يعقوب يستعد للقاء عيسو

 

يتابع الأب منويل بدر سرد سفر التكوين شعرًا، متناولاً اليوم الفصل الـ32:

 

 

قالوا لا أَصْعَبَ مِنْ إِصْلاحِ الشِّقاقِ بَيْنَ الإِخْوَةِ والأحباب

فالْحِقْدُ جالِسٌ في الْعُمْقِ والنّسيانُ غَيْرُ وارِدٍ لِعِدَّةِ أسباب

 

مَضَتِ السُّنونُ على اخْتِلاسِ البَكورَةِ من عيسو إلى يعقوب

فصارَتِ التَّسْمِيَةُ يعقوبُ وعيسو هذا خِلافٌ لِمَنْطِقِ القلوب

 

أَرْسَلَ يعقوبُ رُسْلاً لعيسو يُخْبِروهُ بِعَوْدَتِهِ إِلى أَرْضِ كنعان

قولوا لهُ إِنَّهُ أقامَ حتّى اليومَ بِحارانَ فَهَلْ لهَ الآنَ عندَكَ مكان

 

رَجَعَ الرُّسْلُ بِأَخبارٍ لا تُوحي بالأمانِ ولا بالاطْمِئْنانِ إذ قالوا

لا حُظْوَةَ لَكَ بِعَيْنيهِ هُوَ قادِمٌ لملاقاتِكَ مَعْ أَرْبَعْمِئةِ رَجُلٍ نقلوا

 

أصابَهُ الهَلَعُ وتَوَقَّعَ الأَسْوأَ مِمّا نَقَلوا لهُ فلا بُدَّ مِنْ عِدَّةٍ وعَتاد

ابْتَدأَ بِتَقْسيمِ الأغنامِ والمواشي أَرْتالاً ولِرُعاتِها أَعْطى إرشاد

 

قَسَّمَهُمْ لِرِتْلَيْنِ إِثْنَينِ كُلُّ رِتْلٍ في اتِّجاهٍ وفي أَوْقاتٍ تختلف

قالَ إِنْ خَرَجَ عيسو على رِتْلٍ فَضَرَبَهُ يَنْجى الثاني بشرف

 

ثُمَّ رَكَعَ فَصَلَّى لإلهِ إبراهيمَ وإلهِ إسحقَ الَّذي أَمَرَهُ بالرجوع

يا مَنْ أَمَرْتَني بالعودَةِ مِنْ حارانَ نَجِّني مِنْ عيسو الموجوع

 

إِنّي أخافُ أَنْ يَضْرٍبَني ويَهْفيني فَمَنْ سيعتني بعدي بنسلي

فَهَلْ سيتم له أَمَا كُنْتَ قُلْتَ شَعْبُكَ يَنْمو كَنَجْمِ الْبَحْرِ والرَّمْلِ

 

في الصّباحِ قَسَّمَ أَغْنامَهُ وكانَتْ لا تُحصى بَيْنَهُ وبَيْنَ عيسو

فَرَّقَها على نَوْعِها بَيْنَ الرُّعاةِ قالَ إِنْ لاقاكُمْ عيسو لا تعصو

 

أَمّا هُوَ فبقى بَيْنَ نِساءِهِ وأولادِهِ ومُتْعَباً ارتَمى في الفراش

وإذا بِرَجُلٍ يَقٍفُ جانِبَهُ يُصارِعُهُ الليلةَ كُلَّها مِثْلَها ما عاش

 

وعِنْدَ الشُّروقِ حينَ حاولَ المُصارِعُ أَنْ يَخْتفي تَحْتَ الظلام

لَمْ يَتْرُكْهُ يعقوبُ حتّى يُخْبِرْهُ ما اسْمُهُ فكَسَرَ ظِلْعَهُ دون كلام

 

أَمْسَكَ بهِ يعقوبُ وقالَ لا تَتْرُكْني أو تُبارِكْني وتقولُ ما اسمُكْ

قالَ أنْتَ صارَعْتَ الله فَمِنَ اليومِ تُدْعى إسرائيلُ الّذي يباركُكْ