موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الجمعة، ٢٠ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٧
’عاشقة صاحب الكرسي‘.. رواية طبعت بـ’الأنف‘ للشاب ’المعجزة‘ أبومحفوظ
عمان - منار النمري :

"عاشقة صاحب الكرسي": هذا اسم لرواية جديدة حضرنا حفل توقيعها في مركز الحسين الثقافي برعاية وزير الثقافة الذي لبى الدعوة فورًا حين علم قصة "صاحب الكرسي!".

صاحب الكرسي هو الشاب الكاتب "المعجزة" المعتصم بالله أبو محفوظ، الذي "رزقه الله"، كما يقول دائمًا في مقابلاته، بالشلل الدماغي، فكانت تلك نعمة وليست نقمة.

جاء إلى الحياة بجسد معطل فكان أن عوضه الله بعقل ناضج وفكر متنور. عانى ما عانى في طفولته، فمن الروضة التي طلبت من الأهل إعادته للبيت بعد فترة قصيرة، إلى مدرسة خاصة في عمان قبلته فأمضى 11 سنة كانت الأجمل في حياته، ثم اعتذرت المدرسة عن تكملة مشواره فيها. كما لم تقبل أي مدرسة أخرى إلى أن التحق بمدرسة تابعة لجامعة الزرقاء حيث تم دمجه مع الطلبة العاديين، ولكن كان عليه أن يدفع ضعف القسط المدرسي!.

أهداه والده "تابلت"، فرح به كثيرًا. حاول استخدامه بيديه فلم يتمكن ثم بقدمه فلم يفلح أيضًا، وللهفته حاول بـ"أنفه" فنجح!. كان خجلاً من أن يراه أحد في البداية ثم استمر وبدأ يحقق الكثير.

كان الحلم الأكبر هو التقدم لامتحان الثانوية العامة، ولم يكن بالسهل إقناع وزارة التربية بتقديم الامتحان على جهاز التابلت إلى أن تمت الموافقة. حصل على معدل 70 في حين لم ينجح أحد من الصف.

التحق بجامعة الزرقاء في قسم هندسة البرمجيات وهو الآن في السنة الثالثة.

المعتصم بالله وقع روايته الأولى "نظرات ثاقبة" في 2016 يصف فيها مراحل حياته وما تخللها من صعوبات جمة، وها هو يوقع روايته الثانية "عاشقة صاحب الكرسي" التي يتحدث فيها عن نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، والدعوة إلى تقبلهم واحترامهم كجزء فاعل ورئيسي في المجتمع.

المعتصم بالأمس كان بطلاً، ملهمًا للجميع، أبكانا نعم، ولكنه بالمقابل أفرحنا أكثر ونحن نشاهده منتشيًا بفرح الإنجاز والعزيمة والتحدي.

طلبت صداقته فوافق مشكورًا، دخلت إلى صفحته فوجدت أنه شخص محبوب من أصدقائه، اجتماعي، ويتمتع بخفة الظل ممتليء بالطموح، وهدفه الوصول إلى العالمية. أطلق مبادرة "طاقة لا إعاقة" لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة ماديًا ومعنويًا.

ننحني احترامًا للوالدة التي آمنت بمن أنجبت، بذكاء ابنها منذ طفولته، فتابعت وتحملت الكثير دون كلل أو ملل إلى أن أوصلته مع دعم أفراد العائلة طبعًا فكان بحق "الكاتب المعجزة".

الأستاذ عبد الهادي المجالي، مدير المركز، لم يقصّر، قدم المدرج والضيافة مجانًا للحضور.

ملاحظة: الرواية كتبت بـ200.000 نقرة من أنف المعتصم على التابلت!