موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣٠ مارس / آذار ٢٠٢٤
البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان يترأس رتبة جناز المسيح

أبونا :

 

ترأس البطريرك رافائيل بدروس الحادي والعشرون ميناسيان كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك رتبة جناز المسيح في كنيسة المخلص برج حمود بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة  وجموع غفيرة من المؤمنين.

 

بعد الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك ميناسيان عظة قال فيها:

 

"يا للخزي والعار يا للخيانة العظمى التي وقعت في ذلك الحين عندما أمسكوا بالإله المتجسّد وقادوه من محكمة إلى أخرى وعذبوه ثم صلبوه بغية بالسلطة المتمرّدة. لقد عذبوه وصلبوه هؤلاء الذين أكلوا وشربوا معه، هؤلاء الذين نالوا منه كل ما طلبوه منه وتمنوه، هؤلاء الذين قالوا أنّه الفادي وساروا معه وهللو له، يوم الشعانين.

 

يا للنكران الجميل! بعد كلّ العجائب التي فعلها أمامهم ولهم من خبز وخمر وشفاء، حتى قيامة الموتى من قبورهم أهانوه ومزقوه حتى الصلب على خشبة العار.

 

في الماضي كانوا أغلبية الشعب المختار، أمّا اليوم فمَن هم هؤلاء؟ أخذوا منه النعم وراحوا يصرخون بأعلى أقواهم "اصلبوه اصلبوه". وما الفرق اليوم من ذلك الشعب لشعب يتنكر لكلّ نعمة ورخاء ينلها من ذات الاله المتجسد؟ ويردها بالحقد والتمرّد والاجرام.

 

وما يميّزنا عن ذلك التلميذ الذي عاش معه، مع يسوع المخلّص الذي اليوم نقوم بذكرى فداه من أجل خلاصنا، وخانه بقبلة. نعم يا لها من نكران جميل رهيب ولكن ما أعظم الجواب الذي ناله من الفادي برحمة وحنان خارق الطبيعة قائلاً له: "بقبلة تخونني يا يهوذا؟

 

فكم من قبلات خيانة نعطيها نحن له كل يوم بأخطائنا له وبحق سرّ الخلاص؟ ونأتي اليوم ونسير في ذكرى صلبه وموته على خشبة الصليب مترسمين كالأبرياء. نعم يا من نكران جميل نفعله كلّ يوم، ونحن الذين أكلوا ولا يزالوا يأكلون من خبزه ونعمه اليومية.

 

اخوتي الأحباء، ماذا تريدون أن تسمعوا منّي في مثل هذا اليوم الحزين أي مديح أو أي جميل تريدون أن تسمعوغير أنّ أشجعكم على التوبة والغفران إلى الندامة الحقيقية مثل بطرس الذي نكر معلمه ثلاث مرّات ثم بكى على خطيئته وندم ونال الغفران. هذا هو الطلب اليوم في هذه الأيام العصيبة التي خلقناها بأيدينا وتناسينها ونكرنا فادينا الاله المتجسّد الذي نزل من عرش الصباؤوت ليصعدنا إلى عرشه السماوي.

 

ماذا نفعل من أجل شعبنا وأرضنا ووطنا. ماذا نفعل من أجل خلاص، نفسنا أي فداء وأي نذر نقدّمه من أجل خلاص نفسنا، وأنفس أولادنا، ووطننا وأرضنا؟ إنّ المسيح نذر وفدى نفسه من أجل البشرية وليس من أجل أي فئة أو طائفة أو شعب بل للبشرية أجمع. فما فعلناه نحن حتى اليوم من حقوق أولادنا وشعبنا ووطننا؟ فليت الجواب يكون فعليًا في إيماننا بالله المرحوم وحياتنا مع اخوتنا في هذا الوطن الحبيب".

 

في الختام، أقيم الزياح في الباحة الخارجية حيث حمل النعش ووضع في القبر الى يوم القيامة المجيدة.