موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ أغسطس / آب ٢٠٢٠
مسؤول بالأمم المتحدة: استجابة قادة لبنان السياسيين لدعوات الإصلاح "مخيبة للآمال"
سيّدة في بيروت تبحث في ركام ما كان يومًا ما منزلها بعد الانفجار في مرفأ بيروت، 4 آب 2020

سيّدة في بيروت تبحث في ركام ما كان يومًا ما منزلها بعد الانفجار في مرفأ بيروت، 4 آب 2020

رويترز والأمم المتحدة :

 

قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة، يوم الاثنين 17 آب 2020، إن تحذيرات المسؤولين الغربيين حول الحاجة إلى إصلاحات في لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت هذا الشهر لاقت في الغالب ردودًا مخيبة للآمال من جانب القادة السياسيين في البلاد.

 

وقال مسؤولون أمريكيون وفرنسيون زاروا المدينة بعد الانفجار الذي وقع في 4 آب وأودى بحياة 178 شخصًا، إنهم أوضحوا أنهم لن يزودوا لبنان بشريان حياة مالي ما لم يعالج قادته مظاهر الفساد وسوء الإدارة. وكان المسؤولون يمثلون مجموعة الدعم الدولية للبنان وتضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

 

وقال يان كوبيش، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، في تغريدة على تويتر "بقلق شديد، ناقش سفراء مجموعة الدعم الدولية اليوم الأزمة الشاملة المتفاقمة التي يمر بها لبنان".

 

وقال إنه جرى نقل تحذيرات شديدة إلى السلطات والقادة السياسيين وكانت ردودهم في كثير من الأحيان مخيبة للآمال. وتابع "توقعات المجتمع الدولي معروفة جيدًا؛ فبدون إصلاحات عاجلة تتطلب دعمًا سياسيًا واسعًا لن يتمكن لبنان من الاعتماد على أي انقاذ".

 

والدعوة مشابهة لدعوات أخرى أطلقتها قوى غربية ومنها دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل اللذين زارا بيروت. وقال هيل إن لبنان بحاجة إلى "إصلاحات اقتصادية ومالية، وإنهاء حالة الخلل في الحكم والوعود الجوفاء".

 

وأدى الانفجار، الذي وقع في المرفأ نتيجة تخزين مواد شديدة الانفجار بشكل غير آمن على مدار سنوات، إلى إصابة ستة آلاف وتشريد 300 ألف آخرين، ودمر أحياء كاملة من المدينة. ومددت حكومة تصريف الأعمال الحالية في لبنان يوم الاثنين حالة الطوارئ في العاصمة بيروت حتى 18 أيلول المقبل.

 

واستقالت الحكومة وسط تجدد الاحتجاجات ضد السياسيين الذين يديرون البلاد، والذين يلقى باللائمة عليهم في أزمة مالية كانت موجودة حتى قبل وقوع الانفجار، وهي التي اجتاحت العملة وشهدت تجميد البنوك لمدخرات المودعين وأدت إلى ارتفاع حاد في معدلات البطالة.

 

ويرى محللون أنه بعد الانفجار الذي دمر المرفأ، وهو شريان تجارة لا غنى عنه للبلاد، فإن احتياجات لبنان للتمويل الخارجي تضخمت لتتجاوز 30 مليار دولار بدلاً من 24 مليارًا.

 

ولم تحقق الحكومة المستقيلة، التي تولت السلطة في كانون الثاني بدعم من جماعة حزب الله المدعومة من إيران وحلفائها، تقدمًا في المحادثات مع صندوق النقد الدولي التي بدأت بعد تخلف لبنان عن سداد دينه بالعملات الأجنبية.

 

ومن المحتمل ظهور تعقيدات في تشكيل حكومة جديدة بسبب الانقسامات بين الفصائل التي يشهدها النظام الطائفي لتقاسم السلطة في هذا البلد.
 

أطلقت الأمم المتحدة نداءً إنسانيًا يهدف إلى جمع ما قيمته 565 مليون دولار لمساعدة لبنان على الانتقال من مرحلة الإغاثة الفورية إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار

40 ألف مبنى تضرّر

 

وفي سياق متصل، أفادت الأمم المتحدة بأن انفجار بيروت ألحق أضرارًا بنحو 40 ألف مبنى، تضرر منها 3 آلاف مبنى سكني بشدة، فضلا عن إصابة ما لا يقل عن ألفي طبيب أو تدمير عياداتهم. وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، في المؤتمر الصحفي اليومي، أن المنظمة الدولية تواصل مع شركائها إجراء تقييمات للاحتياجات وتقديم المساعدة الطارئة لمن هم في أمس الحاجة.

 

وقد أسفرت الانفجارات أيضًا عن تدمير معظم الميناء، وتسوية الأحياء المجاورة بالأرض، وإلحاق أضرارًا بستة مستشفيات وأكثر من 20 عيادة صحية.

 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن أكثر من 70 ألف عامل يُعتقد أنهم باتوا عاطلين عن العمل بسبب الانفجارات، "وهذا له تأثير مباشر على العديد من الأسر. إضافة إلى 220 ألف عامل فقدوا وظائفهم نتيجة للأزمة المالية التي بدأت في تشرين الأول من العام الماضي".

 

وقال دوجاريك إن هذا العدد لا يشمل العاطلين عن العمل بسبب جائحة كوفـيد-19.