التقى مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب رفعت بدر، وأستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور عامر الحافي، وفدًا شبابيًا من مؤسسة Philos Project الذي يهدف إلى زيادة الشراكة المسيحية ووعي المواطنين في الغرب على قضايا الشرق الأوسط.

واستعرض الأب بدر تاريخ الحضور المسيحي المشرف في الأردن، والعلاقات الطيبة التي تربط المسيحيين والمسلمين، في وعاء المواطنة الحاضنة للجميع. وحول ما يحدث في بلدان متعددة، قال الأب بدر إن "الدين قد استخدم في الآونة الأخيرة كجزء من المشكلة والصراع، وقد آن الأوان لأن يعود إلى استخدامه الأساسي، وهو أن يكون خادمًا للحقيقة والمحبة والخير". وتطرق الأب بدر إلى المبادرات الأردنية الرسمية في مجال الحوار وتعزيز العيش المشترك، كما تحدث عن إسهام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الشخصي بهذه الاتجاه، ودعوته في عام 2013 إلى مؤتمر دولي خاص لمناقشة التحديات التي تواجه العرب المسيحيين، وكذلك تطرق إلى ما قامت وتقوم به الكنائس المسيحية، وبالأخص عبر جمعية الكاريتاس الخيرية، في مجال خدمة المهجرين والنازحين عن بلدانهم.

وقال الدكتور حافي، إن الآمال كبيرة اليوم على النهاية الوشيكة لتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية، وبخاصة في الموصل التي نأمل بعودة المهجرين إليها وإلى سائر المدن والقرى. فالشرق الأوسط، والموصل مثالاً، هو واحة حوار بين المسلمين والمسيحيين، ولا نستطيع أن نتوصر شرقًا أوسط خارج هذا الإطار. وقال إن من يدعون الدين بأنه يمكن أن يكون سبب خصام وعنف هم خارج إطار الدين، وأن الدين لا يمكن له أن يتسامح مع العنف والقتل وترويع الناس.

وجرى نقاش موسع بين الضيفين والشباب المشاركين القادمين من الولايات المتحدة وبلدان أوروبية وأميركا الجنوبية، ويهدفون من هذه الزيارة إلى تنشئة القيادات المسيحية الشابة، وإلى زيادة الوعي على أوضاع الشرق الأوسط. وزار الوفد كنيسة اللاتين في ناعور، ومزار سيدة لورد، والتقى بوزيرة السياحة والآثار لينا عناب، كما كان لهم في اليوم السابق زيارة إلى مخيم الزعتري، واطلعوا على الخدمات المقدمة للأخوة المهجرين من سوريا.