأخر للمثلية الجنسية الذكورية وتتميّز بوُجِودَ بعض المُشتركات بين الاناث. يُلاحظ عند السُّحاقيات إجمالاً، تماثُلاً مكثَّفاً من المظهر الذكوري، وتعني كذلك الميول والممارسات ذات الطابع جنسي بين أنثى إلى أخرى من جنسها، ويصعب تحديد نسبة الممارسة لها في أي مجتمع نتيجة للتستر عليها.

 

 

مصطلحات مهمة في تفسير الشذوذ والمثلية الجنسية:

 

5- الشذوذ الجنسي مصطلح بارافيليا (paraphilia) لوصف الاهتمامات الجنسية الشاذة، لمجتمع الميم ذوي  الجنس المزدوج وللمتحولين جنسيًا، "الشذوذ الجنسي، Transgender (LGBT) ، Gay Bisexual  Lesbian  في اليونانية وفي العهد الجديد حرفيًا "اللواط" أو "Sodomite" وهي بالإنجليزية مشتقة من كلمة سدوم "Sodom" وبالعربية من اسم "لوط". وهو مصطلح لم يتغير لأكثر من 5000 عام. وبغض النظر بأن هذه المدينة تم تدميرها بالكامل كما هو واضح في: "كَمَا أَنَّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَالْمُدُنَ الَّتِي حَوْلَهُمَا، إِذْ زَنَتْ عَلَى طَرِيق مِثْلِهِمَا، وَمَضَتْ وَرَاءَ جَسَدٍ آخَرَ، جُعِلَتْ عِبْرَةً مُكَابِدَةً عِقَابَ نَارٍ أَبَدِيَّةٍ" (يه 1: 7)، أنه ميل نحو "الشر الأخلاقي"، عندما يشكل "اضطرابًا موضوعيًا"، وعندما يكون النشاط الجنسي المثلي نتيجة اختيار متعمد،  وغير طبيعي ونكران لما تقدمه الطبيعة من حقوق، "أَنْ يُذِلَّنِي إِلهِي عِنْدَكُمْ، إِذَا جِئْتُ أَيْضًا وَأَنُوحُ عَلَى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَتُوبُوا عَنِ النَّجَاسَةِ وَالزِّنَا وَالْعَهَارَةِ الَّتِي فَعَلُوهَا" (2 كو 12: 21).

 

 

التعليم الكتابي يوضح في الوصية السادسة* فيه،

 

6- الكنيسة تبين ان "الجاذبية الجنسية المثلية" **و "الأفعال المثلية" هي آثم، كالأفعال بين الجنسين خارج الزواج، وخطايا ضد الوصية، ولا يمكنها إحياء واعطاء الحياة، ولا تنطلق من تكامل عاطفي وجنسية حقيقي، ولا يمكن الموافقة عليها بأي حال من الأحوال"، تعليم الكنيسة يشير الى النزعة الجنسية المثلية "مشوشة بشكل موضوعي" ويمكن أن تكون تجربة كبيرة للشخص وحساسة وقد خاطبنا بولس الرسول في رسالة   إلى أهل رومية 1 : 28،26 قائلاً، "لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ." وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ".

 

 

ما هي البركة ومن يعطيها ولمن:

 

7- "لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ" (مت 5: 45)، "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" (أف 1: 3).

 

جميعنا نرغب ان نكون مُباركين من الله، والبركات تعزّز السعادة،‏ والخير،‏ والازدهار في حياتنا، وبما ان الله هو المعطي لها والتعليم الكتابي يشير الى، "نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ"(2 كو 13: 14). "وَاللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ اكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ"(2 كو 9: 8)، "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ، لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ، لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا"(أف 2: 8 10،9)، البركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء والمباركة فيه، فالله يعطينا الحكمة والمهارات اللازمة من أجل القيام بمسؤولياتنا وهو يباركنا بالصحة والعافية وتلك ليست بمادية أو جسدية فقط بل تتخطى حاجات مولد الجسد الى عطاياه ومفاعيل الولادة الثانية لنا بمجيء الرب يسوع له المجد.

 

8- توجد في الكتاب المقدس عدة كلمات تترجم عادة “بركة” أو “بارك” أو “يبارك” أو “مبارك” والكلمة العبرية  שָּׁלוֹם וּברָכָה ، ברכות، נפלאה التي تترجم غالباً “بارك” هي “barak”، والتي يمكن أن تعني مدح، تهنئة، تحية، שאלוהים יברך אותך. ليباركك الرب، كما في “وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلًا: "أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ، وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ"(تك 1: 22)، "أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ"(تك 22: 17)، والتي تعني في الأصل "الركوع"، ولكنها كثيرًا ما تُستخدم لوصف العبادة المُوقَّرة لشعب الله في العهد القديم، من حيث الصلاة والتسبيح.

 

9- تحمل كلمة البركة ايضاً مجموعة من المعاني الشخصية والاجتماعية، ويمكن ان نشير الى البركة غير المُتوقَّعة ويمكن ان تكون مكسب شخصي وحظ سعيد. وهذا المصطلح يمكن أن يرتبط أيضًا بمفهوم منح الموافقة، كما هو الحال عند طلب المباركة من الله للقيام بعمل معين كما أنها تشير على رعاية وحماية إلهيَّة ومن هنا يمكننا ان نستخدم هذه الكلمة الرائعة عندما نقول ليبارك الله بلدنا ومدينتنا وساكنيها.

 

المُبارْك: وهو خادم في الكنيسة برتبة كاهن او أسقف الذي يعطي البركة لمن يراه في حاجة اليها أو يستحق وقد تنوعت المبارِكة على صفحات الكتاب المقدس من الله وغاياتها واهدافها في الحياة.

 

المُبارَك: وهو الذي يستقبل البركة فالكائنات الحية هي الوحيدة المؤهلة لاستقبالها أما الأشياء الجامدة فإنها تكرس لخدمة الله وتقدس بحضوره.  بركات الله تتجاوز منطق الممتلكات المادية والرفاهية الاجتماعية وكم من المرات تفيض بركاته هذه في أقسى حالات الألم البشري، وأن نكون مباركين من الرب يعني أننا نلنا حظوة لدى الله بالبركة، إذاً نعترف بان الله هو الموزع لجميع النعم، "نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيح مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" (أف 1: 2، 3). وَإِنَّ إِلَهِي سَيَسُدُّ حَاجَاتِكُمْ كُلَّهَا إِلَى التَّمَامِ، وَفْقاً لِغِنَاهُ فِي الْمَجْدِ، فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ"(فِي 4:‏19)، لَا تُبَادِلُوا الشَّرَّ بِشَرٍّ، وَلا الشَّتِيمَةَ بِشَتِيمَةٍ. بَلْ بِالْعَكْسِ: بَارِكُوا، فَتَرِثُوا الْبَرَكَةَ، لأَنَّهُ لِهَذَا دَعَاكُمُ الله" (1بُطْ 3:‏9)، "بَرَكَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ. بَارَكْنَاكُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ" (مز 129: 8)  

 

 

لماذا يستمتع بعض البشر بتتبع الفضائح والشائعات؟

 

"الَّتِي فِي النَّظَرِ إِلَيْهَا فَضِيحَةٌ لِلْسُّفَهَاءِ بِعِشْقِهِمْ" (حك 15: 5).

 

10- الفضيحة في حقيقتها ادعاء او مجموعة مزاعم تنتشر مسببة الضرر المعنوي وأحياناً المادي لأصحابها الذين قد يكون ضحاياها أفراد أو حتى عقائد او معتقدات. وقد تكون الفضيحة مبنية على مجموعة صحيحة او كاذبة من الادعاءات او كلاهما معاً، وغالباً ما تنتشر الفَضِيحَةُ بكشف المعيب كالانحرافٍ الخلقي، بما يجلب العار ويؤذي المشاعر الشخصية للأفراد والمجتمع، وفي مفهوم اخر عن الفضيحة يشير الى الكشف عن المساوئ وإشهارها والإعلان عنها أمام الناس، مما يثير التهديد للمجتمع، والمكان وقد أوضح التعليم الكتابي ذلك. "ثُمَّ قَالَ: إِنَّ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ذَلِكَ يُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ. لِأَنَّهُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، مِنْ قُلُوبِ ٱلنَّاسِ، تَخْرُجُ ٱلْأَفْكَارُ ٱلشِّرِّيرَةُ: زِنًى، فِسْقٌ، قَتْلٌ، سِرْقَةٌ، طَمَعٌ، خُبْثٌ، مَكْرٌ، عَهَارَةٌ، عَيْنٌ شِرِّيرَةٌ، تَجْدِيفٌ، كِبْرِيَاءُ، جَهْلٌ. جَمِيعُ هَذِهِ ٱلشُّرُورِ تَخْرُجُ مِنَ ٱلدَّاخِلِ وَتُنَجِّسُ ٱلْإِنْسَانَ" (مَرْ 7:‏20-‏23).

 

 

11- الفضيحة أنواع منها الأخلاقية والاجتماعية والمالية والسياسية والإعلامية وغيرها:

 

الفضيحة الاجتماعية: تعتبر مخالفة العادات السائدة في المجتمع والخروج عن المألوف. والزمن يلعب دوراً مهماً في اعتبارها فضيحة وثقافة مجتمع.

الفَضِيحَةٌ الأَخْلاَقِيَّةٌ: كِشَفُها أَمَامَ الْملَإِ بالفِعْل الفاضِح كفِعْل ماديّ مُخلّ بالآداب وخادِش للحياء وانحرافٍ عن القيم الخلقيّة، بما يجلب العار ويؤذي مشاعر الافراد والمجتمع، أو قد تكون طعن المجتمع في معتقداته، والتجاوز الأخلاقي على الاخرين وتخضع لتغير الزمان والمكان والسلوك ازائها.

الفضيحة الجنسية: يقال عنها إنها تتضمن على معلومات عن الأنشطة الجنسية التي يفعلها بعض البشر.

 فضيحة ماليّة: اختلاس وسرقة ورِشوة والكثير غير ذلك ولا يخفى عن القارئ مدى عمق هذه الفضائح وشكلها والمضمون.

 

لكن هل يمكن القول إن الفضائح تعزز المعايير الاجتماعية أو تغيّرها؟ "نعم يمكن الفضيحة أن تحوّل المجتمع الى الرفض لما يحدث وإن كانت المعايير الاجتماعية تتبدل باستمرار.

 

في العموم نحن البشر نحبّ الاطلاع على الفضائح، وأيضاً لأننا بطبيعتنا لدينا الحسّ "الحكمي" أي إطلاق الأحكام على الغير وهذا ينبع من نزعتنا السلطوية والتسلطية في اللاواعي، ولا شيء يمكن أن يؤمن لنا الشعور بالاكتفاء الذاتي والمعنوي أكثر من إحساسنا بالتفوق على الغير في المعرفة والحديث عن الفضائح.

 

ومن الجدير ذكره هي أن الفضيحة في مكان ما "تحصل عند الفشل في التفاوض مع المعتقدات الاجتماعية الراسخة والتناقضات الحاصلة والمتمثلة بالنزاع حول التمسك بالحرية الشخصية والتزام المبادئ العامة التي يفرضها المجتمع. وكل ما كان المرء معروفاً أكثر في المجتمع كلما كبرت الفضيحة واتخذت مساراً أوسع انتشاراً" والذي نحن فيه من مازق هو ما تقدم أعلاه من اعلان عن فسح المجال لإعطاء البركة؟   

 

 

12- الدروس المستفادة والخلاصة والخاتمة:

 

1- أن أية تعليم ينتهك "حقيقة حب الله غير المشروط لجميع البشر"، ويدفع  البعض  منهم ومن مختلف الاعمار بعيدًا عن الكنيسة ليكونوا ضحايا السلوك المنحرف الذي لا تقره الطبيعة ومخالف لإرادة الله فالاعتراف بزواج المثليين"*خطاء كبير وهذا لا يمثل استجابة لسياسة الكنيسة في مجال التربية الجنسية الآمنة، والابتعاد عن الامراض التي قد تسببها كالإيدز مثلا.

 

2- احتجاج بعض نشطاء حقوق المثليين داخل الكنائس الكاثوليكية وخارجها لتأكيد حقوقهم؟ والاحراج الذي يسببونه لخدامها، ولندرك جميعاً أننا ألان امام مرحلة جديدة ومنعطف حاد وخطير وتهديد وجود من خلال إضافة نوع جديد من الامتحان الذي على الجميع ادراكه وتداركه لكي لا يتطور في المستقبل الى فشل الكنيسة بمؤسساتها في تقدير الموقف وتقيمه ومدى الخطورة المتوقعة منه والحذر من مطالبات أخرى لفصائل اجتماعي تطالب الكنيسة بالاعتراف بها وعند ذلك ستكون الكنيسة مجبرة على  تقديم التنازلات كما يحدث الان.

 

3- ما يجب ان تمنحه الكنيسة بشخوص خدامها من البركة البسيطة العفوية حتى وان تم التنبيه عنها بانها بمعنى ودود عموما القراءة القانونية لما بين السطور لهذه الوثيقة نجد ان تفسير الفعل الذي يسبق الفعل نفسه دليل على انه حاصل على درجة من المقبولية والقناعة والدليل ان استمرار الوثيقة بتكرار التفسير وإعطاء الأمثلة يشير هو الاخر الى التعبير عن الموافقة وتعزيز القيام بها وبهذا الفعل وكتوجيه ليأخذ دوره في التعامل اليومي مع الحدث من خدام الكنيسة وهذا ايضاً واجهة أخرى لإعطاء المشروعية لهذه العفوية.

 

4- كان يجب ان تتضمن الوثيقة البابوية القصد بانتظار التوبة والعودة عن الخطيئة من الذين ستقدم الكنيسة لهم البركة، وكان يجب ايضاً ان يتضمنه الإعلان هو ما قدم لنا وبحسب القديس يعقوب في رسالة 1: 21،18،12 التطويبة التي تمنح البشر الحصانة الروحية حين قال: "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللهِ، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا، وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِه ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا، لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ، شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ، لِذلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرّ، فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ" .... فكل بركة دائمة وحقيقية تأتي من خالقنا المحب والمعطي لبركاته لكل البشرية،‏ حتى الذين لا يعرفونه.

 

أعزائي القراء الكرام الى هنا ينتهي القسم الثاني من الجزء الثالث للموضوع المثير للجدل، ولكن سأحاول وبالتعاون معكم أن نصل إلى رؤيا مشتركة لما هو كائن ومطروح ولما ينبغي أن يكون.

 

سيتضمن القسم الثالث القادم المحتويات التالية:

1- تحليل محتوى لوثيقة الفاتيكان الصادرة عن مجمع عقيدة الايمان بخصوص مضمون البركة البسيطة والعفوية.

2- الدراسات والمقالات التي قدمها باحثين وكتاب حول العالم لموضوع البركة البسيطة مدار بحثنا الحالي. 

3-  الخلاصة والخاتمة.

انتظرونا ولا تفوتوا فرصة قراءة القسم الثالث من الموضوع. الرب يبارككم ويمنحكم العفة والكرامة الجسدية والنفسية ويحقق جميع ما تتمنون في حياتكم، ولكنيستنا الجامعة المقدسة الرسولية الرفعة والسمو والى القائمين على خدمتها، آبائنا الرسل بمختلف مسمياتهم الرعوية، المثابرة في إعادة من يخطئ الى الايمان. إلى الرب نطلب.

 

-----------------------------

 

التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

الوصية السادسة “سمعتم أنة قيل “لا تزن”، أما أنا فأقول لكم: ان كل من نظر الى امرأة حتى يشتهيها، فقد زنى بها في قلبة” (متى 5: 27-28). “لا تزن” (خر 14:20).

الاساءات الى كرامة الزواج

2380- الزنى. هذة الكلمة تعني الخيانة الزوجية. فعندما يعقد شخصان أحدهما على الاقل متزوج، علاقة جنسية بينهما، وان كانت عابرة، فهما يرتكبان الزنى. والمسيح قد قضى على الزنى، وان بمجرد الشهوة . والوصية السادسة والعهد الجديد يحرمان النى على الاطلاق . والانبياء ينددون بجسامتة. ويرون فية صورة لخطيئة عبادة الاصنام .

2381- الزنى يخالف العدالة. والذي يرتكبة يخون عهودة. ويجرح علامة العهد التي هي الرباط الزوجي، ويسيء الى حق الزوج الاخر، ويضر بمؤسسة الزواج، بنقضة الاتفاق الذي هو في أساسة. انة يعرض للخطر خير التناسل البشري، والاولاد الذين هم في حاجة الى ثبات اتحاد والديهم.

الاساءات الاخرى الى كرامة الزواج

2387- ندرك مأساة من يرغب في الارتداد الى الانجيل، ويرى نفسة مضطرا الى تطليق واحدة أو أكثر من نساء قاسمهن سنوات من الحياة الزوجية. ومع ذلك فتعدد الزوجات لا يتلاءم والشريعة الاخلاقية. انة “يتناقض تناقضا جذريا والشركة الزوجية: فهو ينكر مباشرة تدبير الله، كما كشف لنا عنة منذ البدء؛ انة يتعارض والمساواة في الكرامة الشخصية بين الرجل والمرأة، اللذين، في الزواج، يعطي كل منها ذاتة في حب كلي، ولذلك فهو لا يكون الا وحيدا ومانعا” . فالمسيحي، الذي كان سابقا متعدد الزوجات، ملزم الزاما خطيرا بموجب العدالة، أن يفي بالتزاماتة تجاة نسائة السابقات وأولاده.

2388- الزنى بالمحارم يدل على العلائق الحميمة بين الاقارب بقرابة دموية، أو أهلية، بدرجة تمنع الزواج بينهم . والقديس بولس يستقبح هذا الذنب المتصف بجسامة خاصة: “لقد شاع عنكم أن بينكم حادث فحش (…). حتى ان واحدا منكم يجوز امرأة أبية! (…) فباسم الرب يسوع (…) يجب ان يسلم مثل هذا الى الشيطان لاجل هلاك الجسد…” (1 كو 1:5، 3-5). الزنى بالمحارم يفسد العلائق العيلية ويدل على تقهقر نحو الحيوانية.

2389- يمكن أن يلحق بالزنى بالمحارم التجاوزات الجنسية التي يمارسها الراشدون على الاولاد أو المراهقين الموكلين اليهم. والذنب عندئذ يتضاعف باساءة شائنة الى سلامة الاحداث الجسيمة والمعنوية، التي سيحملون اثارها مدى حياتهم، وبانتهاك المسؤولية التربوية.

2390- يكون هناك اتحاد حر عندما يرفض الرجل والمرأة أن يولوا صيغة قانونية وعلنية لعلاقة تتضمن العلاقة الجنسية الحميمة.

التعبير خادع: فماذا يمكن ان يعني اتحاد لا يلتزم فية الشخصان واحدهما بالاخر، ويشهدان هكذا على انعدام الثقة بالاخر، وبالذات أو بالمستقبل!

وهذا التعبير يتناول حالات مختلفة: التسري، أو رفض الزواج بكونة زواجا، أو العجز عن الارتباط بالتزامات طويلة الامد . هذة الحالات كلها تنتهك كرامة الزواج؛ وتهدم فكرة الاسرة نفسها؛ وتضعف حس الامانة. انها تتعارض والشريعة الاخلاقية: فالفعل الجنسي لا مكان لة الا في الزواج؛ وخارجا عنة يكون أبدا خطيئة جسيمة ويحول دون التناول الاسراري.

2391- كثيرون يطلبون اليوم نوعا من “الحق في التجريب”، حيث توجد نية الزواج. ومهما تكن صلابة عزم من يشرعون في علائق جنسية سابقة لاوانها، “فان هذة العلائق لا تسمح بتأمين العلاقة الشخصية المتبادلة بين رجل وامرأة، في صدقها وأمانتها، وعلى الخصوص بصونهما من النزوات والاهواء". فالاتحاد الجنسي لا يكون شرعيا من الوجهة الاخلاقية الا عندما تؤسس شراكة في الحياة نهائية بين الرجل والمرأة. ان الحب البشري لا يحتمل “التجريب”. فهو يقتضي عطاء كليا ونهائيا بين الاشخاص.

https://www.slpj.org الرابط يظهر بعض من فقرات التعليم المسيحي نشر في موقع المعهد الاكليريكي للبطريركية اللاتينية.