موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٢ ابريل / نيسان ٢٠٢٤
البطريرك الراعي في صلاة جنازة باسكال سليمان: لكلمة الأخوّة لا العداوة

أبونا :

 

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، الجمعة، صلاة الجنازة لمنسق حزب القوات في قضاء جبيل باسكال سليمان الذي كان خطف الأحد الماضي من بلدة الخاربة في قضاء جبيل على يد عصابة من السوريين رمت جثته في إحدى القرى السوريّة.

 

فيما اعتبر حزب القوات اللبنانية المناهض لحزب الله المدعوم من إيران أن مقتل سليمان "عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس". وفي كلمة ألقاها بعد الجنازة، شدّد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على أن حزبه "يريد تغيير السلطة الفاشلة والفاسدة التي وضعتنا في الطابق الأخير من جهنّم".

 

"ما منخاف"

 

وأمام حشد من الشخصيات الدينيّة والسياسيّة والمدنيّة، ألقى البطريرك الراعي عظة الصلاة حيث أشاد فيها بزوجة سليمان، ميشلين يوسف وهبة، التي "استمدّت كلمتها الأولى، فيما الألم يعتصر قلبها وقلب كلٍّ من ابنتها وابنيها، إذ قالت: "مسيحنا قام من الموت، وتغلّب عليه. نحن أبناء الرجاء والحياة. نحن أبناء اللاخوف. منشان هيك ما منخاف، وما راح نخاف حتى من الموت".

 

وأشار غبطته إلى أنّها "لم تتلفّظ بما نسمع اليوم صباحًا ومساءً، في الحرب والنزاعات والإعتداءات، بكلمة ثأر أو قتل أو إتّهام، بل غفرت بصمت وفقًا لثقافتها الإيمانيّة، تاركة قرار العدالة إلى القضاء، يقينًا منها أنّ العدالة أساس الملك".

 

وقال: "لقد بدّلت بكلمتها المنطق السائد، والمتأجّج وهو منطق الإنتقام والثأر والتحريض والإشاعات وبثّ المعلومات الكاذبة وخلق أجواء محمومة واتهامات، وبها دعت إلى تهدئة هذه الأجواء، وإلى الثقة بالأجهزة العسكريّة والأمنيّة وبخاصّة الجيش الذي تمكّن بمخابراته من كشف ملابسات الخطف والإغتيال، وإلى الثقة بالقضاء مع عدم تسييسه. فكلّهم يتولّون التحقيق من دون ضجيج وتصريحات استباقيّة، والمهمّ معرفة أهداف الجريمة ومن وراءها. فالحقيقة ستظهر لا محالة".

لإيجاد حلّ نهائي

 

وأعرب البطريرك الراعي عن "أسفه" أن يكون "مقترفو هذه الجريمة من النازحين السوريّين الذين استقبلهم لبنان بكلّ روحٍ إنسانيّة، ولكنّ بعضهم يتصرّفون بشكلٍ غير إنسانيّ، ويرتكبون الجرائم المتنوّعة بحقّ اللبنانيّين وعلى أرض لبنان. وباتوا يشكّلون خطرًا على اللبنانيّين في عقر دارهم".

 

وشدّد أنّه "أصبح من الـمُلحّ إيجاد حلّ نهائيّ لضبط وجودهم مع الجهات الدوليّة والمحلّيّة المعنيّة، بعيدًا عن الصدامات والتعديات التّي لا تُحمد عقباها"، لافتًا إلى أنّه "من واجب السلطات اللبنانيّة المعنيّة معالجة هذه المسألة الجسيمة الخطورة بالطرق القانونيّة والإجرائيّة. فلبنان الرازح تحت أزماته الإقتصاديّة والماليّة، ونزيف أبنائه بهجرتهم، لا يتحمّل إضافة أعباء نصف سكّانه. وهذا ما تعجز عنه كبريات الدول".

الأخوّة لا العداوة

 

تابع "بُجمع المعلّقون على هذا الخطف والإغتيال، في منطقة الشهيد باسكال الآمنة أنّ السبب الأساسيّ الذي يستسهل الإجرام المغطّى سياسيًّا من النافذين، والهارب من وجه العدالة أو المتمرّد عليها وعلى القضاء، هو عدم انتخاب رئيس للدولة. وبالتالي حالة الفوضى في المؤسّسات الدستوريّة والوزارات والإدارات العامّة وانتشار السلاح بين أيدي المواطنين والغرباء العائشين على أرض لبنان. فلمصلحة من هذه الفوضى في الحكم والإدارة والقضاء والسلاح وقرار الحرب والسلم من خارج قرار الدولة؟".

 

وخلص البطريرك الراعي في عظته إلى القول: "إنّه بسقوطه يقويّنا لنصمد في الإيمان بأنّنا أبناء القيامة والرجاء واللاخوف، وبأنّ المسيح هو سيّد العالم والتاريخ وله الكلمة الأخيرة: كلمة الحياة لا القتل! كلمة المحبّة لا الحقد! كلمة السلام لا الحرب! كلمة الحقّ لا الباطل، كلمة الأخوّة لا العداوة".