موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٤ مايو / أيار ٢٠٢٤
بين الحزن والأمل: رتبة جناز المسيح تجمع المؤمنين في كنيسة الفادي للاتين في الطيبة

سند ساحلية - نبض الحياة :

 

احتفلت كنيسة الفادي للاتين، مساء اليوم، برتبة جناز المسيح. ترأس الأب بشار فواضله الطقوس الدينية التي تستذكر جناز المسيح، بحضور البطريرك المتقاعد ميشيل صباح. وتُعتبر الجمعة العظيمة من أهم الأيام في التقويم المسيحي، حيث يُستذكر فيها صلب يسوع وموته على الصليب.

 

أُقيمت الرتبة في أجواء روحانية عميقة، حيث شارك الحضور في الصلوات والتأملات الدينية، مستذكرين معاني وأهمية موت المسيح. خلال الرتبة، قُدمت خدمات تركز على الحزن والتوبة، وتُجسد مسيرة المسيح نحو الصليب.

 

ماذا يعني السجود للصليب؟

 

وفي عظته، تحدث الأب فواضله عن معنى السجود للصليب، مشيرًا إلى أن مركز هذا اليوم هو الصليب، وجوهر الرتبة هو الصليب، والسجود للصليب ومن عليه. ثم استعرض حوارًا تاريخيًا دار في القرن الثامن، سنة 780، بين الخليفة العباسي المهدي والبطريرك طيموثاوس الأول، بطريرك المشرق.

 

خلال الحوار، سأل الخليفة البطريرك: ‘لماذا تسجدون للصليب؟’ فأجاب البطريرك: ‘نسجد للصليب لأنه علة الحياة وسببها.’ وعندما علق الخليفة بأن الصليب هو علة الموت، أكد البطريرك أن الصليب سبب الموت ولكن الموت هو سبب القيامة، ولا يمكن الحديث عن قيامة بدون موت. وهكذا، أصبح الصليب ليس علة الموت بل علة الحياة لأن المسيح قام من بين الأموات.

 

وأضاف البطريرك: ‘خلق الله النور من الظلمة، ومن صليب الموت يستطيع أن يخلق الحياة. كالمزارع والأشجار التي تتعب من أجل الثمار، نحن نتعب حبًا بثمار الصليب التي هي الحياة والحب.’ وأشار إلى أن الصليب هو مظهر حب الله لنا، ولهذا نسجد للصليب ونعبد الصليب ومن مات عليه.

 

وعندما تساءل الخليفة عن كيفية موت الإله، شرح البطريرك أنه عندما تُهان العباءة الملوكية، لا يُهان الملك نفسه. وبالمثل، عندما عُذب جسد المسيح ومات، لم يمت الله بل جسده الأرضي الذي أخذه منا. وختم بأن الله هو محبة، وهو يعطي الحياة من خلال الحب، والصليب ليس مجرد رمز بل هو الذي كسر قيود الموت وأصبح سببًا لخلاصنا الأبدي.

 

وتُعد الجمعة العظيمة قمة الأسبوع المقدس، وتأتي قبل عيد القيامة، حيث يحتفل المسيحيون بقيامة المسيح. يُعبر هذا اليوم عن الحزن والتأمل في التضحية التي قدمها يسوع، ويُعد فرصة للتفكير في الخلاص والأمل الذي يُقدمه للإنسانية. كما يُعد وقتًا للتأمل في معاناة الإنسانية وتقدير قيم التضحية والرحمة، ودعوة للتفكير في الخطيئة والغفران، ولإدراك عمق محبة الله. في هذا اليوم، يتحد المؤمنون مع مخلصهم في الصلاة والتأمل، متأملين في تجاوز الخطيئة من خلال تضحية المسيح.