موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٦ مايو / أيار ٢٠١٩
البطريرك صبّاح: مفتاح الحرب والسلام في إسرائيل وفلسطين

البطريرك ميشيل صبّاح :

في غزة حرب. كما كان مرة ومرتين وأكثر، بل كما هي الحال دائما. غزة وأهلها في حالة حرب دائمة، وتحت حصار دائم منذ 13 سنة، وفي ظروف معيشية هي حرب عليهم في كل يوم. أما اليوم ، وقد بدأ شهر رمضان المبارك للصوم والصلاة ولتوبة الإنسان وعمل الصالحات، فإننا نرى الموت يتفجر في غزة وحولها. إسرائيل نفسها تشكو لما اصابها هي من الحرب. وزير الدفاع الإسرائيلي في تغريدة له يوم أمس الأحد 5 أيار يستصرخ العالم لكي يلتفت ويرى الإسرائيليين يستيقظون لليوم الثاني على التوالي على الصواريخ القادمة من غزة.

الحرب مؤلمة في إسرائيل بعد يومين، وهي مؤلمة في غزة بعد 13 سنة من الحصار المفروض عليها. بل أكثر من ذلك الحرب شر مطلق سواء للإسرائيليين أو لأهل غزة. ومفتاح السلام ونهاية الحرب، السيد الوزير، ليس في يد عالم نستصرخه، بل بكل بساطة في يدك وفي يد إسرائيل.

القضية ليست فقط قضية غزة بل قضية كل فلسطين. القضية هي الظلم المفروض على الشعب الفلسطيني. ما زالت إسرائيل ترفض أن ترى بكل بساطة أن الفلسطيني إنسان مثل كل إنسان، وله حقوق مثل كل إنسان. إسرائيل جربت طرق الحرب والعنف مرارًا وتكرارًا لحل القضية ولم تنجح، والآن على الأفق القريب طريقة حل تبدو مغلَّفة بظلام وبهضم الحقوق. ستكون فشلًا جديدًا.

مع أن الحل بسيط لو أرادت إسرائيل أن ترى. ترى أنه يحق للشعب الفلسطيني ما يحق للشعب الإسرائيلي. الكل متساوٍ في الإنسانية. وفي يد إسرائيل، وهي الأقوى، أن تحقق هذه المساواة. وكل التفاف على هذه المساواة الكاملة لم ينجح حتى الآن. وأصبحت إسرائيل نفسها تتألم من فترات الحرب التي أصبحت ترتد عليها هي أيضًا.

الحل بسيط. الإنسان الإسرائيلي يجب أن لا يبقى معرضًا للحرب، وكذلك الإنسان الفلسطيني. كلاها إنسان ومتساويان في الإنسانية. ندعو إسرائيل وأصدقاء إسرائيل والمهتمين لبقاء إسرائيل وأمن إسرئيل، أن يروا بكل بساطة أن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي متساويان في الحقوق والواجبات، وقادران على صنع السلام. ونداؤنا هو إلى حكام إسرائيل: في يدكم أن تُبقونا وتُبقوا أنفسكم في حرب وعداوة مستمرة، وفي يدكم أن ننتقل معًا إلى حياة إنساية كريمة فنعيش في كرامة متساوية وفي سلام وأمن. هل تتعلم إسرائيل من تجربتها مدة سبعين عامًا أن قضية الشعب الفلسطيني لا تحل بالعنف ولا بالحلول المفروضة ظلمًا، بل بالعدل والمساواة؟ هذا هو مفتاح الحرب والسلام في إسرائيل وفلسطين. فتح باب السلام في يد إسرائيل.