موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٧ مارس / آذار ٢٠٢٤
بعد 3 سنوات على زيارة البابا.. انعدام الأمن ما يزال يطارد المسيحيين في العراق

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

في الخامس من آذار عام 2021، انطلق البابا فرنسيس في رحلته الرسوليّة التاريخيّة إلى العراق، في أول زيارة لحبر أعظم إلى هذه الدولة الشرق أوسطيّة. وخلال إقامته التي استمرت أربعة أيام، زار البابا بغداد وسهل أور، مسقط رأس إبراهيم، ومدن النجف والناصرية وأربيل والموصل وقرقوش، حيث التقى بالجماعات المسيحية، والقادة السياسيين والدينيين.

 

كان الهدف الرئيسي لهذه الزيارة البابويّة هو الإعراب عن قرب البابا فرنسيس ودعمه الروحي للمجتمعات المسيحيّة المتضائلة في العراق، والتي لا تزال تترنح منذ أربع سنوات من الاضطهاد من قبل تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، بالإضافة إلى تشجيع الحوار والتفاهم بين الأديان.

 

 

لا يزالون ضحايا اضطهاد

 

في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي 40 مليون نسمة، انخفض عدد السكان المسيحيين بشكل مطرد على مدار عقود، من 1.4 مليون في عام 2003 إلى نحو 250 ألف مسيحي اليوم.

 

وأوضح رئيس أبرشيّة الموصل وعقرة للكلدان، المطران ميخائيل نجيب، أنه على الرغم من أن البابا فرنسيس جلب لهم الراحة، وشجّع المسيحيين العراقيين النازحين على العودة بعد الهزيمة العسكرية لداعش في عام 2017، إلا أنّ الكثير منهم ما زالوا مترددين، وتستمر العديد من العائلات في الهجرة من سهل نينوى وإقليم كوردستان العراق، بسبب استمرار انعدام الأمن.

 

وأضاف سيادته أن "المسيحيين في المنطقة ما يزالون يعانون من الترهيب والعنف المحتمل من الميليشيات المحليّة التي تقاتل بعضها البعض، وأن معظم منازلهم التي دمّرت خلال احتلال داعش ما تزال تحت الأنقاض". وأشار إلى أنّ المسيحيين "لا يرغبون باستئناف حياتهم في مكان ما يزال غير آمن بالنسبة لهم، ولا تستطيع الحكومة بسط السيطرة عليه".

 

 

لقاء السيستاني

 

كان أحد أبرز أحداث زيارة البابا فرنسي اجتماعه مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله العظمى علي السيستاني، وبيان الأخوّة المكمّل لوثيقة أبو ظبي التي وقعها البابا في شباط 2019 مع الشيخ أحمد الطيب، الإمام الأكبر السني للأزهر.

 

وبحسب المطران نجيب كان هذا الحدث من أكثر النتائج الإيجابية لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق، وخطوة أخرى نحو التفاهم المتبادل بين المسيحيين والمسلمين، وذلك على ضوء حقيقة أن الشيعة يمثلون ما بين 60% و65% من السكان المسلمين في العراق. وتابع: "لقد كان لقاءً جميلاً، بدد العديد من سوء الفهم. لم يعد ينظر إلينا على أننا أعداء" بل "كإخوة في الإنسانيّة".

 

وعند سؤاله عن موقف القادة السياسيين المسلمين العراقيين تجاه المتطرفين الإسلاميين اليوم، قال المطران نجيب إنّ "المسلمين سرعان ما أدركوا أن وجهات نظر داعش الإسلاميّة المتطرّفة لا تمثّل الإسلام الحقيقي وعارضته". وأضاف أن "هذا الشكل من الإسلام الذي يدعو إليه داعش، شوّه الصداقة بين المجتمعات السنية والشيعية، ومن ناحية أخرى، تم استخدام الإسلام أيضًا لتشويه الصداقة بين الأديان".