موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٣
البابا فرنسيس يصلي في تذكار الموتى من أجل ضحايا الحروب

فاتيكان نيوز :

 

ترأس البابا فرنسيس، صباح الخميس، القداس الإلهي في المقبرة العسكرية في روما.

 

ولمناسبة تذكار جميع الموتى المؤمنين، ألقى قداسته عظة عفوية قال فيها: إن الاحتفال بيوم مثل هذا اليوم يقودنا إلى فكرتين: الذكرى والرجاء. ذكرى الذين سبقونا، الذين عاشوا حياتهم، والذين أنهوا حياتهم؛ ذكرى الكثير من الأشخاص الذين صنعوا لنا الخير، في العائلة والأصدقاء. وكذلك ذكرى الذين لم يتمكنوا من أن يصنعوا الكثير من الخير، ولكن تم قبولهم في ذكرى الله، وفي رحمة الله. هناك سر رحمة الرب العظيمة هذه. ومن ثم هناك الرجاء. هذه الذكرى، هي لكي نتطلع إلى الأمام، ولكي ننظر إلى مسيرتنا، ودربنا. نحن نسير نحو اللقاء مع الجميع، ومع الرب. وعلينا أن نطلب من الرب نعمة الرجاء هذه؛ الرجاء الذي لا يخيب أبدًا. الرجاء هو تلك الفضيلة اليومية التي تدفعنا إلى الأمام، وتساعدنا على حل المشاكل والبحث عن السُبل للخروج من العديد من المشاكل.

 

تابع: إنه ذلك الرجاء الخصب، تلك الفضيلة اللاهوتية لكل يوم ولكل لحظة. يمكنني أن أسميها الفضيلة اللاهوتية للمطبخ؛ أي التي هي في متناول اليد، والتي تساعدنا على الدوام. إنّه الرجاء الذي لا يخيب. وبين الذكرى والرجاء نجد نوعًا من التوتر... أود أن أتوقف عند شيء حدث لي عند المدخل. نظرت إلى عمر هؤلاء الذين سقطوا. أغلبيّتهم هم بين العشرين والثلاثين من عمرهم. حياة قصيرة، حياة بلا مستقبل، هنا. وفكرت في الآباء والأمهات الذين تلقوا تلك الرسالة: "سيدتي، يشرفني أن أخبرك أن لديك ابنًا بطلًا" - "نعم هو بطل، ولكنهم قد أخذوه مني". هناك الكثير من الدموع على هذه الأرواح التي فُقدت. ولم يسعني إلا أن أفكر في حروب اليوم.

 

أضاف: اليوم أيضًا، يحدث الشيء نفسه. العديد من الشباب وغير الشباب. في حروب العالم، حتى تلك الأقرب إلينا، في أوروبا أو خارجها... كم من القتلى. يتم تدمير الحياة بدون وعي بذلك. اليوم، وفيما نفكّر في الموتى، ونتذكر الموتى لنتحلى بالرجاء، ولنطلب من الرب السلام، لكي لا يقتل الناس بعضهم بعضًا في الحروب. أبرياء كثيرون يموتون وجنود كثيرون يموتون أيضًا. وهذا كله لماذا؟ الحروب هي هزيمة على الدوام. لا يوجد نصر كامل، لا. نعم، أحدهما قد ينتصر على الآخر، ولكن هناك خلفه هزيمة دُفع ثمنها. لنصلِّ إلى الرب من أجل موتانا، من أجلهم جميعًا لكي يقبلهم الرب، وكذلك لكي يرحمنا الرب ويعطينا الرجاء. الرجاء في المضي قدمًا لكي تلتقي بهم جميعًا معه عندما سيدعونا.