موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٣ أغسطس / آب ٢٠٢٣
البابا يجدّد النداء: للتوقف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والإرهاب

أبونا :

 

جدّد البابا فرنسيس، في تغريدة له على موقع "إكس"، الثلاثاء 22 آب 2023، "النداء للتوقف عن استغلال الأديان للتحريض على الكراهيّة والعنف والتطرف والتعصب، والتوقّف عن استخدام اسم الله لتبرير أعمال القتل والنفي والإرهاب والقمع".

 

جاء ذلك بالتزامن مع اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد.

 

الأسباب الرئيسية للاضطهاد

 

وبحسب تقرير صادر عن مؤسّسة "عون الكنيسة المتألمة" البابوية، فإنّ الحريّة الدينيّة قد انتهكت مؤخرًا في بلدان يزيد عدد سكانها عن نصف سكان العالم. وتقوم هذه الجمعية منذ سنوات بدراسة مسألة الحريّة الدينيّة حول العالم، وتعمل على مساعدة ضحايا أعمال العنف القائم على أساس الدين أو المعتقد.

 

وأشار فلوريان ريبكا، مدير جمعية عون الكنيسة المتألمة في ألمانيا، في حديث لإذاعة الفاتيكان، إلى أن انتهاكات جميع حقوق الإنسان، بما في ذلك الحريّة الدينيّة، في جميع أنحاء العالم، قد تزايدت نتيجة الحفاظ على السلطة وتوطيدها في أيدي المستبدين وزعماء الجماعات الأصوليّة.

 

أمّا السبب الثاني، فقد أعرب عن قلقه مما يحدث في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مشيرًا إلى أنّ حكومات بلدان مثل بوركينا فاسو والنيجر ومالي وموزمبيق، قد اتخذت إجراءات أقل فأقل ضد جماعات متطرّفة مثل بوكو حرام وأتباع ما يسمى بتنظيم داعش.

 

وحول السبب الثالث لانتهاك حقوق الإنسان في الحريّة الدينيّة فأوضح بأنها تكون "عند الدول القوميّة المتطرّفة، كما هو الحال في الهند". ويضيف أن هناك فرقًا بين شمال الهند وجنوبها، على سبيل المثال، في ولاية كيريلا، حيث توجد حريّة دينيّة بشكلّ عام.

اضطهاد هجين

 

وتشير المنظمة البابويّة إلى أنواع "هجينة" أيضًا من الاضطهاد، أي "القبضة الحديدية في قفاز مخملي"، حيث تطبّق بعض الدول قوانين مثيرة للجدل تقيّد الحريّة الدينيّة أو تميّز ضد مجتمعات دينيّة معينة، دون احتجاج بشكلّ عام. ومن ناحية أخرى، فقد تم "تطبيع" هجمات دمويّة على أتباع الديانة "الخاطئة" ولم يتم ملاحقتها قضائيًا، على سبيل المثال، في أمريكا اللاتينية.

 

وعادة، فإنّ معظم المجموعات الدينيّة التي تعاني من الاضطهاد هي من مجتمعات الأقليات الدينيّة. ومع ذلك، فإنّ معظم الجماعات الدينيّة تعاني من الاضطهاد بشكل متزايد (نيجيريا ونيكاراغوا). وفي البلدان المتقدمة، تُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتهميش الجماعات الدينيّة ومهاجمتها. وقد قوّضت مثل هذه الحوادث القيم الأساسيّة، بما في ذلك حريّة الضمير والفكر والدين والتعبير والحركة والتجمّع.

 

وفي الجانب المضيء، تشير جمعية "عون الكنيسة المتألمة" الدوليّة إلى تزايد مبادرات الحوار بين أتباع الأديان. وقد قام البابا فرنسيس، وغيره من قادة الكنائس في جميع أنحاء العالم، بتوسيع علاقاتهم مع المجتمعات الدينيّة الأخرى، كما يتجلى ذلك في الرسالة البابويّة العامّة "جميعنا إخوة وأخوات"، وكذلك في العديد من اللقاءات والمؤتمرات والاجتماعات بين أتباع الأديان.