موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٤
البطريرك الماروني: صنع السلام بطولة وانتصار، أمّا الحرب والنزاعات فضعف وانكسار

أبونا :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي، الاثنين 1 كانون الثاني 2024، في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي. وأشار في عظته إلى احتفال الكنيسة بعيدين: الأول ليتورجي وهو ختانة يسوع وإطلاق إسمه كما سمّاه الملاك يوم البشارة لمريم، وكشف معناه في الحلم ليوسف خطّيب مريم، والثاني كنسي وهو الاحتفال باليوم العالمي للسلام الذي أسسه القديس البابا بولس السادس سنة 1966.

 

وقال البطريرك الراعي في العظة: "إنّنا ننتهز هذه المناسبة لنقدّم تهانينا الحارة وتمنياتنا القلبية لكم جميعًا، ولجميع أبناء كنيستنا المارونيّة في لبنان والشرق الأوسط وبلدان الانتشار، أساقفة وكهنة ورهبانًا وراهبات ومؤمنين، سائلين الله أن يجعلها سنة سلام وخير وإيقاف الحرب على قطاع غزة، وانتخاب رئيس لجمهوريتنا اللبنانية، وانتظام الحياة الدستورية فيها".

 

ولفت إلى أن "السلام عطية من الله لكل مؤمن ومؤمنة، وهذه العطية الإلهية هي في عهدة كل إنسان وكل مسؤول: في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة. بميلاد إبن الله على أرضنا سلّمنا عطية السلام، لنزرعها في قلوبنا، ونجعلها ثقافةً ننشرها وندافع عنها. يقوم السلام على أربع زوايا مثل أي مبنى: الحقيقة والعدالة والمحبة وحرية أبناء الله. فلا سلام حيث الكذب، ولا سلام حيث الظلم، ولا سلام حيث البغض، ولا سلام حيث العبودية. ليس السلام شيئًا بالنسبة إلينا، بل هو شخص يسوع المسيح.

 

وأضاف إنّ "بناء السلام أمر مشرّف للغاية، ويرفع صاحبه إلى مرتبة أبناء الله، كما أكد يسوع في عظة الجبل. وأنّ صنع السلام بطولة وانتصار، أمّا الحرب والنزاعات فضعف وانكسار. فيوصي بولس الرسول مسيحيي روما: "لا تجازوا أحدًا شرًّا بشر... بل احرصوا أن تسالموا، إن أمكن، جميع الناس... لا يغلبكم الشرّ، بل إغلبوا الشرّ بالخير" (روم 12: 17، 18، 21).

 

وقال: هذا هو الدور الطبيعي المعطى للبنان بحكم ثقافته السلامية ونظامه السياسي المميز بثلاثة، أولاً: ميثاق العيش المشترك في الوحدة، وفي تكريس الدستور مبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، بغض النظر عن العدد. وثانيًا: في رئيس الجمهورية الضامن للمصلحة العامّة. وثالثًا: في حياد لبنان، هويته الأساسية والجوهرية، الذي تمكّنه من عيش رسالته في بيئته العربية.

 

وجدّد البطريرك الراعي دعوته لانتخاب رئيس للجمهورية، وقال بأنّ "عدم انتخاب رئيس للجمهورية، والتحجج بأسباب واهية غير مقبولة، وقد سمعنا مؤخرًا من يشترط لانتخاب الرئيس وقف النار النهائي في غزة، كل هذه تعني القضاء على الميزات الثلاث. وهذا أمر مُدان وغير مقبول على الإطلاق. ونكرّر أن من واجب المجلس النيابي، إذا كان سيّد نفسه، أن ينعقد وينتخب رئيسًا للجمهورية، فالمرشحون معروفون وممتازون. أمّا ماذا يُخبّئ المعطّلون، فبات واضحًا من نتيجة الممارسة في ظل هذا الفراغ".