موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٥ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣

يوسف يُعرّف نفسه إلى إخوته

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
يوسف يُعرّف نفسه إلى إخوته

يوسف يُعرّف نفسه إلى إخوته

 

يواصل الأب منويل بدر سرد سفر التكوين شعرًا متناولاً اليوم الفصل 45:

 

 

لَقَدْ فَاضَ الكَأْسُ وَطَفَحْ! فَلَمْ يَتَمالَكَ يوسفُ مِنَ الصُّراخِ والتصريح

قالَ أخْرِجوا كُلَّ غَرِيبٍ هُنا بَعْدها صاحَ أنا يوسفُ أخوكُمُ الصحيح

 

هَلْ أَبى لا يَزالُ حيّاً وانْتَحَبَ فَسَمِعَتْ كُلُّ مِصْرَ على رأْسِها فرعون

تَسَمَّرَ إِخْوَتُهُ ووقفوا كأصنامٍ في غَيْبوبَةٍ فَقالَ لَهُمْ تَقَدَّموا يا محبوبين

 

صدِّقوني أنا يوسفُ الّذي بِعْتُموهُ للْمِصريّينَ فلا تَكْتَئِبوا أَنَّكُمْ بعتُموني

فأَنْتُمْ ما بِعْتُموني بَل الله أَرْسَلني قُدّامَكُمْ حتّى لسِنِيِّ المَجاعَةِ تجدوني

 

ألا أسْرِعوا الآنَ إلى أبي وأخْبِروهُ ابْنُكَ يوسفُ حيٌّ يجبُ أن تراه

كذا قالَ ابْنُكَ يوسفُ قَدْ جَعَلَني الله سَيِّداً للْمِصْريّينَ وكان الله معاه

 

سَتُقيمُ أَنْتَ وبنوكَ وبنو بنِيكَ وغَنَمُكَ وبَقَرُكَ وكُلُّ ما لَكَ في جاسان

وتكونُ قَريباً مِنّي أَنْتَ وإِيّاهُمْ وأَعولُكُمْ هُنا فهذا كُلُّهُ مِنَ الله إحسان

 

بَقَتْ خمسُ سِنينَ جُوعٍ لا يَدْري النَّاسُ فيها كَيْفَ يُمْضونَها بسلام

وأَمّا في مِصْرَ فَقَدْ رَأَيْتُمُ الْخَيْرَ والجَميعُ سَيُقَدِّمونَ لَكُمْ كُلَّ احترام

 

ثُمَّ تَقَدَّمَ إلى بنيامينَ أَخِيهِ بالْلَحْمِ والدَّمِ وارْتَمى على عُنُقِهِ وبكى

بالمِثْلِ اهْتَزَّ شُعورُ بنيامينَ بعُروقِهِ فبكى مُرّاً ولكنّهُ ما اشتكى

 

سَمِعَ فرعونُ بالخَبَرِ فَحَسُنَ ذَلِكَ في عَيْنيهِ حتّى قَبْلَ أَنْ يراهم

قالَ ليوسفَ حَمِّلْ دَوابَهُمْ بالْخَيْراتِ ولْيَرْجَعوا وأَبوكَ برضاهم

 

حِينَ عَوْدَتِهِمْ أَسْكِنْهُمْ أَرْضاً واسِعَةً بلا حُدودٍ لَهُمْ ولأجيالهم

مِصْرُ على وُسْعِها وخِصْبِها لَهُمْ فَلْيُغْنوها بأَبْنائِهِمْ وأشغالهم

 

أمَّنَهُمْ يوسفُ لِطَريقِ الْعَوْدَةِ بالزَّادِ والزُّوّادَةِ والثِّيابِ والمال

أَخْبَروا والِدَهُمْ أَنَّ يوسفَ ما زالَ حيّاً وَهْوَ بانْتِظارِهِمْ للحال

 

 

يعقوب يرحل إلى مصر

 

تَشَجَّعَ يعقوبُ للنُّزولِ فَوْراً فَجَمَّعَ أبناؤُهُ كُلَّ مُمْتَلَكاتِهِمْ وهمّوا للرحيل

وفي بئرِ السَّبْعِ بَنُوا هيكلاً وتراءى الله ليعقوبَ يُذَكِّرُهُ باسْمِهِ اسرائيل

 

وأَرْسَلَ يعقوبُ يهوذا قُدَّامَهُ إلى يوسفَ لِيَدُلَّهُ على أرضِ جاسان

شَدَّ يوسفُ على مَرْكَبَتِهِ وصَعَدَ ليُلاقي إسرائيلَ القادِمَ مِنْ كنعان

 

فلَمّا وَقَفَ أمامَهُ ارْتَمى على عُنْقِهِ فَوْراً وبَكى بُكاءً مُرّاً طويلا

قالَ إسرائيلُ ليعقوبَ دَعْني الآنَ أموتُ فَقَدْ رَأَيْتُ وَجْهَكَ النبيلا

 

قالَ يوسفُ لإخْوَتِهِ أَنا الآنَ ذاهِبٌ إلى فرعونَ أُخْبِرْهُ بوصولكم

وأقولُ لَهُ أَنْتُمْ رُعاةٌ وأَصْحابُ أَغْنامٍ لِيُخْبِرَ المصريّينَ فيقبلوكم

 

إنْ سَأَلَكُمْ فرعونُ ما وظيفَتُكُمْ قولوا نَحْنُ رعاةُ أَغْنامٍ مِنْ أَبٍ وَجَدْ

فَرِعايَةُ المواشي عِنْدَ المصريّينَ غَيْرُ مَقْبولَةٍ وَلَوْ كانَتْ وظِيفَةَ كَدْ

 

ظَهَرَ فرعونُ فَسَأَلَهُمْ ما حِرْفَتُكُمْ قالوا عبيدُكَ رُعاةُ مواشي وأغنام

جِئْنا بِها مَعْنا إِذْ ما عادَ لها مِنْ مَراعيْ بَعْدَ المَجاعَةِ في بلادِ الشام

 

قالَ فرعونُ ليوسفَ هذي أَرْضُ مِصْرَ أَمامَكَ فاخْتَرْ لَهُمْ أخْصَبَها

وإِنْ وَجَدْتَ بَيْنَهُمْ رُعاةً ماهِرينَ فَلْيَعْتَنوا بِمواشِيَّ فَهُمْ مِنْ صَحْبَها

 

وكَبُرَتِ المَجاعَةُ في أَرْضِ مِصْرَ وكنعانَ إلا في قَصْرِ فرعَوْن

فَجَمَّعَ يوسفُ أَمْوالاً طائِلَةً مِنْ مِصْرَ وضواحيها لِخَزينَةِ العَوْن

 

ولَمّا نَفَذَ مالُ المِصريّينَ أَصرُّوا على يوسفَ أن يَشْتَري أنْفُسَهُمْ

ويُقيمَهُمْ عَبيداً عِنْدَ فرعونَ لِيَحْصَلوا على الخُبْزِ فيَحْيا أولادُهُمْ

 

وطلبَ فرعونُ يوماً مِنْ يوسفَ أَنْ يزورَهُ أبوهُ الشّيْخُ السّاكِنُ بعيدا

فلمّا حَضَرَ سألهُ كَمْ هِيَ أيّامُ سِنِّيِّ حياتِكَ وهَلْ كُنْتَ فيها كُلِّها سعيدا

 

قالَ أيّامُ سنّيِّ إقامَتي على أرضِ أجْدادي هِيَ مِئَةٌ وثلاثونَ سنةً كاملة

أفْراحُها كانَتْ قليلةً وأَمّا الحزينةُ لآبائي فَهْيَ كثيرةٌ ومَعَ شعبيْ شاملة