أحيت الرهبنة الفرنسيسكانية في الأرض المقدسة، يوم السبت الفائت، رحلة الحج إلى كفرناحوم، على ضفاف بحيرة طبريّة، وذلك لإحياء التقاليد الكتابية التي أجريت في هذا المكان، من معجزات: كشفاء الممسوس وشفاء حماة بطرس وتكثير الخبز وتهدئة العاصفة؛ وتعاليم: كخطاب السيد المسيح عن خبز الحياة ودعوة التلاميذ وأولويّة بطرس...

بدأ النهار بسماعٍ للإعترافات وبلحظات من الصلاة الشخصيّة عند شاطئ البحيرة. وقد تجمع المؤمنون بعدها للإحتفال بالذبيحة الإلهية التي ترأسها الأب بييرباتيستا بيتسابالا، حارس الأراضي المقدسة، وإلى جانبه عدد كبير من الكهنة.

وفي عظته تطرق الأب أمجد صبّارة، كاهن رعية اللاتين في الناصرة، إلى الأوضاع المأساوية التي يمر بها الشرق الأوسط اليوم، محاولاً الربط بينها وبين المقاطع الإنجيلية التي تمت في كفرناحوم. وقال: "يسوع موجود معنا في قارب حياتنا، وليس علينا سوى ايقاظه. أي أن نؤمن به وقت التعب والصعوبات. وفي هذه الفترة التي نرى فيها بأن الشرّ يتفوق على الخير، نضحي بأمس الحاجة إلى الافخارستيا"، وأضاف: "بقوانا الشخصية لا نستطيع شيئاً. ولكن بالقوة التي تأتي من الله يضحي كل شيء ممكناً".

وبعد البركة الختامية، بارك الأب بييرباتيستا أيضاً المحاصيل ووزعها على جميع المؤمنين الحاضرين.

قال لنا أحد الرهبان الفرنسيسكان الحاضرين بأن "الحجاج يأتون بكثرة من العديد من المدن". "فقد جائت حافلات من القدس وبيت لحم والناصرة وغيرها من مدن الجليل وقراه". ونلاحظ بأن هذا الحج إلى كفرناحوم هو تقليد جديد تعود بدايته إلى أربع سنوات مضت. وقد أضيف هذا المزار إلى لائحة "المحطات الفرنسيسكانية" عقب بناء كنيسته الجديدة.

يذكر بأن قد أنشأت كنيسة بيزنطية في المكان حوالي القرن الخامس، إلا أن الموقع ظلّ دون حضور مسيحي لمدة طويلة، إلى أن قامت حراسة الأراضي المقدسة بشراء الموقع في نهاية القرن التاسع عشر، عندما تمّ اكتشاف آثار المجمع اليهودي الذي ألقى فيه يسوع تعليمه يوماً. وقد أجريت في المكان حفريات أثرية بدأت في الستينيات من القرن الماضي، وبفضلها استطاع أحد الآباء الفرنسيسكان، الأب فيرجيليو كوربو، اكتشاف بيت سمعان بطرس الذي بنيت فوقه الكنيسة الحاليّة.