موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٥ يونيو / حزيران ٢٠٢٠
البطريرك الراعي: الأزمة في لبنان تتطلب حلولا عادلة لا بد أن يبحث عنها السياسيون
متظاهرون لبنانيون ينظمون مأتمًا رمزيًا وسط بيروت، 13 حزيران 2020

متظاهرون لبنانيون ينظمون مأتمًا رمزيًا وسط بيروت، 13 حزيران 2020

أبونا ووكالات :

 

عادت التظاهرات لتعم مختلف الشوارع والساحات في لبنان احتجاجًا على كيفية إدارة الأزمة الاقتصادية من قبل الطبقة الحاكمة، في وقت فقدت فيه العملة اللبنانية نسبة سبعين بالمائة من قيمتها منذ شهر تشرين الأول من العام المنصرم، مع بداية التظاهرات المطالبة بمكافحة الفساد واحتواء غلاء المعيشة. وكانت حكومةٌ جديدة قد أبصرت النور في شهر كانون الثاني الماضي تعين عليها مواجهة الأزمة الصحية التي زادت من تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

 

ويوم السبت، تظاهر المئات في لبنان، في ثالث يوم من الاحتجاجات التي شابتها أعمال عنف، رفضًا للواقع الاقتصادي المتردي وتنديدًا بالطبقة السياسية الحاكمة. وفي مدينة طرابلس (شمال)، أسفرت اشتباكات بين المتظاهرين والجيش اللبناني عن أكثر من 120 إصابة، حسب الصليب الأحمر وأجهزة الإسعاف المحلية. وتظاهر العشرات في وسط بيروت سلميًا، مستعيدين شعارات الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في 17 تشرين الأول 2019، وأدى إلى استقالة الحكومة السابقة بعد أقل من أسبوعين.


 

الرئيس دياب يندد "بالمؤامرة"

 

في المقابل، ندد رئيس الحكومة اللبنانيّة حسان دياب في كلمة نقلت مباشرة عبر الهواء السبت، بما وصفه بـ"مؤامرة" التلاعب بالليرة اللبنانية، وبما قال إنها "حملة مبرمجة تنظمها جهات معروفة". وتابع المسؤول اللبناني أن حكومته أرادت "أن توقف مسلسل ابتزاز الدولة والناس". وفيما تعهد بمكافحة "شرسة" للفساد، ندد بما اعتبره محاولة "الانقلاب على انتفاضة 17 تشرين الأول" وحكومته.


 

البطريرك الراعي الوضع معقّد

 

وفي مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، عبّر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي عن ثقته بأن يد الله ستقود اللبنانيين على الرغم من الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد. وأكد أن الوضع السياسي معقد على الصعيدين المحلي والخارجي، موضحًا أن الكنيسة تسعى إلى التعامل مع المشاكل الاجتماعية باستمرار، وتقوم بتلبية الاحتياجات الغذائية للعديد من العائلات في مختلف المناطق اللبنانية.

 

وأوضح البطريرك الراعي بأن نصف سكان لبنان يعيشون اليوم دون عتبة الفقر، ويعانون من البطالة.

 

وشدد غبطته على أن ما يهم هو وحدة اللبنانيين، لافتًا إلى أن الكنيسة تعلق على الشبان آمالا كبيرة. وفي سياق حديثه عن التظاهرات، ذكّر بالحق المشروع في المطالبة بفرص العمل ولقمة العيش، وأشار إلى أن الاحتجاجات لا تخلو من المندسين الذين يسعون إلى النيل من طابعها السلمي. واعتبر أن مواجهة هذه الأزمة تتطلب حلولا عادلة لا بد أن يبحث عنها السياسيون.


 

"مأتم رمزي"

 

هذا ونظم متظاهرون آخرون لونوا وجوههم بالأبيض وارتدوا الأسود، مأتمًا رمزيًا "لشعب" تصر الطبقة السياسية على "دفنه"، حسب ما قالت الناشطة باولا ربيز. مضيفة "أردنا إرسال رسالة قوية (..) لإحياء الحركة الثورية". كما تجمع محتجون أيضًا في مدينة صيدا وبلدة كفر رمان (جنوب)، داعين إلى رحيل الطبقة السياسية بمكوناتها كافة. ومساءً، قطع متظاهرون غاضبون طريقًا رئيسيًا يربط بيروت بالجنوب.

 

وفيما أدت الإجراءات المتخذة لمكافحة تفشي وباء كوفيد-19 إلى إغلاق العديد من المتاجر وتسريح عمال وموظفين، فإن من شأن هذه الأزمة أن تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، في وقت يتوقع أن ينكمش الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 12 بالمئة. ومن المتوقع أن تلامس نسبة التضخم في لبنان خلال العام الحالي نسبة 50 بالمئة، بينما يعيش نحو 45 بالمئة من سكانه تحت خط الفقر وتعاني أكثر من 35 بالمئة من قوته العاملة من البطالة.

 

وطلب لبنان المساعدة من صندوق النقد الدولي في نهاية نيسان.