موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠١٤
وزير الاعلام السابق يكتب: التعايش لغة غير أردنية

سميح المعايطة :

نقلاً عن "الرأي" الأردنية

كتب الاستاذ سميح المعايطة ، وزير الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية السابق ، مقالا في الراي الاردنية التي يراس مجلس ادارتها ، مقالا دعا فيه الى الدقة في استخدام المصطلحات التي تعبر حقيقة عن الوقاع الاردني في وحدته الوطنية ، وبالاخص في العلاقات بين المواطنين المسيحيين والمسلمين ، داعيا الى رفض كلمة التعايش التي تتستخم على حد تعبيره لوصف العلاقة بين شخص ومرضه ، وليس بين مواطنين متساوين . وفيما يلي النص الكامل للمقال :

لا يعرف الاردن والاردنيون من يتحدث عن علاقات مكوناته وبخاصة بين المسلمين واهلهم المسيحيين على انها حياة تعايش، فالتعايش تعبير يُعطي دلالة على محاولة التكيف بين عنصرين، والتعايش يحتاج ممن يمارسه الى جهد اضافي كأن يتعايش شخص مع بيئة عمل او دراسة لا يتفق معها، او ان يتعايش شخص مع مرض او بلاء اصابه، لكن العلاقة بين مكونات المجتمع الاردني من مسلمين ومسيحيين هي الحياة الطبيعية والعيش اليومي.

هذه العلاقة يعرفها الناس اكثر مما يعرفها اهل السياسة والحديث الخطابي في قرانا ومحافظاتنا، علاقة فطرية لا يحتاج فيها الشخص الى ان يبذل اي جهد حتى يكون طبيعياً مع جاره وابن بلدته المسلم او المسيحي، لهذا فلا تحتاج منا هذه العلاقة الى ندوات وحديث طويل فهي ليست مشكلة ليتم بحثها بل سلوك فطري يميزنا، تماماً مثلما لا يحتاج احدنا الى اي حديث طويل ليتحدث عن امه وابيه واخيه وجاره، لأنها العلاقات الطبيعية التي نمارسها مثلما نتنفس الهواء ونشرب الماء.

وحتى من هم خارجنا فانهم يخطئون بحقنا عندما يستخدمون مصطلحات قد تصلح لغيرنا، فالمسيحيون ليسوا أقلية بل مواطنون اردنيون وليس هناك اي مجموعة من المواطنين اقلية في بلدها، وليسوا طائفة بل اتباع دين سماوي ورسول كريم الايمان به جزء من عقيدة المسلمين.

المسيحي في الكرك هو ابن عشيرته وابن الكرك وليس اقلية، وابن الفحيص هو ابن عشيرته وابن البلقاء وليس أقلية فيها، وكذلك كل اهلنا المسيحيين في كل المدن والقرى والمحافظات، ومثل هذا التميز الاردني ينبغي ان يكون خطابنا حوله عفوياً وفطرياً مثلما هي شكل العلاقة بيننا دون تكلف او افتعال قضايا في هذه العلاقة قد يُعطي انطباعاً بأن هناك مشكلة او كأننا خارجون من تباين او تناقض بين هذين المكونين لمجتمعنا.

لسنا مضطرين في الاردن في الحديث في هذا الموضوع الا بطريقة خاصة ومحدودة، لأن الناس تمارس هذه العلاقة بشكل تلقائي دون لوائح او محاذير او تمثيل او تكلف، فلنتركها بشكلها الفطري الصادق كما هي في قرانا ومدننا فلا تحتاج الى تأطير فكري او معالجات سياسية كثيرة.