موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٩ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
البابا فرنسيس، أول حبر أعظم في البحرين: زيارة تحت شعار الأخوّة
سيزور الحبر الأعظم الأرخبيل الصغير من الثالث وحتى السادس من تشرين الثاني، بدعوة من السلطات المدنية والكنسية. وسيشارك في اختتام "منتدى البحرين للحوار"، وسيكون له ست التزامات عامة أخرى، وآخرها لقاء صلاة مع الكنيسة المحلية.

فاتيكان نيوز :

 

ستكون الزيارة الرسولية التاسعة والثلاثين للبابا فرنسيس، والرابعة خارج إيطاليا لهذا العام، وتريد أن تكون مرحلة ثمينة إضافيّة في مسيرة الأخوة والتفاهم، في نمو وتكثيف العلاقات مع العالم الإسلامي وممثليه. بهذه الكلمات قدم مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، ماتيو بروني، زيارة البابا فرنسيس إلى البحرين، خلال مؤتمر صحفي مع الصحفيين.

 

في البداية، لفت إلى أنّ مناسبة الزيارة هي "منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ"، وهو لقاء بين الأديان أراده الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، وسيعقد في الثالث والرابع من تشرين الثاني المقبل، وسيشارك البابا في اختتامه.

 

 

لقاء وحوار

 

وأشار إلى أنّ النقاط المرجعية للزيارة البابا إلى بلد تتعايش فيه مجموعات عرقية ودينية مختلفة، هما وثيقتان: وثيقة الأخوة الإنسانيّة والرسالة العامة "جميعنا أخوة". وأضاف "الموضوع الأول الذي يبرز هو اللقاء والحوار كجذر السلام". موضوع سيتكرر في اللقاءات التي سيجريها الحبر الأعظم، في الأحداث المخطط لها، ومن شبه المؤكد في خطاباته، وهو موجود أيضًا في شعار الزيارة: "السلام في الأرض للناس ذوي الإرادة الصالحة" والمستوحى من نشيد الملائكة في قصة ولادة يسوع في إنجيل لوقا.

 

وسلط بروني الضوء على أن الرسائل التي ظهرت في خطابات البابا الأخيرة، هي رسائل في صميم هذا الزمن وتبحث عن مخرجٍ من آلامه وجراحه. كما أشار إلى أنّه في الخلفية هناك الحرب ودور المسيحيين والأديان إزاء الحرب. وقال: إنه الزمن الذي علينا نبحث فيه عن حلفاء في قضية السلام والأخوَّة، وبالتالي فإن الزيارة إلى البحرين تشكّل مرحلة إضفيّة لهذا البحث الإنساني والروحي.

 

وحول الانتقادات الموجهة من قبل بعض المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يجادلون بأن حقوق الشيعة في البلاد لا تحترم من قبل السلطات السنيّة، أوضح أنه عقد في العاصمة البحرينيّة مؤتمر دولي حول الحضارات في خدمة الإنسانية في عام 2014، وفيه تمّ اعتماد إعلان مملكة البحرين، وهي وثيقة هامة تعيد التأكيد على احترام حقوق الإنسان وتدعو إلى تعزيز الحوار، في خدمة السلام والتعدديّة، مشدّدًا على أن موقف الكرسي الرسولي والبابا من الحريات معروف، وكذلك موقفهما من الحوار.

 

 

المرافقون

 

وأشار إلى أنّ البابا فرنسيس هو أول حبر أعظم يزور مملكة البحرين -التي بدأ الكرسي الرسولي علاقاته الدبلوماسية معها في عام 2000- بدعوة من السلطات المدنية والكنسية. إنّها الدولة الثامنة والخمسون التي يزورها البابا فرنسيس، وسيرافقه في هذه الزيارة الكاردينال بيترو بارولين أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان؛ الكاردينال لويس أنطونيو تاغل عميد دائرة البشارة؛ الكاردينال ليوناردو ساندري عميد دائرة الكنائس الشرقية؛ الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غيكسوت عميد دائرة الحوار بين الأديان؛ الكاردينال كورت كوخ عميد دائرة تعزيز وحدة المسيحيين، وكذلك المطران إدغار بينيا بارا، وكيل الشؤون العامة في أمانة سرِّ الدولة، والمطران بول ريتشارد غالاغر أمين سر الدولة للعلاقات مع الدول والمنظمات الدوليّة.

 

 

شعار الزيارة

 

وحول شعار الزيارة، لفت ماتيو بروني إلى أنّه يتكوّن من علمي مملكة البحرين والكرسي الرسولي على شكل يدين مرفوعتين معًا للخالق في مناشدة من أجل السلام، وترمزان أيضًا إلى التزام الشعوب والأمم باللقاء بروح الانفتاح، وبدون أحكام مُسبقة، كـ"إخوة وأخوات". ثمرة اللقاء الأخوي هي عطية السلام التي يرمز إليها غصن الزيتون في وسط "اليدين".

 

وتظهر في الشعار الكتابة "البابا فرنسيس" باللون الأزرق للإشارة إلى أن الرحلة الرسولية موكلة إلى شفاعة الطوباوية مريم العذراء، المُبجّلة بلقب سيدة شبه الجزيرة العربيّة، ولا سيما في الكاتدرائية التي تحمل الاسم نفسه والتي بُنيَت على أرض قدّمتها مملكة البحرين للكنيسة الكاثوليكية، وقد تم تكريسها في العاشر من كانون الأول عام 2021. في تلك المناسبة بالتحديد، وجه البابا فرنسيس رسالة سلّمها الكاردينال تاغل، إلى الملك الذي رد معربًا عن "رغبته الكبيرة في أن يرى يومًا ما الحبر الأعظم في البحرين".

 

 

برنامج الزيارة

 

وأشار إلى أنّ البرنامج يشتمل على 7 لقاءات عامة، وسيلقي البابا فرنسيس في المجموع 6 خطابات.

 

وسيغادر يوم الخميس في 3 تشرين الثاني من مطار فيوميتشينو في العاصمة الإيطاليّة روما ليصل إلى مطار الصخير الدولي حيث سيتم الاستقبال الرسمي. بعدها سيلتقي قداسته الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير حيث ستتم بعدها ستتمُّ مراسم الاستقبال الرسمي وسيلتقي الحبر الأعظم بالسلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.

 

أما يوم الجمعة 4 تشرين الثاني سيتوجّه البابا فرنسيس صباحًا إلى مجمّع قصر الصخير في ساحة الفداء حيث سيشارك في اختتام منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ. وعند الساعة الرابعة من عصر الجمعة سيلتقي بشيخ الأزهر أحمد الطيب وأعضاء مجلس حكماء المسلمين، ليتوجه بعدها إلى كاتدرائيّة سيّدة شبه الجزيرة العربية ليشارك في لقاء مسكوني وصلاة من أجل السلام.

 

أما يوم السبت 5 تشرين الثاني سيحتفل البابا فرنسيس بالقداس الإلهي عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا في استاد البحرين الوطني، وعند الساعة الخامسة من عصر السبت سيلتقي الشباب في مدرسة القلب الأقدس في عوالي. وصباح يوم الأحد 6 تشرين الثاني سيلتقي الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الراعويين في كنيسة القلب الأقدس في المنامة؛ ليتوجه بعدها إلى مطار الصخير الدولي حيث ستتمُّ مراسم الوداع الرسمي قبل أن يغادر عائدًا إلى إيطاليا.