موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٧ يوليو / تموز ٢٠٢٣

يعقوب يختلس بركة عيسو

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
يعقوب يختلس بركة عيسو

يعقوب يختلس بركة عيسو

 

يتابع الأب منويل سرد سفر التكوين شعرًا، متناولاً في هذا المقال السفر الـ27

 

 

قالَ المَثَلُ ما دائِمٌ إلّا الله أمّا نَحْنُ خَليقَتُهُ فلا بُدَّ مِنَ الموت

إسحقُ شَعَرَ بِانْتِهاءِ حَياتِهِ فَما عادَ يَرى ولا يَسْمَعُ الصوت

 

نادى ابْنَهُ الصّيادَ عيسو قالَ ألا اذْهَبْ واصْطَدْ لِيَ ما طاب

أَعِدَّه لي أكْلاً شَهِيّاً فتُبارِكُكَ نَفْسي أَنْتَ بِكْري وسَنَدُ الأحباب

 

سَمِعَتْ رِفْقَةُ فنادَتْ يَعقوبَ وأَخْبَرَتْهُ ما في بالِ والِدِهِ الشيخ

قالتْ لهُ أَلا اسْرِعْ واحْضِرْ لي جَدْيَيْنِ أُعِدُّهُما كَأَحْسَنِ طَبْخ

 

أبوكَ لا يَرى ولِلَّمْسِ عِنْدَنا حيلَةٌ لِتُصْبِحَ شَعُوراً كَعِيسو أخوك

فَتَحْصَلَ أنْتَ على بَرْكَةِ يهوى فَتَبْقى أَنْتَ المُفَضَّلُ بَيْنَ الملوك

 

بِوَقْتٍ قَصيرٍ كانَ طَعامُ اسحقَ المُفَضَّلُ جاهِزاً على طَبَقٍ لامع

ويعقوبُ قَدْ لَفَّ على عُنْقِهِ وصَدْرِهِ وذِراعَيْهِ جِلْدَ الغَنَمِ الخادع

 

والدي إسحقُ! أَلا كُلْ واشْبَعْ وبارِكْني فلا يَمَسّني ونَسْلي سوء

اسْتَغْرَبَ إسحقُ مِنْ سُرْعَةِ الصّيْدِ فقالَ يعقوبُ أنا صيّادٌ كفوء

 

لَكِنَّ اسحقَ داخَلَهُ شَكٌّ فسأَلَ قُلَ هَلْ أَنْتَ فِعْلاً بِكرِيَ عيسو الصياد

لَمَسَهُ فقالَ الشَعْرُ شَعْرُ عيسو أَمّا الصّوتُ فَعَنْ صَوْتِ عيسو حاد

 

بالتّالي قَبَّلَهُ فاشْتَمَّ عليهِ رائِحَةَ مَلابِسِ عيسو فَأَغْدَقَ عليهِ البركة

لِيُعْطِكَ الله مِنْ نَدى السَّماءِ وزَخْمِ الأَرْضِ خُبْزاً وخَمْراً مشترَكة

 

وتَخْدُمْكَ الشُّعوبُ وتَسْجُدُ لَكَ الأُمَمُ وتكونُ سَيِّدَ إِخْوَتِكَ وبني أُمِّك

لاعِنوكَ مَلْعونينَ ومُبارِكوكَ مُبارَكينَ ولا غَريبُ يَعْتَديْ على دمِك

 

ما أنْ انْتهى مِنْ مُبارَكَةِ يعقوبَ حتَى دَخَلَ عيسو ومَعْهُ أَحْسَنُ اللحوم

لِيَقُمْ أبي ويأكُلَ مِنْ صَيْدِ ابْنِهِ وتُبارِكْني نَفْسُهُ فَتَحِلَّ عَليَّ بَرْكَتُهُ وتدوم

 

مَنْ أنْتَ سَأَلَ إسحقُ؟ أنا ابنُكَ البِكْرُ عيسو فقالَ إسحقُ خَدَعَني يعقوب

نالَ هُوَ بَرْكَةَ الأَجْيالِ فما أَنْتَ البِكْرُ بَعْدُ ولا يهوى يَحْمي لَكَ الدروب

 

بَكى عيسو إِذْ سَلَبَهُ يعقوبُ البَكورَةَ مَرَّتَيْنِ فقالَ أما بَقى لِيْ مِنْ عزاء

اَفلِأَنَّهُ يعقوبُ قَدْ تَعَقَّبَي وأَخَذَ بَرْكَتي أَمَا عِنْدَكَ مِنْ كِلْمَةٍ تكون الدواء

 

فَصَمَتَ اسحقُ وبكى عيسو إذ سمع: بَعيداً عَنْ دَسَمِ الأَرْضِ مسكنُك

بسَيْفِكَ تَعيشُ وخادِماً لأَخيكَ تَكونُ ولا تَأْمَلُ أنْ يَبْقى بَيْتُهُ هو موطنُك