موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٧ فبراير / شباط ٢٠٢٤
كلمة الأب بشير بدر في قداس الشكر والوداع لسيادة المطران دعيبس
فيما يلي الكلمة التي ألقاها الأب بشير بدر، باسم كهنة البطريركية اللاتينيّة، في قداس الشكر والوداع لسيادة المطران جمال دعيبس بمناسبة إنتهاء خدمته الأسقفية في الأردن.

أبونا :

 

صاحب الغبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا الأكرم،

سيادة المطران جمال دعيبس الموقّر،

 

لا نخفيك بإن مشاعر متضاربة تسكن قلوب الكثيرين بيننا هذا اليوم. ولكن الدعوة إلى المشاركة في قداس اليوم ليكون صلاة شكر وحمد للرب، تنقذنا من "فوضى الحواس" وتجعلنا نجد فيها معاني إنسانية وروحية أعمق وأبعد.

 

لذلك، جئنا اليوم، كاردينالا واساقفة وكهنة وشمامسة ورهبانا وراهبات ومؤمنين وممثلي الجمعيات والمؤسسات الكنسية وفعاليات رعوية، نحيط بك لنشكر الرّب معك ولنشكره من أجلك على سنوات الخدمة الأسقفية -على قصرها- والكهنوتية الطويلة والمديدة التي كانت مثمرة في كلّ مكان وضعت فيه.

 

إن الشكر الظرفي قد يكون مؤقتا وإنفعاليا وغريبا، لذلك يتعين علينا، أن نتذكر. وتذكّرَ في اللاتينية “recordari” تعني تذكر القلب، حيث يتم اختيار الإيمان واختبار المحبة. واليوم، وفيما يحيط بك وبنا هذا الشعب الطيب، يجعلنا ننظر ونتصفح معك ألبوم صور هذه السنوات، فنعود نتذكر معك فنراها مزدحمة بالوجوه والأسماء والتواريخ والأماكن والحقائق والمواهب والزيارات واللقاءات والخبرات والصلاة والنعمة والإيمان بحضور الله الحي وبالمحبة.

 

جئنا نقول لك شكرًا على كل أمرين: شكراً لك على خدمتك، وشكراً لك على مثالك.

 

شكراً لك على عملك وعطائك، سواء كان في رعايانا الحبيبة. إبتداء من خربة الوهادنة -أولى بواكير خدمتك الكهنوتية - إلى رعيّة رام الله التي جئت منها إلينا، وفي المعهد الإكليريكي كاهنا ورئيسا، وفي رسالتك الاكاديمية والتربوية في جامعة بيت لحم. واليوم، نشكر الله بشكل خاص على كونك معنا نائبًا بطريركيًا وأسقفًا مساعدًا في البطريركيّة اللاتينيّة، وتحديدًا في الأردن الذي يشكّل جزءاً مهماً جداً في الأبرشية.

 

فباسم جميع فعاليات الرعايا ( الشبيبات والأخويات والكشاف وغيرهم)، باسم الرهبانيات، واتحاد الرهبانيات، وباسم المدارس وكوادرها، وباسم الأمانة العامة للمدارس المسيحية، وباسم رؤساء الكنائس في الأردن، وباسم كل اخوتك الكهنة: شكرًا كبيرة على كلّ ما أعطيت وبذلت وخدمت وعملت وعلمت.

 

وباسم اخوتك الكهنة نقول: شكرًا لك على المثل الكهنوتي الرائع الذي قدمته بالطاعة للكنيسة المقدّسة ولقداسة البابا فرنسيس. إعتدنا أن تكون الطاعة مكانية ومحلية بالإنتقال من رعية وخدمة إلى أخرى داخل الأبرشية. ولكن اليوم دعتك أمنا الكنيسة إلى الإنتقال والخروج والإنطلاق "من أرضك وعشيرتك وبيت أبيك إلى الأرض التي يريك" (تك 12، 1). وفيما يدعوك أن تنطلق لا من بلد إلى آخر بل من قارة إلى قارة، كنت في طاعتك هذه  صاحب إقران الكلام بالعمل والتعليم بالحياة. فأنت رئيس المعهد الإكليريكي، والذي لم يخل يوم من إرشاداتك لكهنة المستقبل بأن تكون الطاعة جزءًا من خدمتهم وذبيحة الحياة الكهنوتية يوميا. لذلك شكرًا على هذا المثال الكهنوتي الرائع.

 

سيدنا جمال،

نصلي أن تكون خدمتك كأسقف لأبرشيّة جيبوتي وأبرشية الصومال مثمرة بالرغم من التحديات السياسسة والاقتصادية. وهي لربما أماكن غريبة أو بعيدة، ولكنها قريبة منا كونها أرضا أراد الرب أن يغرس فيها كنيسته وكونك صرت لها راعياً.

 

وتبقى الأرض المقدّسة هي أمك الكبرى التي ولدتك وأنشأتك، التي أحببتها وأحبتك، ستبقى تنتظرك. ومتى شاءت إرادة الكنيسة المقدّسة ذلك، فستجد من يكونوا بانتظارك أخًا عزيزًا وراعيًا سائرًا بحسب قلب المسيح.

 

وصلاتنا معك اليوم من أجل السلام الحقيقي في بلادنا ومن أجل شعوبنا لا بل شعبنا، صلاتنا لكي يلتقي عما قريب "الرحمة والحق معًا"، وهذا ما شئت أن يكون شعارك الأسقفي، لكي تتم المصالحة بهما مع العدل والحقيقة والحرية والحياة.

 

وفيما نكلك إلى حماية السيدة العذراء، ابنة بلادنا المقدسة، أم الكاهن الأعظم وأم المكرسين ومثالهم. أحييك باسم أخوتك الكهنة، ونقول لك: "إلى الأمام يا أخانا ويا أبانا، والى مزيد من الخدمة بمحبة وعطاء والشهادة بشجاعة وسخاء".