موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
البطريرك الراعي: ليست البطولة في إشعال الحرب، إنما في صنع السلام
تصوير: البطريركية المارونية

تصوير: البطريركية المارونية

أبونا :

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، وفي حضور حشد من الفعاليات والمؤمنين، حيث أكد أنّ البطولة ليست في إشعال الحرب، وإنما في صنع السلام.

 

وأشار الراعي في العظة إلى زيارته التضامنيّة، مع بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، ووفد كنسيّ مؤلف من أساقفة وكهنة وراهبات، الخميس الماضي إلى مدينة صور، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، حيث التقى مرجعيّات روحيّة جنوبيّة والقائد الأعلى للقوّات الدوليّة. وفي الأماكن التي زارها، أعلن غبطته عن التضامن مع كلّ أهالي الجنوب.

 

أضاف: "على الرغم من الغصّة في القلب بسبب القصف الإسرائيلي الدائم على هذه البلدات، وعيش أهاليها في القلق على مصيرهم وأمنهم، عشنا فرح العائلة اللبنانيّة الواحدة في تنوّعها. وقلنا للأهالي أنّ تضامننا معهم يشمل كلّ حاجاتهم. وأوّل صرخة نطلقها معهم: نحن لا نريد حربًا تدمّر بيوتنا وتقتل أطفالنا وتهجّرنا. لقد وقعت في قلبنا صرخة أهالي رميش ودبل وعين إبل والقوزح وعيتا الشعب، الذين نحيّي صمودهم".

 

 

الرحمة حاجة جيلنا

 

وأشار إلى أنّ "الرحمة هي حاجة جيلنا الذي يعاني من تجريد الإنسان من إنسانيّته ومن طغيان الظلم والإستبداد والكيديّة، وإفراغ القلب من العاطفة، وجعله قلبًا من حجر. هذه حال حكّام الدول الذين يغذّون المتحاربين بجميع أنواع الأسلحة الهدّامة والإباديّة، كما نشهد في الحرب على قطاع غزّة، والحرب على أوكرانيا وسواهما. وهذه حال المجلس النيابي عندنا، الذي ينتهك المادّة 49 من الدستور ولا يتنخب رئيسًا للجمهوريّة، ويمعن بالتالي في إسقاط المؤسّسات الدستوريّة، وتعطيل عمل الإدارات العامّة، والعيش في حالةٍ من الفوضى، وإفقار الشعب وإرغامه على هجرة وطنه، وتفاقم الأزمة الإقتصاديّة والماليّة والإجتماعيّة".

 

وختم البطريرك الراعي بالقول: "ليست البطولة في إشعال الحرب بواسطة أسلحة فتّاكة لا قلب لها ولا عقل، بل البطولة في صنع السلام. الحرب تهدم وتقتل بقوّة الحديد والنار، أمّا السلام فيُبنى بمحبّة القلب ونور العقل بالحقيقة. الحرب تستهلك الأموال الطائلة من أجل لا شيء، أمّا السلام فيُطعم الملايين من الجياع. الحرب تنبع من كبرياء الحكّام ومصالحهم الظالمة، أمّا السلام فمن قلب الله".