موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٧ مارس / آذار ٢٠٢٤

المسيرة في البرّية وعين موسى

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
المسيرة في البرّية

المسيرة في البرّية

 

يواصل الأب منويل بدر سرد سفر الخروج شعرًا:

 


المسيرة في البرّية وخبز المن (خر 16)

 

بعدَ هذا التّحريرِ الْمُقْنعِ لِصِدقِ الله قادَ موسى شَعْبَ الله بنجاح

وُجْهَتُهُمْ وصولُ أَرْضِ أجدادِهِمِ الّتي تَدُرُّ لبناً وعسلاً بارتياح

 

لكنَّ الطّريقَ إلى هناكَ كانَت مليئةً بالعَقَباتِ مسالكُهُا مُعَروَجة

لا ماءُ ولا غذاءُ في صحراءٍ قاحِلَةٍ فيها المخاطِرُ غيرُ مُسيَّجة

 

مَنْ لا يَفْهمُ تذمُّرَ الشَعبِ بعدَ مسيرتِهِ أيّاماً تحتَ حَرِّ الشمس

لا قوتُ لا ماءُ لا ظِلُّ لا مُعينُ لا عزاءُ لا رجاءُ إلا الهمس!

 

راحَ الشّيوخُ يتذمَّرونَ لموسى مِنَ العَطَشِ والجوعِ عندهُم

وعند مواشيهِمْ لو بقينا عندَ قُدورِ الّلحمِ لما متنا مِنَ ظلمهم

 

فقال الربُّ لموسى قُلْ لهُمْ ها أنا مُمْطِرٌ لكمْ خُبزاً مِنَ السماء

الْتَقِطُوهُ يوماً بيومٍ وأمّا في اليومِ السّادسِ فَيَنْزِلُ ضِعْفُهُ مساء

 

ربُّكمْ قالَ في المساءِ تأكلونَ لَحْماً وفي الصّباحِ تلتقطون المن

لكنْ مَنِ التقطَ أكْثرَ مِمّا يحتاجُ وأَبْقاهُ إلى الغَدِ فسيُصيبُه العفن

 

هذا الخبزُ أعطوهُ اسمَ المَنِّ لأنَّ الله مَنَّ به على الشَّعْبِ ليحيوا

وبأمْرِ الربِّ لموسى مَلَؤُا جَرَّةً مِنْهُ لِحِفظِها تُرافقُهُمْ لئلا ينسوا

 

هذا وأَكلَ إسرائيلُ المنَّ أربعينَ سنةً طَعْمُهُ كان كَقَطائِفِ العسل

وَهْوَ رمزٌ للمَنِّ الحقيقيِّ الّذي به سيُغذِّينا المُرْسَلُ مِنَ الله الحمل

 

 

عين موسى: الله يخرج ماء من الصخرة (خر 17)

 

خُطْوَةً خُطْوَةً تغَلْغَلَ الشَّعبُ في الصّحراءِ اليابِسَةِ حيثُ لا ماء

خاصَمَ الشّعبُ موسى أعْطِنا ماءً نَشْربُ وإلا مُتنا تحت السماء

 

فصرخَ موسى إلى الربِّ قائلا ماذا أصنعُ لهذا الشَّعبِ العطشان

قال الربُّ لموسى خذْ عصاكَ الّذي ضرَبْتَ به النَّهْرَ أمام العيان

 

اضْرِبْ بها الصّخْرةَ الّتي أُريكَ أمامَ الشّيوخِ فيخرُجَ نَبْعٌ غزير

مِنْهُ يشربُ الشّعْبُ والحيوانُ غَرْفاً واسْمُ المكانِ مَرِيبَةُ أي مثير

 

 

عين موسى (من حياة يسوع رقم 10)

 

موقِعُ عَيْنِ مـوسى في الصّخْرِ كـانَ رائعْ

إلى أنْ حَكَمَ المِنطقَةَ مُتعصِّبٌ للدّينِ شائعْ

 

حَوَّلَ مكانَ النّبْعِ إلى جامِعٍ بمآذِنَ رسميَّه

يَسِيلُ ماؤُها داخِلاً كَبِئْرِ زَمْزَمَ بالسّعوديّه

 

فما عادَ للسَّائِحينَ أَيُّ حقٍّ بالصّلاةِ العلنيَّه

فـِي الْباصِ فقطْ تَسْمَعُنا نُرنِّمُ تراتيلَ دينِيّة

 

فجأةً ظَهَرَ عمالقةٌ أمام إسرائيلَ فاختارَ موسى ويشوعُ رجالَهم

لمُجابهتِهِمْ وأَخذَ موسى عصاهَ ووقِفُ يصلّي على التّلّةِ حَيالَهم

 

ودارَ القِتالُ فكانَ إذا رفعَ موسى يدَهُ تمَّ النَّصْرُ لِبني إسرائيل

أمّا وإنْ تَعِبَ وحطَّها غَلَبَ العمالقةُ فبنوا لرَفْعِها مَمْسَكاً ثقيل

 

ثُمَّ وضعوا له مَقْعداً كيْ لا تخورَ قِواهُ جلسَ عليه حتّى الغروب

فهزمَ يشوعُ قَوْمَ العمالقةِ فأَعْلنوا اسْتسلامَهُمْ بَلْ لجاءوا للهروب

 

وقال الربُّ لموسى أُكتبْ هذا ذكراً في كتابٍ ولِيَعْلَمْ به الجميع

سأَمحو ذِكْرَ العماليقِ تحتَ السَّماءِ أمّا الحربُ فتبقى بلا توقيع

 

ولمّا سمع يترو كاهنُ مِدينَ بِكُلِّ ما صنعه الربُّ على يدِ موسى

يترو هو حماهُ لموسى أّخذَ عائلتَهُ وأتى لزيارتِهِ فكانَ لقاءٌ يُرْوَى

 

وَجَدَهُ في خيمةٍ فأخْبرهُ بما صنعَ الربُّ لِيُخْرِجَ شعبَهُ مِنَ العبوديّة

لذا قاما ببناءِ هيكلٍ وأقاما مُحْرَقَةً وذبائِحَ قدَّماها وأَكلا مِنْها سويّة