موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠١٥
البابا: الأجهزة الذكية والتلفاز خلال المائدة "تقتل أوقات العائلة"

الفاتيكان - أبونا وإذاعة الفاتيكان :

قال البابا فرنسيس، خلال مقابلته العامة مع المؤمنين، اليوم الأربعاء، في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، إن "العائلة التي لا يأكل أفرادها معاً، أو خلال جلوسهم على المائدة لا يتحدّث أفرادها مع بعضهم البعض بل يشاهدون التلفاز أو الهواتف الذكيّة فهي ليست بعائلة".

واستهل البابا تعليمه الأسبوعي بالقول "سنتأمل اليوم حول ميزة خاصة للحياة العائلية يتعلمها المرء منذ سنين حياته الأولى: المشاركة، أو القدرة على مقاسمة خيور الحياة ونكون فرحين بقيامنا بذلك العمل. أن نتقاسم، ونعرف كيف نتقاسم، هو فضيلة ثمينة، علامتها وأيقونتها هي العائلة المجتمعة حول المائدة البيتية. إن مقاسمة الطعام، وبالتالي مقاسمة المشاعر والأخبار والأحداث أيضاً، هي خبرة أساسية".

وتابع "إن المشاركة هي ميزان أكيد لقياس صحّة العلاقات: فإن وجد في العائلة أمر ليس على ما يرام، أو جرح مخفيّ، يمكننا فهمه بسرعة خلال جلوسنا على المائدة. إن العائلة التي لا يأكل أفرادها معاً، أو خلال جلوسهم على المائدة لا يتحدّث أفرادها مع بعضهم البعض بل يشاهدون التلفاز أو الهواتف الذكيّة فهي ليست بعائلة. وعندما يكون الأبناء على المائدة منشغلين بالكومبيوتر أو بالهاتف ولا يصغون إلى بعضهم البعض هذه أيضاً ليست بعائلة وإنّما نزلٌ أو فندق. فالمسيحية تملك دعوة خاصة للمشاركة، فقد كان الرب يسوع يعلّم على المائدة، كما اختار المائدة ليسلم للتلاميذ وصيته الروحية المرتكزة على العمل التذكاري لتضحيته".

وأضاف الحبر الأعظم "في زمننا هذا المطبوع بالكثير من الانغلاقات والجدران، تصبح المشاركة، التي تولد في العائلة وتمتدّ بفضل الافخارستيا، فرصة أساسيّة. يمكن للافخارستيا وللعائلات التي تتغذّى منها أن تنتصر على الانغلاق وتبني جسور الاستقبال والمحبّة. نعم، إنّ إفخارستية كنيسة من العائلات القادرة على إعادة خمير المشاركة الفعّال والاستقبال المتبادل، هي مدرسة إدماج بشريّة لا تخاف من المواجهة. لا وجود لصغار وأيتام، ضعفاء ومجروحين، مُحبَطين ويائسين ومتروكين لا يمكن لمشاركة العائلات الافخارستية أن تغذّيهم وتطعمهم وتحميهم وتستقبلهم".

تابع البابا فرنسيس يقول "إن العديد من الأطر الاجتماعية اليوم تضع العوائق في وجه المشاركة العائليّة. لذا ينبغي علينا أن نجد الطريقة لاستعادتها: فعلى المائدة نتكلّم مع بعضنا البعض ونصغي إلى بعضنا البعض. لا وجود للصمت، أعني ذلك الصمت الذي ليس صمت المحصّنات وإنّما صمت الأنانيّة: كلّ فرد منهمك بأموره، أو بالتلفاز أو بالكومبيوتر، ولا أحد يتكلّم مع الآخر. هذا الصمت غير مقبول! ينبغي أن نستعيد المشاركة العائليّة ونجعلها تتأقلم مع الأزمنة".