موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
مُقَدِّمَة
تَنْطَلِقُ هٰذِهِ الإِضاءةُ مِنْ شِعارِ الرِّسالَةِ البابَوِيَّةِ لِليَوْمِ العالَمِيِّ لِلسَّلامِ 2026، لِتُقارِبَ مَفْهُومَ السِّلاحِ لا كَأداةٍ مادِّيَّةٍ فَحَسْبُ، بَلْ كَمَنْطِقٍ مُتَكامِلٍ لِلْعُنْفِ وَالخَوْفِ وَالهَيْمَنَةِ، يَتَغَلْغَلُ في القُلُوبِ وَالعَلاقاتِ وَالبُنى الاجْتِماعِيَّةِ. فَالسَّلامُ الَّذي يَدْعُو إِلَيْهِ الإِنْجيلُ لا يُخْتَزَلُ في هُدْنَةٍ هَشَّةٍ، وَلا في تَوازُنِ قُوًى عابِرٍ، بَلْ هُوَ تَحَوُّلٌ داخِلِيٌّ جَذْرِيٌّ، لِأَنَّ "السَّلامَ هُوَ الَّذي يَطْرُدُ الخَوْفَ وَيُعيدُ النَّفْسَ إِلى طُمَأْنِينَتِها" (القِدِّيسُ يُوحَنّا الذَّهَبِيُّ الفَم). إِنَّهُ سَلامُ القِيامَةِ، سَلامٌ يُبَدِّلُ الإِنْسانَ مِنَ الدّاخِلِ قَبْلَ أَنْ يُغَيِّرَ وَجْهَ العالَمِ مِنَ الخارِجِ.
أَوَّلًا: مَفْهُومُ السَّلامِ في الرِّسالَة
1) صَوْتُ يَسوعَ عَنِ السَّلام
يَسْتَمِدُّ التَّعْلِيمُ البابَوِيُّ مَفْهُومَ السَّلامِ مِن سَلامِ المَسيحِ القائِمِ مِن بَيْنِ الأَمْواتِ: "السَّلامُ لَكُم!"(يُوحَنّا 20: 19، 21). وهٰذا السَّلامُ لَيْسَ تَحِيَّةً لَفْظِيَّةً أَوْ مُجَرَّدَ تَطْمِينٍ عابِرٍ، بَلْ حَدَثًا خَلاصِيًّا يُعيدُ تَرْتِيبَ الإِنْسانِ مِنَ الدّاخِلِ، لِأَنَّ "سَلامَ المَسيحِ هُوَ المُصالَحَةُ مَعَ اللهِ، وَالعَطِيَّةُ الَّتي تُعيدُ الإِنْسانَ إِلى شَرِكَةِ النِّعْمَةِ بَعْدَ أَنْ شَتَّتَتْهُ الخَطيئَةُ" (كِيرِلُّس الإِسْكَنْدَرِيّ). لِذٰلِكَ يَنْتَقِلُ التَّلامِيذُ مِنَ الخَوْفِ إِلى الرَّجاءِ، وَمِنَ الانْغِلاقِ إِلى الرِّسالَةِ، وَيَغْدُو السَّلامُ قُوَّةَ انْطِلاقٍ وَرِسالَةَ حَياةٍ، لا حَالَةَ سُكُونٍ أَوِ انْسِحابٍ مِنَ الواقِعِ.
2) صَوْتُ الكَنِيسَةِ عَنِ السَّلام
هٰذا السَّلامُ ما زالَ حاضِرًا اليَوْمَ في شَهادَةِ الكَنِيسَةِ، الَّتي تُقاوِمُ مَنْطِقَ العُنْفِ في عالَمٍ مُنْقَسِمٍ وَمُضْطَرِبٍ. فالسَّلامُ لَيْسَ مَشْروعًا سِياسِيًّا فَحَسْبُ، وَلا ثَمَرَةَ تَوازُنِ قُوًى هَشٍّ، بَلْ مَسارَ خَلاصٍ يَطالُ الإِنْسانَ وَالمُجْتَمَعَ، لِأَنَّ "السَّلامَ هُوَ هُدُوءُ النِّظامِ، حَيْثُ يَأْخُذُ كُلُّ شَيْءٍ مَكانَهُ في مَحَبَّةِ اللهِ" (القِدِّيسُ أُوغُسْطِينوس). هٰكَذا تَفْهَمُ الكَنِيسَةُ السَّلامَ كَإِعادَةِ انْسِجامٍ بَيْنَ اللهِ وَالإِنْسانِ، وَبَيْنَ الإِنْسانِ وَذاتِهِ، وَبَيْنَ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ.
خُلاصَةُ هٰذا المَحْوَر:
نَسْتَنْتِجُ مِمّا سَبَقَ أَنَّ سَلامَ 2026 هُوَ خِبْرَةُ قِيامَةٍ حَيَّةٌ، وَمَسارُ تَحْوِيلٍ جَذْرِيٌّ، يَنْزِعُ الإِنْسانَ مِنْ مَنْطِقِ السِّلاحِ وَالعُنْفِ، وَيُعيدُ إِلَيْهِ إِنْسانِيَّتَهُ وَدَعْوَتَهُ الأَصِيلَةَ إِلى الشَّهادَةِ وَالمُصالَحَةِ.
ثانِيًا: سَلامٌ مُجَرَّدٌ مِنَ السِّلاح
1) صَوْتُ يَسوعَ: اللاعُنْفُ بَدَلَ العُنْف
سَلامُ المَسيحِ بِلا سِلاحٍ، لِأَنَّ خَلاصَهُ نَفْسَهُ بِلا عُنْفٍ: "سَلامي أُعْطيكُم… لا كَما يُعْطي العالَمُ" (يُوحَنّا 14: 27). فَهٰذا السَّلامُ لا يَنْبَعُ مِنَ القُوَّةِ أَوِ الرَّدْعِ، بَلْ مِنْ عَطِيَّةٍ إِلٰهِيَّةٍ تُحَرِّرُ القَلْبَ مِنْ مَنْطِقِ العَداءِ. وَحينَ قالَ يَسوعُ لِبُطْرُسَ: "أَغْمِدْ سَيْفَكَ" (يُوحَنّا 18: 11)، لَمْ يَكُنْ يُوَبِّخُهُ فَحَسْبُ، بَلْ أَعْلَنَ خِيارًا إِنْجِيلِيًّا دائِمًا، لِأَنَّ "الرَّبَّ، إِذْ نَزَعَ سَيْفَ بُطْرُسَ، جَرَّدَ كُلَّ جُنْدِيٍّ مِنْ حَمْلِ السِّلاحِ" (تِرْتُلْيانُوس). لِذٰلِكَ لا يَقُومُ السَّلامُ الإِنْجِيلِيُّ عَلَى القُوَّةِ وَالغَلَبَةِ، بَلْ عَلَى المَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَخِدْمَةِ الإِنْسانِ، ولا سِيَّما الأَضْعَفَ وَالأَكْثَرَ تَهْمِيشًا (مَتّى 25: 31–46).
يُناقِضُ هٰذا النِّداءَ الإِنْجِيلِيَّ واقِعٌ عالَمِيٌّ يَتَّسِعُ فيهِ سِباقُ التَّسَلُّحِ، وَتُخْتَزَلُ فيهِ مَفاهيمُ الأَمْنِ بِالقُوَّةِ العَسْكَرِيَّةِ وَالرَّدْعِ العَنِيفِ. غَيْرَ أَنَّ الآباءَ يُذَكِّرونَ بِأَنَّ أَصْلَ العُنْفِ أَعْمَقُ مِنَ السِّلاحِ ذاتِهِ، لِأَنَّ "الحَرْبَ لَيْسَتْ شَرًّا بِسَبَبِ القِتالِ، بَلْ بِسَبَبِ شَهْوَةِ السَّيْطَرَةِ الَّتي تَسْكُنُ القَلْبَ"(القِدِّيسُ أُوغُسْطِينوس). فَالسِّلاحُ، في جَوْهَرِهِ، ثَمَرَةُ خَلَلٍ داخِلِيٍّ في الإِنْسانِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ أَدَاةً خارِجِيَّةً في يَدِهِ.
2) صَوْتُ الكَنِيسَةِ: المَسْؤُولِيَّةُ الأَخْلاقِيَّة
تُحَذِّرُ الكَنِيسَةُ مِنْ خَطَرِ تَفْرِيغِ الضَّمِيرِ الأَخْلاقِيِّ، ولا سِيَّما مَعَ تَصاعُدِ دَوْرِ التِّكْنولوجيا وَالأَنْظِمَةِ الذَّكِيَّةِ في الحُرُوبِ الحَدِيثَةِ، حَيْثُ يُخْشى أَنْ تُفْصَلَ القَراراتُ القاتِلَةُ عَنِ المَسْؤُولِيَّةِ الشَّخْصِيَّةِ. فَالعُنْفُ، مَهْما تَبَرَّرَ، يَبْقى نَقِيضًا لِطَرِيقِ اللهِ، لِأَنَّ "لا شَيْءَ يُشْبِهُ اللهَ أَقَلَّ مِنَ العُنْفِ، ولا شَيْءَ يُقارِبُ الشَّيْطانَ أَكْثَرَ مِنْ سَفْكِ الدِّماءِ" (غِرِيغُورِيُوس النَّزَينْزِيّ). لِذٰلِكَ لا يَكْفي نَقْدُ المَصالِحِ الاقْتِصادِيَّةِ أَوِ الحِساباتِ السِّياسِيَّةِ، بَلْ تَبْرُزُ ضَرُورَةُ إِيقاظِ الضَّمائِرِ، وَتَنْمِيَةِ الفِكْرِ النَّقْدِيِّ، وَبِناءِ ثَقافَةِ حِوارٍ وَمَسْؤُولِيَّةٍ تَحْتَرِمُ قُدْسِيَّةَ الحَياةِ الإِنْسانِيَّةِ.
ثالِثًا: سَلامٌ يُجَرِّدُ مِنَ السِّلاح
1) جَوابُ يَسوعَ: الضَّعْفُ الَّذي يَنْزِعُ السِّلاح
لُطْفُ الإِنْسانِ يَنْزِعُ السِّلاحَ؛ ورُبَّما لِذٰلِكَ شاءَ اللهُ أَنْ يَدْخُلَ التّاريخَ طِفْلًا ضَعيفًا. فالتَّجَسُّدُ يَكْشِفُ إِلٰهًا "بِلا حِمايَةٍ" في المِذْوَدِ، لِأَنَّ "ابْنَ اللهِ صارَ طِفْلًا، لِيُعَلِّمَ الإِنْسانَ كَيْفَ يَصيرُ إِنْسانًا" (إيرِيناوُس). وفي هٰذا الضَّعْفِ الظّاهِرِ، لا تُهْزَمُ الحَقيقَةُ بَلْ تَنْتَصِرُ المَحَبَّةُ، إِذْ "في مِذْوَدٍ بِلا حِراسَةٍ، هَزَمَ الطِّفْلُ جُيُوشَ الشَّرِّ، لِأَنَّ المَحَبَّةَ لا تَحْتاجُ إِلى سِلاحٍ" (أَفْرام السُّرْيانِيّ). هٰكَذا يُعْلِنُ الإِنْجيلُ أَنَّ القُوَّةَ الَّتي تُخَلِّصُ لَيْسَتْ في الرَّدْعِ وَالقَهْرِ، بَلْ في التَّواضُعِ الَّذي يُفَكِّكُ مَنْطِقَ العُنْفِ مِنْ جُذُورِهِ.
2) جَوابُ الكَنِيسَةِ: نَزْعُ سِلاحِ القَلْبِ وَالعَقْل
السَّلامُ الحَقِيقِيُّ يَبْدَأُ مِنَ الدّاخِلِ، لِأَنَّ "مَنْ غَلَبَ الغَضَبَ في قَلْبِهِ، انْتَصَرَ على حَرْبٍ أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ الحُرُوبِ" (مَكْسيمُوس المُعْتَرِف). فالإِنْسانُ لا يُنْزَعُ سِلاحُهُ بِالقُوَّةِ وَلا بِالإِكْراهِ، بَلْ حينَ يَتَحَرَّرُ قَلْبُهُ مِنَ الخَوْفِ وَالعَداوَةِ، وَيُعادُ تَشْكِيلُ عَقْلِهِ في نُورِ الحَقِّ، فَيَصيرُ مَوْضِعَ سُكْنَى الرُّوحِ، إِذْ "السَّلامُ الدّاخِلِيُّ هُوَ العَلامَةُ الأَكِيدَةُ لِحُضورِ الرُّوحِ القُدُسِ" (إِسْحاق السُّرْيانِيّ). ومِنْ هٰذا السَّلامِ الباطِنِيِّ تَتَوَلَّدُ القُدْرَةُ عَلَى المُصالَحَةِ، وَبِناءِ عَلاقاتٍ جَديدَةٍ لا تَقومُ عَلَى الصِّراعِ، بَلْ عَلَى الثِّقَةِ وَالشَّرِكَةِ.
رابِعًا: مَساراتٌ عَمَلِيَّة
إِنَّ هٰذا السَّلامَ لا يَبْقى فِكْرَةً مُجَرَّدَةً أَوْ شِعارًا أَخْلاقِيًّا، بَلْ يَدْعُو إِلى مَساراتٍ مَلْموسَةٍ تُتَرْجِمُهُ في الحَياةِ اليَوْمِيَّةِ: تَعْميقِ الصَّلاةِ بِوَصْفِها مَدْرَسَةَ نَزْعِ السِّلاحِ الدّاخِلِيِّ، وَتَعْزيزِ الحِوارِ بِاعْتِبارِهِ طَريقَ الثِّقَةِ المُتَبادَلَةِ، وَرَفْضِ تَوْظيفِ الإِيمانِ لِتَبْريرِ العُنْفِ أَوِ القَوْمِيَّةِ أَوِ الحَرْبِ، وَبِناءِ عَلاقاتٍ إِنْسانِيَّةٍ قائِمَةٍ عَلَى الصِّدْقِ وَالمَسْؤُولِيَّةِ وَالوَفاءِ. فَكَما يُذَكِّرُ التَّقْلِيدُ الكَنَسِيُّ، لا خَلاصَ فَرْدِيًّا، لِأَنَّ "أَحَدًا لا يَخْلُصُ وَحْدَهُ، بَلْ نَخْلُصُ مَعًا وَفي بَعْضِنا البَعْضِ" (إِكْلِيمَنْضُس الإِسْكَنْدَرِيّ). وَمِنْ هٰذا المُنْطَلَقِ، يَصيرُ السَّلامُ التِزامًا يَوْمِيًّا يُمارَسُ في العائِلَةِ وَالمُجْتَمَعِ وَالكَنِيسَةِ، قَبْلَ أَنْ يُطالَبَ بِهِ في السِّياسَاتِ وَالعَلاقاتِ الدُّوَلِيَّةِ.
خاتِمَة
السَّلامُ لَيْسَ حالَةً خارِجِيَّةً عابِرَةً، وَلا مُجَرَّدَ غِيابٍ مُؤَقَّتٍ لِلْعُنْفِ، بَلْ تَحَوُّلٌ داخِلِيٌّ عَميقٌ: قَلْبٌ مَنْزُوعُ السِّلاحِ، عَقْلٌ مُتَحَرِّرٌ مِنْ مَنْطِقِ القُوَّةِ، وَعَلاقاتٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى المُصالَحَةِ وَالشَّرِكَةِ. وَهٰكَذا تَتَحَقَّقُ وُعُودُ اللهِ، لا بِالقَهْرِ وَلا بِالغَلَبَةِ، بَلْ بِالتَّجْديدِ الَّذي يَبْدَأُ مِنَ الدّاخِلِ، لِأَنَّ "السَّلامَ هُوَ ثَمَرَةُ إِعادَةِ تَرْتِيبِ الإِنْسانِ وَالعالَمِ في مَحَبَّةِ اللهِ" (القِدِّيسُ أُوغُسْطِينوس). وَعِنْدَئِذٍ فَقَطْ يَنْفَتِحُ الأُفُقُ النَّبَوِيُّ الَّذي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ:"يَضْرِبُونَ سُيُوفَهُمْ سُكُكًا… وَلا يَتَعَلَّمُونَ الحَرْبَ بَعْدَ ذٰلِكَ" (أَشَعْياءُ 2: 4–5).
دُعاء
أَيُّها الآبُ القُدّوسُ، يا مَنبوعَ السَّلامِ وَواهِبَ الحَياةِ،
نَضَعُ أَمامَكَ عالَمَنا الجَريحَ، المُتْعَبَ مِنَ العُنْفِ وَالخَوْفِ وَسِلاحِ القُوَّةِ.
نَسْأَلُكَ، يا رَبّ،
أَنْ تَنْزِعَ السِّلاحَ مِنْ قُلُوبِنا قَبْلَ أَنْ يُنْزَعَ مِنْ أَيْدِينا،
وَتُحَرِّرَ عُقُولَنا مِنْ مَنْطِقِ العَداءِ وَالهَيْمَنَةِ،
وَتُعيدَ إِلَيْنا فَرَحَ الثِّقَةِ وَشَجاعَةَ الرَّجاءِ.
أَعْطِنا سَلامَ ابْنِكَ القائِمِ مِنْ بَيْنِ الأَمْواتِ، ذٰلِكَ السَّلامَ الَّذي لا يُعْطيهِ العالَمُ،
سَلامًا يُصَالِحُنا مَعَكَ، وَمَعَ ذَواتِنا، وَمَعَ إِخْوَتِنا،
وَيَجْعَلُنا شُهُودًا لِمَحَبَّتِكَ فِي عالَمٍ مُنْقَسِمٍ.
أَرْسِلْ رُوحَكَ القُدُسَ،
لِيَجْعَلَ قُلُوبَنا مَساكِنَ لِسَلامِكَ،
وَيُعَلِّمَنا أَنْ نَبْنِيَ الجُسُورَ لا الأَسْوارَ،
وَأَنْ نَخْتارَ التَّواضُعَ طَريقًا، وَالمُصالَحَةَ رِسالَةً.
حَوِّلْ سُيُوفَنا إِلى سِكٍّ،
وَخَوْفَنا إِلى رَجاءٍ،
وَصِراعَنا إِلى خِدْمَةٍ،
حَتّى نَسيرَ مَعًا نَحْوَ مَلَكُوتِكَ، حَيْثُ السَّلامُ يَسْكُنُ إِلَى الأَبَدِ. آمين.