موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٥ مايو / أيار ٢٠٢٤
البابا فرنسيس يشجّع على النمو في الصداقة مع الرب

فاتيكان نيوز :

 

تلا البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة "إفرحي يا ملكة السماء" مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يخبرنا الإنجيل اليوم عن يسوع الذي يقول لرسله: "لا أَدعوكم عَبيدًا بعدَ اليَوم، فَقَد دَعَوتُكم أَصدقائي". فما معنى هذا القول؟

 

تابع: إنّ "عبيد" الله في الكتاب المقدس، هم أشخاص مميزون، يوكل إليهم مهام مهمة، مثل موسى، والملك داود، والنبي إيليا، وصولاً إلى العذراء مريم. إنهم أشخاص يضع الله كنوزه في أيديهم. لكن هذا كلّه لا يكفي، بحسب يسوع، لكي يقول من نحن بالنسبة له: هو بحاجة إلى أكثر، إلى شيء أعظم، يذهب أبعد من الخيور والمشاريع نفسها: هو بحاجة للصداقة.

 

أضاف: منذ الطفولة نتعلم مدى جمال هذه الخبرة: نحن نقدم لأصدقائنا ألعابنا وأجمل الهدايا؛ ومن ثم عندما نكبر، كمراهقين، نأتمنهم على أسرارنا الأولى؛ وكشباب نقدم لهم الولاء؛ وكبالغين نتقاسم معهم الرضا والقلق؛ وكمسنين نتقاسم معهم الذكريات والاعتبارات وصمت الأيام الطويلة. تقول لنا كلمة الله في سفر الأمثال إن "الزيت والبخور يفرِّحان القلب وعذوبة الصديق من مشورة النفس". لنفكر للحظة في أصدقائنا ولنشكر الرب عليهم!

 

تابع: الصداقة ليست نتيجة حسابات ولا إكراه: هي تولد بشكل عفوي عندما نتعرف على شيء من أنفسنا في الآخر. وإذا كانت الصداقة حقيقية، تكون قوية لدرجة أنها لا تنقص حتى إزاء الخيانة. "الصديق يحب في كل حين" – يؤكِّد سفر الأمثال مرة أخرى – كما يظهر لنا يسوع عندما قال ليهوذا الذي أسلمه بقبلة: "يا صديقي، إفعل ما جئت له". الصديق الحقيقي لا يتخلى عنك، حتى عندما تخطئ: هو يصلحك، وربما يوبخك، لكنه يسامحك ولا يتخلى عنك أبدًا.

 

أضاف: واليوم يقول لنا يسوع، في الإنجيل، أننا أصدقاء بالنسبة له،: أشخاص أعزاء فوق كل استحقاق وانتظار، يمد إليهم يده ويقدم لهم محبته، ونعمته، وكلمته؛ ويتشارك معهم أغلى ما لديه، أي كل ما سمعه من الآب؛ لدرجة أنّه أصبح ضعيفًا بالنسبة لنا، ووضع نفسه بين أيدينا دون دفاعات ودون ادعاءات، لأنه يحبنا، هو يحبنا كصديق ويريد خيرنا ويريدنا أن نشارك في خيره.

 

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول لنسأل أنفسنا إذًا: ما هو وجه الرب بالنسبة لي؟ وجه صديق أم وجه غريب؟ هل أشعر بأنني محبوب منه كشخص عزيز عليه؟ وما هو وجه يسوع الذي أشهده للآخرين، وخاصة للذين يخطئون ويحتاجون إلى الغفران؟ لتساعدنا العذراء مريم لكي ننمو في الصداقة مع ابنها وننشرها من حولنا.