موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الرسالة
ما أعظمَ أعمالكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ.
باركي يا نفَسي الربَّ
فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلاطية (غلاطية 2: 16-20)
يا إخوة، إذ نعلم أن الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضاً بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإنّ كنّا ونحن طالبون التبرير بالمسيح وُجدنا نحن أيضاً خطأة، أفيَكونُ المسيح إذاً خادماً للخطيئة؟ حاشا. فإني إنْ عدتُ أَبني ما قد هدمتُ أجعل نفسي متعدياً، لأني بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عنّي.
الإنجيل
فصل شريف من بشارة القديس لوقا (لوقا 8 : 41-56)
في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ اسمه يايرُسُ، وهو رئيسٌ للمجمع، وخرّ عند قَدَمَيْ يسوع وطلب إليه أن يدخل إلى بيته، لأنّ له ابنةً وحيدةً لها نحوُ اثنتَي عشْرَةَ سنةً قد أشرفت على الموت. وبينما هو منطلقٌ كان الجموع يزحمونه. وإنّ امرأة بها نزفُ دمٍ منذ اثنتي عشرَة سنة، وكانت قد أنفقت معيشتَها كلَّها على الأطبّاء، ولم يستطعْ أحدٌ ان يشفيَها، دنت من خلفه ومسّت هُدبَ ثوبه وللوقت وقف نزفُ دمِها. فقال يسوع: "من لمسني؟" وإذ أنكر جميعهم قال بطرس والذين معه: يا معلّم، إنّ الجموع يضايقونك ويزحمونك وتقول مَن لمسني؟ فقال يسوع: "إنّه قد لمسني واحدٌ لأنّي علمتُ أنّ قوّةً قد خرجت منّي". فلمّا رأت المرأة أنّها لَم تَخْفَ، جاءت مرتعدةً وخرّتْ لَهُ وأخبرَتْ أمام كلّ الشعب لأيّةِ عِلّةٍ لَمَسَتْهُ وكيف برئت للوقت. فقال لها: "ثقي يا ابنةُ، إيمانُكِ أبرأكِ فاذهبي بسلام". وفيما هو يتكلّم، جاء واحدٌ مِن ذَوِي رئيسِ المجمع وقال له: إنّ ابنتَك قد ماتت فلا تُتعب المعلّم. فسمع يسوع فأجابه قائلاً: لا تَخَفْ، آمِنْ فقط فتبرأ هي. ولمّا دخل البيت لم يدَع أحداً يدخل إلّا بطرس ويعقوب ويوحنّا وأبا الصبيّة وأمّها. وكان الجميع يبكون ويلطمون عليها، فقال لهم: لا تَبكُوا، إنّها لم تمت ولكنّها نائمة. فضحكوا عليهِ لِعِلْمِهم بأنّها قد ماتت. فأمسك بيدها ونادى قائلاً: يا صبيّةُ قُومي. فرجعت روحُها في الحال. فأمر أن تُعطى لتأكل. فدهش أبواها، فأوصاهما أن لا يقولا لأحدٍ ما جرى.
بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين
بعد خروجه من مدينة الجرجسيين، توجه المسيح إلى كفرناحوم. وفجأة يسقط عند قدمي المسيح، رئيس مجمع كفرناحوم يايروس ويطلب من أن يذهب إلى منزله لأن ابنته كانت مستعدة للموت وعمرها 12 عامًا فقط. في طريق المسيح إلى بيت يايرس كان الناس يزحمونه، وفجأة لمست امرأة طرف ثوبه سراً لئلا يراها أحد، فشفيت بعد أن أصيبت بنزف الدم لمدة 12 سنة وأنفقت كل ممتلكاتها لتتعافى.
فقال المسيح: من لمسني؟ وأنكر كل الشعب هذا الأمر، فقال بطرس وبقية تلاميذ المسيح: إن الجموع تزعجك باستمرار، وماذا تقول يا معلم لقد أحاط بك الناس ويزحمونك وتقول من لمسني؟
كانت إجابة المسيح شخص ما لمسني، لأنني فهمت أن قوة خارقة خرجت مني. أدركت المرأة أنها لم تنجح في البقاء مخفية عن المسيح، فخرجت خائفة أمام السيد لتوصف حالها.
"ثق يا أبنة إيمانك قد خلصك، اذهبي بسلام". كان جواب المسيح للمرأة وشفيت من مشكلتها المزمنة.
أن الشفاء مبني على الإيمان، وهذا الإيمان بالضرورة دائم وليس عابرا ً. إذاً لم يشأ يسوع أن يُعلن عجيبة الشفاء بل أراد أن يفتقد المرأة. أما إعلان العجيبة فقد صدر عن المرأة إذ "أخبرت أمام الشعب لأية علة لمسته" هكذا لم تعد المرأة خجولة من مرضها بل صار لها مدعاة للبشارة ودليلا قاطعا على سلطان يسوع. جاهرت بإيمانها دون تردد. الشفاء فرصة لبناء علاقة لا تنتهي مع يسوع. أنت تغرف من هذا الفيض النابع منه وتجتذب أنظاره أن كان غافلا عنك فيعود ليفتقدك برحمته مؤهلا إياك لصف المخلّصين.
بعد أن كان المسيح يتحدث مع المرأة النازفة، جاء شخص ما من منزل رئيس المجمع يايرس ونقل رسالة مفادها أن ابنته ماتت وأنه لا ينبغي أن يزعج السيد فيما بعد. وكان جواب المسيح على هذه النقطة حاسماً أيضاً: "لا تخافوا، آمنوا فقط، تخلصوا".
منذ لحظات مدح يسوع إيمان المرأة ربما ليزرع الرجاء في قلب يايرس موضحا" أن كل شيء مستطاع للمؤمن" (مرقس 9: 23). إذاً قال يسوع ليايرس: لا تنهزم أمام الموت لا تجعله يهد عزائمك وإيمانك. المؤمن لا يتزعزع أمام الموت.
عند وصوله إلى منزل يايرس، دخل المسيح وبطرس ويوحنا ويعقوب وأب الفتاة وأمها إلى غرفة الابنة الميتة. وكان الجميع يبكون على فقدان الفتاة ظلماً، فأجابهم المسيح قائلاً: "لا تبكوا، فهي لم تمت لكنها نائمة". ولكنهم أيقنوا أنها ماتت، واستهزأوا بالمسيح الذي قال هذه الكلمات.
يأخذ يد الابنة ويقول: يا ابنة، قومي. فرجعت روحها وقامت، وأمر المسيح أن تُعطى لتأكل. لكنه أمر بعدم إخبار بما حدث.
وفي كلا الحدثين اللذين وصفهما الإنجيلي لوقا، كان لدى يايرس والمرأة النازفة إيمان ورجاء في المسيح. أنفقت المرأة النازفة كل أموالها وممتلكاتها للحصول على الصحة، ولم يتمكن يايرس من مساعدة ابنته من المنصب الذي كان يشغله. وحاولوا إيجاد حل بأنفسهم، لكن دون جدوى. وفي النهاية، تُرِكوا على أمل وطلبوا المساعدة من المسيح. المسيح هو "الرجاء الذي يفوق الرجاء".
دعونا نلقي نظرة على أنفسنا!
هل وضعنا رجاءنا في المسيح؟
هل لدينا إيمان بالمسيح؟
هل نؤمن بإرادته أم نريد أن تتحقق إرادتنا؟
ربما لم نصل بعد إلى يايرس والمرأة النازفة.
نريد أن نكون المسيطرين في كل مرحلة من حياتنا. نحن نريد ما نريد فعله، وليس الله.
عندما نذهب إلى الكنيسة، إلى بيت الله، نفهم من هناك؟
نحن، المسيحيين الأرثوذكس، لدينا الإمكانية ليس فقط أن نلمس المسيح، بل أن نستقبل كل المسيح، كل جسده، من خلال المناولة المقدسة. ولم تشفى المرأة النازفة إلا عندما لمست ثوب المسيح. هل نحن الذين نستطيع أن نمتلك المسيح كله فينا، نعرف ما هو؟
المرأة النازفة ترينا الطريق مرة أخرى. لقد أرادت أن تذهب إلى المسيح لتتعافى، ولكن بسبب كثرة الأشخاص الذين كانوا حول المسيح كان الأمر صعبًا للغاية. لم تستسلم. لقد حاولت ونجحت.
دعونا نفعل الشيء نفسه. دعونا نبذل جهدًا، ونسير في الطريق الذي سيقودنا إلى القرب من المسيح.
فلنبدأ بوقت القداس الإلهي ونحاول أن نزيل كل الأفكار والهموم في ذلك الوقت ونركز على ما يحدث داخل الكنيسة. "أسكتوا كل التذمر الجسدي، وقفوا بخوف ورعب، ولا تنظروا إلى شيء من الأرض في نفسي...".
دعونا نحاول أن نؤمن بالله ونوجه كل آمالنا إليه! قد يخذلنا الناس في بعض الأحيان، لكن الله لا يفعل ذلك أبدًا. لأنه يحبنا لأننا أبناءه!
الإيمان والثقة في المسيح شيء عظيم. معظم "الآيات المعجزة" للمسيح في مجملها لا يتم إجراؤها للحث على الاعتقاد. المعجزة لا تؤدي إلى الإيمان بل الإيمان إلى المعجزة. وذلك لأن "علامات" المسيح، التي تتطلب تكرار الإيمان للشفاء، شيء، والحيل السحرية المثيرة للإعجاب لأي شخص عشوائي شيء آخر. لا ينبغي لنا أبدًا أن نفكر في المسيح باعتباره ساحرًا معجزيًا، بل باعتباره الطبيب العظيم الذي جاء ليشفي الخراف الضالة من قطيعه. هذا ما تظهره الآيات والمعجزات للبشرية.
الطروباريات
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع
إنّ تلميذاتِ الربّ تَعلَّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
قنداق دخول السيدة إلى الهيكل باللحن الرابع
اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّب العذراء هيكلَ مخلِّصنا الطاهرَ. وخدره النفيس الفاخر. وكَنْزِ مجدِ الله الشريف. مدخلة معها النِّعمةَ التي بالرّوح الإلهيّ. فَتُسبِّحْها ملائكة الله، فأنّها خباءٌ سماوي.