موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٦ ابريل / نيسان ٢٠١٩
الشدياق فرح نفاع يكتب: لست أهلاً لأن أدعى لك ابنًا

الشدياق فرح نفاع :

الابن الشاطر ترك ابوه وراح بعيد، وبعيد عن بيت ابوه عاش بطريقة مريحة لكن مش صحيحة "وبس راحت السكرة اجت الفكرة".. بيوم وفجأة تذكر بعد ما خسر كل اشي مادي انه العمال عند ابوه عندهم كرامة اكثر منه.

لكنه كان غلطان لما فكر انه البنوة والابوة بتضيع بغلطة، حتى لو كانت غلطة العمر، زي ما احنا كثير بننكر كوننا ابناء الله، بنغلط وبس نحس بغياب كرامتنا قدام الله ونوصل لمرحلة الندم على هالغلطة، بنفكر انه ربنا خلص ما رح يسامحنا وبنصير نتصرف ونعيش على هذا الأساس، بننسى انه حكا "المحبة لا تسقط أبدًا"...

نعم الله بحبنا زي ما الأب بحب ابنه، حتى ابنه اللي اخذ الورثة وكمان ضيعها وهو لسا عايش، أحبه لدرجة انه استناه وكان بكفيه انه ندم وهو لسا ما وصل البيت ركض عليه بس شافه من بعيد، وحتى خطاب الاعتذار اللي كان الابن محضره لأبوه ما خلاه يكمله وبلش الأب يحضر للإحتفال، ما حكاله سامحتك بس ما تعيدها، اصلاً ما حكى معه بس اعطى اوامره للبدء بالمهرجان، "هكذا يكون الفرح بالسماء بخاطيء واحدٍ يتوب"...

الله اعطانا الحرية عشان رجعتنا يكون الها طعم غير، اعطانا الحرية وهو عارف انه بعيد عنه حياتنا ما بتكون مريحة ولا حلوة بالحقيقة، لانه بالظاهر وأولها بتكون حلوة ورائعة لأنه ابتعادنا وخطيئتنا بتعطي سعادة...

والأهم والأسمى من هذا كله انه ربنا ما بقدر يغيرنا ويحولنا للإنسان اللي هو بده نكون عليه، نعم صحيح مزبوط ما بقدر، لا يستطيع، الله عاجز عن تغيير الإنسان الى الصورة الحلوة اللي لازم يكون عليها الا اذا الانسان اراد ذلك، ارادة ورغبة الانسان والسعي للأفضل هو الاشي الوحيد اللي بغيره، والأب السماوي بكون قاعد بستنى وبكفيه ندم واعتراف ونية للرجوع وهو بركض من بعيد، الاله اللي تعذب وتبهدل وصار علة ليحمل عللنا وآثامنا اكيد ما عمل هذا عشان ينساني بسبب غلطة، فرصتنا بأسبوع الآلام نتأمل ونتذكر خصوصاً يوم الجمعة العظيمة قديش انا غالي ومهم عند ربنا عشان يعمل كل هذا بسببي وعشاني، ودايما اتذكر انه بضل يستنى وببعثلي رسائل بكل الطرق يا بني "انت ابني وانا اليوم ولدتك"... "اذهبي ولا تعودي بعد اليوم الى الخطيئة"... "إيمانك خلصك" "اليوم سنكون معي في الفردوس" "أتحبني يا بطرس" (بعد ما انكر معرفته)....

لا تستنى انك تكون كامل عشان تكون معي بحكيلي انا اجيت عشان الخطأة بستناك وبس انت اعمل اول خطوة وانا بخلي السماء كلها تفرح...

عمرك ما تحكي انا ما بستاهل وتضلك بعيد، اذا ابنك غلط معك بتسامحه وبضل بدك يكون احسن واحد، كيف اللي خلقك وعمل عشانك اللي عمره ما حدا عمله ولا حدا رح يعمله...

انت بس حط رجلك عالطريق لتعمل اول خطوة تجاه الآب ورح يلف وجه للخلف، بعد ما يكون ركض بحب لعندك وحضنك، بلف وجه عشان يعطي الاوامر للتحضير للاحتفال ويحكي.. "وجَب علينا ان نفرح ونتنعم لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوُجِد"...