موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٢ سبتمبر / أيلول ٢٠١٤
بيان مجلس الأساقفة الكاثوليك حول وضع صفة "آرامي" في هوية مسيحيي 48

القدس - أبونا :

عقبت لجنة "العدل والسلام"، التابعة لمجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة، على ما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً بشأن تشجيع وزارة الداخلية الإسرائيلية على وضع صفة "آرامي" إلى جانب كلمة "مسيحي"، وبدلاً من كلمة "عربي"، في هوية المسيحيين الفلسطينيين في إسرائيل.

وقال البيان: "اللغة الآرامية كانت لغة اليهود مدى قرون طويلة، وظلّت كذلك حتى أعيدت اللغة العبرية إلى الحياة نهاية القرن التاسع عشر فقط وحتى اليوم. والعرب اليوم، في بلاد الشام، نطقوا عبر التاريخ والقرون، بالآرامية واليونانية والعربية، حتى استقرت العربية. ونحن اليوم في إسرائيل فلسطينيون عرب".

وأضاف "إن كانت هذه المحاولة لفصل المسيحيين الفلسطينيين عن الفلسطينيين عامة، هي للدفاع عن المسيحيين أو لحمايتهم، كما تدعي بعض القيادات الإسرائيلية، نحن نقول: ردوا لنا أولاً بيوتنا وأراضينا وقرانا التي صادرتموها. وثانياً، أفضل حماية لنا هي إبقاؤنا في شعبنا. وثالثاً: أفضل حماية لنا ولكم هي أن تدخلوا بطريقة جدية في طريق السلام".

ومضى البيان في مناوئة الموقف الإسرائيلي بالقول: "أما إن أردتم بتبديلكم لهويتنا أن تضمنوا لكم حليف سلام، فنحن حلفاء سلام من دون هذا الاعتداء على هويتنا، والفلسطينيون كلهم حلفاء سلام، والكثيرون اليوم يقولون: أنتم الرافضون للسلام. فإن أردتم أنتم البقاء في الحرب، فلا تزجّوا بنا في طريق ليست طريقنا، أي طريق الحرب، وهي طريق غير عاقلة ولا خير فيها لا لكم ولا لنا ولا لأحد في المنطقة". وأضاف: "لا يجوز أن يحكم علينا ولا عليكم ولا على الإنسان في أية منطقة، أن يعيش في حرب دائمة. إن كان خياركم هو الحرب لتبقوا أقوياء، فاتركونا في خيارنا الذي هو خيار السلام، نعمل للسلام لنا ولكم ولكل شعبنا وللمنطقة كلها".

أما لبعض الفلسطينيين المسيحيين في إسرائيل المؤيدين لمثل هذه الفكرة أي إحياء الأصول الآرامية والدخول في الجندية، فقال البيان: "ارعووا، وعودوا إلى رشدكم، ولا يجوز أن تضروا شعبكم لمنافع شخصية آنية. أنتم، بموقفكم لا تفيدون لا أنفسكم ولا إسرائيل. إسرائيل بحاجة إلى المسيحي الذي قال له السيد المسيح: "طوبى لصانعي السلام"، وليس طوبى لمن يشوّه ذاته وهويته، ويعادي شعبه، ويصبح جندياً للقتال. لأن هذا كله لا يصنع السلام، لا لكم ولا لإسرائيل. اخدموا أنفسكم واخدموا شعبكم واخدموا إسرائيل ببقائكم في الحقيقة، وهي حقيقة أنفسكم التي هي: فلسطينيون مسيحيون وصانعو سلام لكم وللفلسطينيين وللإسرائيليين".

وشدد البيان على أنه "ليست دعوة المسيحي الدخول في الآرامية وفي الحرب، بل الدخول والإرشاد إلى طريق السلام، والسلام المبني على كرامة الإنسان الفلسطيني واليهودي على السواء". وختم بالقول: "طوبى لصانعي السلام فهم الخادمون الحقيقييون لله وللإنسان، كل إنسان، الفلسطيني والإسرائيلي، والمنطقة كلها".