موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ يونيو / حزيران ٢٠١٨
دور كاريتاس القدس في رفع معاناة الغزيين

غزة – إعلام البطريركية اللاتينية :

في ظل الأوضاع المأساوية الراهنة التي يمر بها قطاع غزة، تتعاون مؤسسة كاريتاس القدس مع منظمات طبية وانسانية دولية ومحلية تقدم الخدمات الطبية والرعاية الصحية للمصابين والفقراء من أهل غزة.

تقوم مؤسسة كاريتاس القدس حاليًا بإدارة أربعة فرق طبية متنقلة وغرف طوارئ موزعة في القطاع، تقدم خدمات طبية ورعاية صحية للمرضى المصابين بالسرطان والأمراض المعدية، بالإضافة إلى معالجة الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال مسيرة العودة الكبرى تحت نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال المظاهرات السلمية والتي بدأت في ٣١ أذار ٢٠١٨.

وخلال زيارة احدى غرف الطوارئ بجانب السياج الإسرائيلي، قالت الأخت بريجيت، المديرة العامة لكاريتاس القدس، في تقرير نشره الكاريتاس أن "جميع المصابين الذين قابلتهم هم من الشباب المصابين بعيارات نارية بأقدامهم. سوف يشفون قريباً، إلا أن الآلاف ممن بترت أطرافهم السفلية سيكونون عاجزين عن المشي للأبد".

في نيسان الماضي، فقد فلسطينيان أرجلهم في قطاع غزة إذ لم تسمح السلطات الاسرائيلية لهم بتلقي العلاج المناسب في مستشفى في مدينة رام الله. وبالرغم من حصولهم على الموافقة الطبية لاصدار التصريح، إلا أن سلطات الاحتلال أعربت ان "رفضنا لدخول المصابين لتلقي العلاج يرجع إلى حقيقة أن حالتهم الصحية الراهنة ناتجة عن مشاركتهم في إثارة الشغب"، في إشارة إلى مظاهرات مسيرة العودة الكبرى.

أزمة المياه في غزة

بسبب سوء معالجة مياه الصرف الصحي وتلوث مصادر توزيع المياه في غزة، يقع الناس وتحديداً الأطفال ضحية الأمراض والالتهابات المعوية التي تؤدي في بعض الأحيان الى سوء التغذية. وفقاً للأمم المتحدة، فانه "يُلقى نحو ١١٠ مليون لتر يوميًا من مياه الصرف الصحي الخام أو المعالجة جزئيًا إلى البحر الأبيض المتوسط".

وفي شمال القطاع حيث معدل الإصابات المعوية مرتفع جداً، تقدم الفرق الطبية المتنقلة العلاج للتخلص من الديدان المعوية لما يقارب ٦٠٠٠ طفل من اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم من ثلاث إلى ستة سنوات. كما وتقدم لهم نوع من البسكويت المدعم بالمغذيات الدقيقة.

ويقول السيد أمين صباغ، مسؤول كاريتاس القدس في الغزة، أن “بعض الأهل يعطون أطفالهم قطع بسكويت أقل من العدد المطلوب، وذلك لاستخدامهم لفترات أطول ولمشاركتهم مع أطفال آخرين جائعين.”

الأخت بريجيت: لا يستطيعون مغادرة غزة لتلقي العلاج

إن مرضى السرطان لا يستطيعون مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج المناسب، فتقول الأخت بريجيت: "لا يستطيع أهل غزة مغادرة القطاع لتلقي العلاج، والطريقة الوحيدة للحصول على العلاج الكيميائي والأدوية هي فقط من الصيدليات. إلا أدوية علاج السرطان مرتفعة التكلفة لا يستطيع الفقراء شراؤها".

ووفقاً لما نشرته منظمة الصحة العالمية، فقد توفي ٥ أشخاص مصابين بالسرطان في شهر آب ٢٠١٧، خلال انتظارهم تصريح مغادرة لتلقي العلاج.

وأشار السيد أمين عند لقاءه مع الأخت بريجيت في غزة في شهر أيار الماضي أن "من أكثر الحالات المحزنة التي تواجهنا هي قدوم أشخاص يطلبون المساعدة لشراء أدوية علاج السرطان غير المتوفرة في المراكز الحكومية".

وأكدت الأخت بريجيت "أننا بحاجة إلى التمويل لشراء أدوية علاج السرطان ومسكنات الألم، ذلك لأن مخزونات الحكومة من هذه الأدوية تعاني من العجز". وأضافت: "نأمل أن تزوّدنا المنظمات الدولية بالمستلزمات الأساسية خلال الشهور القليلة القادمة. قبل كل شيء، نحن بحاجة للصلاة من أجل الذين يعانون ليحصلوا على الغذاء والدواء والسلام والعدل للجميع".