موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١١ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣
لأوّل مرة في تاريخ الكنيسة... تطويب عائلة بكامل أفرادها، من بولندا
Patryk Ogorzałek / Agencja Wyborcza.pl

Patryk Ogorzałek / Agencja Wyborcza.pl

أبونا :

 

لأوّل مرة في تاريخ الكنيسة، تم أمس الأحد، تطويب عائلة كاملة، هي عائلة أولما البولنديّة المكوّنة من تسعة أفراد، (الوالدان جوزيف وفيكتوريا وسبعة أطفال)، الذين أعدمت من قبل النازيين خلال الحرب العالميّة الثانيّة لإيوائها عائلتين يهوديتين عام 1944.

 

وخلال قداس احتفالي في بلدة ماركوفا، جنوب شرق بولندا، قرأ موفد البابا فرنسيس، عميد دائرة شؤون القديسين في الفاتيكان، الكاردينال مارسيلو سميرارو، إعلان التطويب باللغة اللاتينية، مشيرًا إلى أنّ العائلة "دفعت أغلى ثمن الاستشهاد بسبب لفتة الضيافة والعناية والرحمة".

 

وترأس الكاردينال سميرارو قداس التطويب، إلى جانب سبعة كرادلة، وألف كاهن، وأكثر من 32 ألف مؤمن.

 

وأوضح في عظته بأنّ منزل عائلة أولما أصبح نزلاً للترحيب والعناية بالمحتقرين والمنبوذين والمحكومين عليهم بالموت، لافتًا إلى أنّ جوزيف وفيكتوريا قد عاشا حياة قداسة لم تكن نابعة من الحياة الزوجيّة فحسب، بل من حياة متأصلة في عائلتهما بشكل كامل.

 

وأكد على الشهادة المسيحيّة للطفل الذي لم يُعطى اسمًا بعد. وقال: إنّ صوت براءة هذا الطفل يدعو إلى هز ضمائر مجتمع يتفشى فيه الإجهاض والقتل الرحيم، وازدراء الحياة التي يتم اعتبارها عبئًا وليس نعمة. إنّ عائلة أولما تشجعنا أن نردّ على ثقافة الإقصاء التي يدينها البابا فرنسيس.

محبّة إنجيلية

 

وفي الفاتيكان، أشار البابا فرنسيس متحدثًا إلى المؤمنين من نافذته المطلة على ساحة القديس بطرس، عقب صلاة التبشير الملائكي، إلى أنّ "هذه العائلة قد أجابت على العنف والكراهية بالمحبة الإنجيليّة"، داعيًا إلى أن تكون هذه العائلة مثالا يُقتدى به.

 

وشدّد قداسته أيضًا على ضرورة أن نشعر بكوننا مدعوين إلى الردّ على قوة السلاح بقوة المحبّة، وعلى العنف بقوة الصلاة، وخاصة من أجل البلدان الكثيرة التي تعاني بسبب الحرب، داعيًا في هذا السياق إلى تكثيف الصلاة بشكل خاص من أجل أوكرانيا التي تتألم كثيرًا.

 

هذا ونقل خطاب البابا على شاشات عملاقة وضعت على جانبي المذبح في ماركوفا.

وقتلت عائلة أولما في منزلها على يد القوات النازيّة الألمانيّة والشرطة المحليّة التي كانت تسيطر عليها النازيّة، في الساعات الأولى من يوم 24 آذار 1944، إلى جانب اليهود الثمانيّة الذين كانوا يختبئون في منزلها، بعدما تعرضوا على ما يبدو للخيانة.

 

وكان جوزيف أولما (44 عامًا) مزارعًا ومؤمنًا كاثوليكيًا، ومصورًا هاويًا قام بتوثيق حياة العائلة والقرية. وقد عاش إلى جانب زوجته فيكتوريا البالغة من العمر 31 عامًا، وأطفاله ستانيسلافا (7 سنوات)، باربرا (6)، فلاديسلاف (5)، فرانسيسزيك (3)، أنتوني (2)، وماريا (18 شهرًا).

 

وواجهت القضية معضلة في تطويب طفل فيكتوريا الذي لم يولد بعد وإعلانه شهيدًا، لأنّه، من بين عدة أمور، لم ينل سرّ المعموديّة، وهو من شروط التطويب. لكن دائرة شؤون القديسين في الفاتيكان أصدرت توضيحًا يوم 5 أيلول، موقّع من رئيس الدائرة الكاردينال سيميرارو، أشارت فيه إنّ الطفل قد ولد لحظة إعدام أمه، ونال "معموديّة الدم" من أمه الشهيدة.