موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٤ سبتمبر / أيلول ٢٠١٥
وفد المدارس المسيحية في إسرائيل يعقد سلسلة لقاءات في الكنيست
القدس - زياد شليوط :

توجه يوم الأربعاء الماضي وفد موسع مثّل المدارس الأهلية المسيحية في إسرائيل إلى الكنيست، حيث عقد لقاءات مع وزراء وأعضاء كنيست من كتل مختلفة، وأثار بحضوره قضية الظلم والتمييز اللاحقين بالمدارس الأهلية من قبل الحكومة، كما أثار اهتمام أعضاء الكنيست لوجودهم بهذا الشكل. ولعب مدير مركز "مساواة" جعفر فرح دوراً كبيراً في ترتيب اللقاءات والاجتماعات، وجاءت هذه الزيارة بالتنسيق بين القائمة المشتركة ومكتب المدارس المسيحية.

عند المدخل الخارجي للكنيست، حضر النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، لاستقبال الوفد الموسع، وقام بتسهيل دخول أعضاء الوفد خاصة ممن لم يحصلوا على إذن خاص للدخول، لأن الترتيب لهذه الزيارة تمت في مساء اليوم السابق.

ومن ثم كان الاستقبال في قاعة القائمة المشتركة، بحضور المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي اللاتيني العام، وعدد من الكهنة والراهبات ومديري ومعلمي المدارس الأهلية، ومن جانب القائمة المشتركة النواب: أيمن عودة، د. باسل غطاس، مسعود غنايم، د. عبدالله أبو معروف، د. أحمد طيبي، أسامة السعدي، د. جمال زحالقة وعايدة توما – سليمان. وعلى الجانب الشفاعمري فقد برزت مشاركة الأب ايلي كرزم، راعي كنيسة القديس يوسف للاتين والقس فؤاد داغر، راعي كنيسة القديس بولس الأسقفية والأب جوزيف من كنيسة اللاتين ورئيس تحرير "الخبر".

أيمن عودة: نضال المدارس الأهلية من أجل مستقبل ابنائنا

تخلل اللقاء مع القائمة المشتركة عتاب متبادل نتيجة سوء فهم المواقف في قضية الاضراب المزدوج. الأستاذ بطرس منصور وجه عتاباً حول عدم تضامن اللجنة القطرية والمتابعة، فرد عليه النائب باسل غطاس قائلاً أن مكتب المدارس تراجع عن التنسيق مع المشتركة والمتابعة خشية تسييس الموضوع! وهنا أكد المطران ماركوتسو أن المكتب لم يدع إلى ذلك وبالعكس فإنه يرغب بمواصلة التنسيق والعمل المشترك. وبذلك أزيل سوء التفاهم واتفق على متابعة العمل بشكل موحد.

وأعلن النائب أيمن عودة "أننا نقف الى جانب المدارس الأهلية في نضالها، الذي هو نضال كل جماهيرنا العادل والعنيد من أجل مستقبل ابنائنا". وأن "القائمة المشتركة ترافق طيلة هذا اليوم الوفد وتبادر إلى عقد جلسات مع وزراء وموظفين حكوميين رفيعة المستوى من أجل حلّ هذه القضية المؤلمة، ومن أجل تحصيل حق هذه المدارس، ومن أجل التمكن من افتتاح السنة الدراسية لـ33 ألف طالب الذين يضربون عن التعليم".

وتابع "الكل يتحدث عن آليات تطوير، وإذ أردنا التحدث عن آليات تطوير للمجتمع العربي علينا أن ننظر إلى المدارس الأهلية والتي تحاول الحكومة اليوم ضربها. هذه المدارس تُشكّل 4% من مدارس مجتمعنا في نفس الوقت فإن 30% من خريجي الجامعات العرب هم خريجو هذه المدارس. هذه المدارس هي قيمة عظيمة لثقافتنا العربية، هذه المؤسسات تتبرع من أموالها (من تبرعات وأقساط شهرية) وتتبرّع بأراضيها لتوفير مبانٍ لمدارس دون أي مساعدة حكومية".

وكشف د. باسل غطاس ود. أحمد الطيبي، عضوا اللجنة المالية البرلمانية، أنهما قاما بإرسال رسالة عاجلة لرئيس لجنة المالية، موشي جفني لعقد جلسة حول القضية. وأضاف الطيبي أنه صباح اليوم (الأربعاء) تواصل مع رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، قبل سفره إلى الخارج "وتحدثنا في موضوع إضراب المدارس الأهلية وطالبته بالتدخل من أجل حل المشكلة، وتحصيل الحقوق التي تطالب بها المدارس الأهلية".

وأعلن النائب مسعود غنايم أنه سيعقد اجتماع مع وزير التربية والتعليم بينيت، يوم السابع من هذا الشهر، لكن لن ينتظروا حتى ذاك الموعد إنما سيعملون من اليوم. وتبنى الحضور اقتراح النائب د. جمال زحالقة، وقاموا بنص رسالة عاجلة لرئيس الوزراء نتنياهو وتسليمه إياها خلال جلسة الكنيست وبحضور وفد المدارس.

الوزير بينيت يتعهد بانهاء الاضراب المفتوح

وقام وفد مصغر عن مكتب المدارس الأهلية، بالمشاركة في جلسة كتلة "العمل" وعرض قضية المدارس والاضراب. وتحدث في الجلسة النائب زهير بهلول الذي أكد اهمية هذه القضية وأهمية التضامن المطلق مع طلبات هذه المدارس المميزة، والتي خرجت أجيالاً من مثقفين ومبدعين في مجالات مختلفة.

وأكد رئيس الكتلة والمعارضة يتسحاك هرتسوغ بأن حزب العمل متجند بكافة أعضائه للعمل بكل وسيلة متاحة لديهم، لإيجاد حل لهذه القضية الجوهرية وأنه سيكلف عضو الكنيست ميراڤ ميخائيلي، بلقاء وزير التربية والتعليم نفتالي بينت بهذا الخصوص. بالإضافة لذلك، أكد عضو الكنيست زهير بهلول بأنه سيطرح هذه القضية الهامة أمام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال لقائهم الذي سيعقد خلال اليوم في الكنيست.

من جهة أخرى شاركت مجموعة أخرى من الوفد، في جلسة مع وزير الاقتصاد ارييه درعي (شاس) وأطلعه على معاناة المدارس نتيجة الاجحاف الحكومي، وذلك بحضور النائب الطيبي. كما قامت مجموعة أخرى بلقاء وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت وأطلعته على تطورات القضية الذي وعد بدوره، بالعمل على وضع حد لهذه القضية وايجاد حل سريع يوقف الاضراب المفتوح ويضمن عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة

المطران ماركوتسو: هل اسرائيل جاهزة لمساواتنا بالآخرين؟

بعد ذلك التقى الوفد الموسع، وفي جلسة قصيرة، مع الوزيرة المسؤولة عن الأقليات جيلا جمليئيل (ليكود)، بحضور نواب المشتركة، افتتحت الجلسة النائب عايدة توما سليمان، وعرض المطران ماركوتسو القضية أمام الوزيرة قائلاً: "نحن هنا لنطالب بالمساواة مع الآخرين. مدارسنا يعود تاريخ بعضها إلى أربعة قرون، ولم تدخل في معاناة مثل المعاناة التي تتعرض لها في هذه الفترة. نحن نطلب المساواة، فهل إسرائيل جاهزة لمساواتنا بالآخرين؟".

كما تحدث بنفس الروح النائب أيمن عودة، وعاد على بعض ما ذكره سابقاً عن المدارس الأهلية، وأضاف أمام الوزيرة أن هذه المدارس ليست انتقائية وغير صحيح أنها تعلم الأغنياء، بل هي مفتوحة أمام الجميع، وهو درس فيها، وأيضاً عدد من زملائه النواب، وطالب الوزيرة أن "تدق على الطاولة" من أجل هذه المدارس من موقعها.

الوزيرة جمليئيل: لن نسمح بمواصلة التمييز بحق المدارس المسيحية

وقالت الوزيرة جيلا جمليئيل "لقد أطلعت على التمييز الحاصل بحق المدارس المسيحية، وهذا ما لن نسمح به، وما تطلبونه ليس صدقة، بل حق لكم". وأضافت "أنا شخصياً سأتابع الموضوع كمسؤولة عن هذا القطاع، سمعة مدارسكم معروفة، وخسارة أن الطلاب بقوا في البيوت ولم تفتح السنة الدراسية".

وكان اللقاء الأخير مع كتلة "ميرتس" ممثلة برئيسة الكتلة زهافا غلئون، وإلى جانبها النائب عيساوي فريج والنائب تمار زندبرغ، الذي استمعوا إلى شرح مقتضب عن القضية من أعضاء المكتبب، وأكدت غلئون أن الكتلة تدعم نضال المدارس المسيحية، وستبذل كل ما بوسعها والضغط على الحكومة، وباركت كل طرف يضغط لأن كل ذلك سيعود بالمنفعة على القضية الواحدة.

وقال النائب عيساوي فريج أنه من خلال إطلاعه ولقاءاته يشتم رائحة طيبة نحو تحقيق نتائج ايجابية، لأن الضغوط مكثفة من عدة أطراف نحو حل القضية وعودة الطلاب لمقاعد الدراسة. وتم توكيل فريج لمتابعة القضية من قبل كتلة ميرتس. كمل عقدت لقاءات سريعة في الردهات مع عوفر شيلح من كتلة "يش عتيد"، وكذلك رئيس الكتلة يئير لبيد، ومع منسقة العلاقات بين الحكومة والكنيست وغيرهم.

وخلال هذا اليوم الحافل حضر أعضاء الوفد جانباً من النقاش في الهيئة العامة على القراءة الأولى لقانون الميزانية الجديدة للدولة، ولفت هذا الحضور أعضاء الكنيست من مختلف الكتل الذين بدأوا كلماتهم بتحية وفد المدارس المسيحية وإعلان التضامن مع قضيتهم، وأعلن النائب دوف حنين (القائمة المشتركة) من على منبر الكنيست أنه في الوقت الذي نتحدث فيه عن ميزانية بمليارات الشواقل، يجلس معنا ممثلو المدارس المضربة والتي تحتاج لعشرات الملايين فقط. وتمنى على الكنيست أن ترفع صوتها لحل القضية، خاصة وأن هذه المدارس تستحق الشكر من قبل الدولة حيث توفر عليها المباني والصيانة والأراضي وغيرها.

وفي هذه الأثناء تولى النائب أحمد طيبي رئاسة الجلسة معلناً أنه يستغل هذه المناسبة للترحيب بإدارات المدارس وطرح قضيتهم أمام الهيئة العامة لدقائق خلال مناقشة الميزانية، وفعلاً فسح المجال أمام النائب أيمن عودة لشرح القضية باختصار وتم هذا أمام دهشة الحاضرين، من سرعة البديهة والتحايل على الأصول الذي نفذه أعضاء المشتركة.

أعضاء الوفد: نجحنا في إثارة قضية مدارسنا

خرج أعضاء الوفد راضين من الجهود التي بذلوها خلال هذا اليوم الذي لم يتم النخطيط له مسبقاً، وأعربوا عن ثقتهم بأن قضيتهم وصلت الى المحافل العليا في الدولة، وأنه بعد هذا اليوم لن يكون بإمكان الحكومة تجاهل مطالبهم وادارة ظهرها لهم. وأثنى وفد المدارس على عمل أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة، الذين رافقوا الوفد من اللحظة الأولى واستقبلوه في مكاتبهم وساهموا في الضغط على الوزراء وأعضاء الكتل الأخرى للقاء أعضاء الوفد والاستماع الى قضيتهم، وعلى حسن الضيافة، مؤكدين أن لا طريق آخر أمامهم سوى التنسيق والتعاون مع القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا. كما شكر الوفد كل أعضاء الكنيست الذين قابلوهم وأسمعوهم معاناة المدارس والطلاب، والذين بجورهم أعلنوا تضامنهم وتفهمهم لقضيتهم. كما أثنى أعضاء الوفد على الأداء المتميز لمدير مركز "مساواة" جعفر فرح، في عرض قضيتهم وترتيب اللقاءات السريعة مع النواب والوصول الى صناع القرار.

الأب ايلي كرزم والقس فؤاد داغر: لن يهربوا من عدالة قضيتنا

وعقّب الأب ايلي كرزم، على عمل هذا اليوم وصرح لصحيفة "الخبر" فقال: "اليوم التقينا بعدة أعضاء كنيست ووزراء وارتفعت قضية مدارسنا من قبل عدة أعضاء في جلسة الكنيست يهود وعرب نشكرهم جميعاً لتضامنهم معنا وخصوصاً أعضاء الكنيست العرب من كل الأحزاب، وأظن أنه الآن ابتدأ من رئيس الوزراء ووزير المالية والتربية والتعليم وباقي الوزراء، لن يستطيعوا أن يهربوا من عدالة قضية مدارسنا المسيحية، والنضال مستمر حتى الحصول على آخر فلس لنا".

كما قال القس فؤاد داغر لصحيفة "الخبر" عن هذا اليوم: "من له أذنان تسمع فليسمع، القضية هي نكون أو لا نكون. نحن مشغولون بالعطاء والعمل ولن نجري وراء تحصيل الحقوق التي يجب أن تكون مفهومة ضمناً، نحن مشغولون بتقديم العطاء لطلابنا والعمل على رفع مستوى المدارس الأهلية، ولن نهدر وقتنا في كل عام للمطالبة بحقوقنا التي يحاولون نزعها منا".