وجه البابا فرنسيس رسالة إلى الفيلسوف الفرنسي إدغار موران لمناسبة عيد ميلاده المئة.

ونقلت الرسالة تهنئة البابا وتمنياته بالخير والصحة، وتـحدّثت عن أن هذه الحياة الطويلة الغنية بالأحداث واللقاءات، والتي منحتها إياه العناية الإلهية، قد جعلت من الفيلسوف وعالم الاجتماع والمفكر الفرنسي شاهدا مميزا على التغيرات العميقة والسريعة في عالمنا ومجتمعاتنا، إلى جانب كونه محللا استنبط الرجاء على أساس التمييز، وحذر من الأخطار المختلفة التي تهدد البشرية.

وأشار البابا فرنسيس إلى دور إدغار موران في الدعوة إلى تقدم أخلاقي وفكري إلى جانب التطور العلمي والتكنولوجي وذلك انطلاقا من مفهوم المعرفة والضمير. وتحدث عن إدراك الفيلسوف الفرنسي لمصير البشرية المشترك الضعيف والمهدد، ما جعله يتحدث عن الحاجة إلى سياسة تحضُّر محورها الإنسان لا سلطة المال. ذكَّرت الرسالة من جهة أخرى بنشاط إدغار موران مع غيره من المثقفين من أجل تعزيز التعاون بين الشعوب وبناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية وتجديد الديمقراطية. كما وذكَّرت بحديث موران عن الحاجة إلى روح تضامن وتعايش وأخوّة تشجع الاستقبال والانفتاح.

وعادت الرسالة إلى لقاء البابا فرنسيس إدغار موران في الفاتيكان في حزيران سنة 2019، لقاء يتذكره الأب الأقدس سواء للنقاط العديدة التي تجمع بين فكر الفيلسوف الفرنسي والتعليم الاجتماعي للبابا فرنسيس، أو لتحمس موران للميثاق التربوي العالمي الذي اقترحه الأب الأقدس وإسهام الفيلسوف الفرنسي فيه بسخاء. وقد تعمق موران وخاصة في السنوات الأخيرة في قضية إصلاح المناهج المدرسية. وختمت الرسالة التي تحمل توقيع الكاردينال بييترو بارولين ناقلة شكر البابا فرنسيس على جهود حياة في خدمة عالم أفضل.