موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٢
البابا فرنسيس: لقد فقدت حضارتنا عطية البكاء

فاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس جماعة "عذراء الدموع" الرعوية، من تريفيليو في محافظة بيرغامو في شمال إيطاليا.

 

وتحدّث الحبر الاعظم أمام ضيوفه أنّ دموع العذراء هي انعكاس لدموع يسوع فقد بكى مرتين (على قبر لعازر، وعند رؤيته أورشليم، وكانت هذه في الحالتين دموع ألم. ولكن يمكننا تخيل أن يسوع قد بكي من الفرح أيضًا، حين رأى مثلا صغار الشعب يستقبلون الإنجيل بحماس.

 

وأشار إلى أن مريم هي تلميذة أكثر منها أم، فقد تبعت ابنها في كل شيء، أيضًا في قداسة المشاعر والأحاسيس، في الضحك والبكاء. وأوضح بأن دموع فرح قد انسكبت من عينيها حين ولدت يسوع في بيت لحم وحين رأت الرعاة والمجوس يسجدون أمامه، بينما سكبت عيناها دموعًا مرّة حين تبعت ابنها على درب الآلام وحين كانت أسفل صليبه. فدموع مريم قد حولتها نعمة المسيح كما حولت حياتها وكينونتها كلها، وحين تبكي مريم فإن دموعها هي علامة شفقة الله الذي يغفر دائمًا.

 

وأوضح البابا فرنسيس بأنّ دموع مريم العذراء هي علامة ألم يسوع بسبب خطايانا، للشر الذي يضرب البشرية وخاصة الصغار والأبرياء ومَن يعانون. وأشار قداسته في هذا السياق إلى الحرب، لا فقط في أوكرانيا، مؤكدًا أن الحرب تُدمّر الجميع، المنتصرين والفائزين، وأيضًا مَن يراقب الحرب من خلال أنباء سطحية لمعرفة من الفائز ومن المهزوم. وذكّر بالتضرّع إلى قلب مريم الطاهر، مؤكدًا أن مريم قد تقبلت تضرعاتنا لأنها أم السلام

 

وقال: إن مريم الأم تعلمنا ألا نخجل من الدموع، من البكاء، بل يعلمنا القديسون أن الدموع هي عطية وفي بعض الأحيان نعمة، توبة وتحرر للقلب. والبكاء يكسر قشرة الـ"أنا" المنغلقة على ذاتها ويفتح على المحبة التي تعانقنا وتنتظرنا دائمًا لتغفر لنا، انفتاحًا على الآب الصالح وعلى الأخوة. وتحدّث عن اعتقاده بأننا في زمننا هذا قد فقدنا عادة البكاء الجيد، قد نبكي لشيء يمسنا ولكن لا البكاء الذي يخرج من القلب مثل بكاء بطرس نادمًا أو بكاء العذراء. لقد فقدت حضارتنا حس البكاء بينما علينا أن نبكي لا فقط أمام الحروب بل أيضًا أمام الإقصاء.