موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الرسالة:
رتلوا لإلهنا رتلوا
يا جميع الأمم صفقوا بالايادي
فصل من أعمال الرسل القديسين الأطهار (أعمال الرسل 9: 32-42)
في تلكَ الأيَّامِ، فيما كانَ بُطُرسُ يَطوفُ في جَميع الأماكِنِ، نَزَل أيضًا إلى القدِّيسينَ السَّاكِنينَ في لُدَّة، فوَجَدَ هناكَ إنسانًا اسمهُ أَيْنِيَاسَ مُضَطجِعًا على سريرٍ مِنذُ ثماني سِنينَ وهُوَ مُخلَّع. فقالَ لهُ بطرُسُ: يا أينِياسَ يشفِيكَ يسوعُ المسيحُ. قُمْ وافتَرِشْ لنفسِك. فقام لِلوقت. ورآه جميعُ السَّاكِنين في لُدَّة وسارُونَ فَرَجَعوا إلى الرَّبّ. وكانت في يافا تِلميذَةٌ اسمُها طابيِثا الَّذي تفسيرُهُ ظَبْيَة. وكانت هذه مُمتَلِئةً أعمالاً صَالحةً وصَدقاتٍ كانت تعمَلُها. فحدَثَ في تِلكَ الأيامِ أنَّها مَرِضَتْ وماتَتْ. فَغَسَلُوها ووضَعُوها في العِلِّيَّة. وإذ كانت لُدَّةُ بقُربِ يافا، وسَمعَ التَّلاميذُ أنَّ بطرُسَ فيها، أَرسَلُوا إليهِ رَجُلَيْن يسألانِهِ أنْ لا يُبطِئَ عن القُدُوم إليهم. فقام بطرُسُ وأتى مَعَهُمَا. فَلمَّا وَصَلَ صَعدوا بهِ إلى العِلِّيَّة. ووقَفَ لديِه جميعُ الأرامِلِ يَبْكِينَ ويُرِينَهُ أَقْمِصَةً وثِيابًا كانت تَصنَعُها ظَبيَةُ معَهَنَّ. فأخرَجَ بُطرُسُ الجميعَ خارِجًا، وجَثَا على رُكبَتَيْهِ وصَلَّى. ثمَّ التَفَتَ إلى الجَسَدِ وقالَ: يا طابيثا قُومي. فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. ولـمَّا أَبْصَرَتْ بُطرُسَ جَلَسَتْ، فناوَلَهَا يَدَهُ وأنهضَها. ثم دعا القدِّيسيِنَ والأرامِلَ وأقامَها لَديهمِ حيَّةً. فشاعَ هذا الخبرُ في يافا كلِّها. فآمَنَ كَثيرون بالرَّبّ.
الإنجيل:
فصل شريف من بشارة القديس يوحنا (يوحنا 5 : 1 -15)
في ذلك الزَّمان، صَعِدَ يسوعُ إلى أورشليم. وإنَّ في أورشليم عند باب الغَنَمِ بِرْكَةً تُسَمَّى بالعبرانية بيتَ حِسْدَا لها خمسةُ أَرْوِقَة، كان مُضطجعًا فيها جمهورٌ كثيرٌ من المرضى من عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ويابِسِي الأعضاء ينتظرون تحريكَ الماء، لأنَّ ملاكًا كان يَنْـزِلُ أَوَّلاً في البِرْكَة ويحرِّكُ الماء، والَّذي كان ينـزِلُ أوَّلاً من بعد تحريك الماء كان يَبْرَأُ من أَيِّ مرضٍ اعتَرَاه. وكان هناك إنسانٌ به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقًى وعلم أنَّ له زمانًا كثيرًا قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيِّدُ ليس لي إنسانٌ متى حُرِّك الماء يُلقِيني في البركة، بل بينما أكون آتِيًا ينـزل قَبْلِي آخَر. فقال له يسوع: قُمِ احْمِلْ سريرَك وامْشِ. فللوقت بَرِئَ الرَجُلُ وحمل سريرَه ومشى. وكان في ذلك اليوم سبتٌ. فقال اليهودُ للَّذي شُفِيَ: إنَّه سبتٌ، فلا يحِلُّ لكَ أن تحمل السَّرير. فأجابهم: إنّ الَّذي أَبْرَأَنِي هو قال لِـيَ: احْمِلْ سريرَك وامشِ. فسـألوه: من هو الإنسان الَّذي قال لكَ احملْ سريرَك وامشِ؟ أمّا الَّذي شُفِيَ فلم يَكُنْ يَعلَمُ مَن هو، لأنَّ يسوعَ اعتزل إذ كان في الموضع جَمْعٌ. وبعد ذلك وَجَدَهُ يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عُوفِيتَ فلا تَعُدْ تُخْطِئ لِئَلَّا يُصِيبَكَ شرٌّ أعظم. فذهب ذلك الإنسانُ وأخبرَ اليهودَ أنَّ يسوع هو الَّذي أَبْرَأَهُ.
بسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.
المسيح قام... حقأ قام
سمعنا اليوم في المقطع الإنجيلي أن ربنا يسوع المسيح ذهب إلى أورشليم. كانت هناك بركة، حوض كبير، فيه ماء مقدس. كان ملاك ينزل فيه "في أوقات معينة"، كلما شاء الله، ويحرك الماء. ومن دخل هذا الماء أولاً شُفي، مهما كان مرضه.
فإلى هذه البركة، مع الماء المقدس، ذهب مفلوج وانتظر الشفاء مع جميع المرضى. ومكث هناك ينتظر ثمانية وثلاثين عامًا. انتظر ثمانية وثلاثين عامًا كاملة. انتظر... لماذا؟
لأن المسيح لم يكن قد عبر هذه البركة مع الماء المقدس بعد.
حيث لم يمر المسيح، وحيث لا يكون المسيح حاضرًا، وحيث لا يكون المسيح قريبًا، علينا أن ننتظر. ولكن عندما يأتي المسيح، لا نحتاج إلى انتظار أي شيء. لأنه عندما يأتي المسيح، فإنه يأتي دائمًا ممتلئًا نعمة ورحمة، ومحبة، ورحمة، وشفاء، وكل رحمته وعطفه. فذهب المسيح إلى هذه البركة ورأى المفلوج الذي انتظر ثمانية وثلاثين عامًا. لم يكن الوحيد، ولا المنظر الوحيد. فكما يقول علماء الآثار، كانت هذه البركة بناءً رائعًا، بخمسة أروقة ذات أعمدة، أي مبنىً فخمًا. عندما يذهب المرء إلى هناك، يُصاب بالذهول. وهناك "يرقد جمعٌ من المرضى". كثيرون. لفتت عين المسيح انتباهه، ذلك الذي "رقد" وانتظر ثمانية وثلاثين عامًا كاملة.
ماذا يُخبرنا هذا الحدث أيها الإخوة؟
يُخبرنا أنه حتى في هذه اللحظة، يأتي المسيح بيننا. في ساعة القداس، يكون المسيح بيننا، ليس روحيًا فحسب، بل جسديًا أيضًا، لأنه الآن وقد تبارك الخبز والخمر المقدسان وأصبحا جسد ودم ربنا يسوع المسيح، أصبح المسيح حاضرًا بيننا.
وجسديًا، كما كان في حضن سيدتك الطاهرة والدة الإله، وكما كان بين تلاميذه ورسله القديسين. وكما رأى المفلوج حينها، فحدقت عيناه الممتلئة حبًا وشفقة عليه، هكذا هو الآن بيننا، وعينه ترانا.
إنه لا يرى الظاهر فقط، بل يرى الباطن أيضًا. يرى أعماق قلوبنا. يرى حالتنا الروحية، وما في داخلنا. ما هي المشاعر، وما هي الأفكار، وما هي الرغبات.
يتابع الإنجيل المقدس: رأى المسيح المفلوج. ولم يره فقط، في الحاضر، كما كان، بل رأى الماضي أيضًا. "وعلم يسوع،" الإله العليم بكل شيء، "أنه طال مرضه" هناك في بركة سلوام. لكن المسيح لا يراهم فقط، بل يراهم أيضًا. فكما يقول الكتاب المقدس، عيناه أشد سطوعًا من الشمس بألف مرة. وهما لا تبددان الظلام الجسدي فحسب، بل تبددان أيضًا الظلام الروحي. إنه يرى الحاضر والماضي والمستقبل.
ولكن ماذا سيرى المسيح، وهو بيننا الآن؟ سيرى ماضينا المستقبلي: كنا في قديم الزمان أطفالًا صغارًا. وقد علّمنا أبونا وأمنا أن نصنع صليبنا. فلنتلو اسم المسيح ومريم العذراء بتوقير. كما علّمونا صلوات متنوعة وشجعونا على فعل الخير. وغرسوا فينا الرغبة في امتلاك قلب نقي.
وهكذا أخذنا والدانا بأيدينا وعلمونا كل هذا. وبينما كنا أصغر سنًا، كانت قلوبنا نقية من الخطايا والشهوات الشريرة، مليئة بالإخلاص ومحبة المسيح. لكن مرت السنين وبدأ القلب يتلوث. وعندما يُصاب القلب بالعدوى، يا إخوتي وأخواتي، تعلمون أن الإنسان يضطرب للصلاة، وقراءة الإنجيل، والاستماع إلى النصائح الروحية، بل ويزداد حرصًا على الذهاب إلى الكنيسة. الوقوف في الكنيسة والتأمل في إيقونة مخلصنا المسيح الطاهرة. إن عيوننا، عندما لا تكون قلوبنا نقية، لا تطيق النظر إلى وجه المسيح. نشعر بأن علينا أن نخفضها ونختبئ.
وعندما تثقل قلوبنا قليلاً ويزداد شعورنا بالذنب، لا نرغب في دخول الكنيسة. وعندما تتراكم هذه المشاعر، تُثقلنا، نشعر وكأننا نحمل عبئًا ثقيلًا. نشعر ونفهم أننا مشلولون روحيًا.
يا له من فرحٍ وخيرٍ عظيمٍ أن يتذكر الإنسان في هذه الحالة أن المسيح يراه، ويبدأ بفحص قلبه ورغبته في أن يكون مُرضيًا ومُرضيًا أمام المسيح. وكم هو مُريعٌ أن يحاول، وهو في هذه الحالة، الاختباء من المسيح. كما اختبأ آدم وحواء، بعد أن خالفا وصية الله، فسمعا صوته ينادي: "آدم، آدم، أين أنت؟" فذهب آدم وحواء واختبأا في الشجيرات لئلا يراهما. لماذا كانا عريانين؟
من نعمة الله. من نقاء القلب.
كل من هو في هذه الحالة لا يريد الذهاب إلى الكنيسة، ولا يريد الصلاة، ولا يريد تذكر المسيح... وأتعلمون ماذا؟ عندما لا نريد رؤية شخص أمامنا، يمتلئ فمنا وقلبنا بالشر تجاهه، فنتحدث عنه بسوء. وبينما نحن مُلامون، فإننا نتحدث عنه بسوء. كذلك، من تخلى عن قلبه وتدنّس، بدأ يتكلم بسوء عن المسيح المخلص، الذي صُلب من أجلنا. الرحيم وهو، وقد امتلأ بروح شيطانية، يتباهى؛ لماذا يفعل هذا؟ لكن الملائكة القديسين، الذين يعرفون معنى اسم المسيح ومحبته وإحسانه، يرتعدون عندما يسمعونه. نعم. يرتعدون، عندما يرون مثل هذه الأمور. يخبرنا الكتاب المقدس: "لما رأى الملائكة المسيح مصلوبًا واليهود في الأسفل يسخرون منه، لأنه كان ينبغي عليهم أن يكرموه، ارتعدوا خوفًا". لماذا لا يجرؤون حتى على رفع رؤوسهم إلى أعلى، حتى يقولوا له ألف مرة، وعشرة آلاف مرة، من أعماق قلوبهم: "نشكرك، لأنك من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، أتيت إلى العالم، وتجسدت، وصُلبت من أجلنا..." ولكن بدلًا من فعل هذه الأشياء، سخروا منه. والملائكة لما رأوهم خافوا حتى ارتجفوا.
الملائكة ترتعد. ونحن؟ نحن الخطاة، علينا أن نرتجف أكثر ونلتمس رحمة ربنا يسوع المسيح ونعمته. وأن نقف أمامه ونقول له: "افتح عينيك يا مسيحي، واغرسهما في قلبي. أيقظ ضميري. قل لي ما يجب أن أفعله لأصلح نفسي، ولأكون مرضيًا أمامك". لأن المسيح يرى من أنت، وما أنت عليه، وأين أنت، وماذا تفكر، وإلى أين تنوي أن تذهب. المسيح يرى كل شيء.
الطروباريات
طروبارية القيامة على اللحن الثالث
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربّ صنع عزّاً بساعده، ووطيء الموت بالموت، وصار بكر الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنح العالم الرحمة العظمى.
قنداق المخلع
لنفسي، المخلّعة جداً بأنواع الخطايا والأعمال القبيحة، أنهض يا رب بعنايتك الإلهية، كما أقمت المخلَّع قديماً. حتى إذا تخلّصت ناجياً أصرخ: أيها المسيح، المجد لعزَّتك.
قنداق الفصح باللّحن الثامن
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلا أنَّك درستَ قوَة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الاله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.