ميلاد يسوع في بيت لحم وبشرى الميلاد للرعاة

 

أمّـــا أَنْــتِ يـا مدينــةَ بيتَ لحمَ الصَّغيــــــــــــــره

مَــقــامُــكِ ودَوْرُكِ جَــعَـــلاكِ لــلــتّــاريـــخِ شــهِــيَـــــــــــره

 

بِـــأَمْــــرٍ مِنْ أغـــســـطـــــسَ الـــحــــاكِمِ الــمُــخــيــــــــــــــف

صــــــدرَ أَمْــــــــرُ الـــجِـــبـــايـــــــةِ الـــجــــديــــدِ الـــسّــخــيــــــــف

 

كُــلُّ مِنْ لَهُ علاقةً مَعْكِ أَوْ مولودٌ فيــــــــــــكِ

لِيَـــعُـــــدْ هُــنـــا لــيُـــحْـــصَـــــى قـــريـــبــاً مَعْ مُواطِنيــــــــــكِ

 

يوسفُ النَّجَّارُ مَعْ خِطِّيبَتِهِ مريمِ البتــــــــــــــول

ما تَوانوا لمّا سَمِعوا بالأَمْرِ القـاسي المهول

 

تَرَكُوا النّاصِرَةَ واتَّجهُوَا سريعاً إلى يهوذا

هُـــمْ مِنْ سِـبْطِ داؤودَ ومـــا للأَمرِ شُـــــــــــــــذوذا

 

الـمـــديــنـــةُ صـــغـــيـــرةٌ تَــكْـــفِــــي لِأَهْــلها الأصــلــيّـيــــــــن

لَكِــنَّـــهــــا ضاقَتْ بالضُّيوفِ فيـها والقادِمِيـــــــــــن

 

يوسفُ كـان يَتَذَكَّرُ هُنَاكَ بَعْضَ الأقــــــــــــارب

ولَكِنْ لا ننسى أنّــهُ كـــانَ عَنْهُمْ زمنــاً غــــــــــــارِب

 

فلَمْ يَتذكَّروهُ وهكذا لَمْ يَجِدْ عِنْدَهُمْ مـــــــــــأَوْى

فَجالَ فـــي السّوقِ ساعاتٍ يسألُ دونَ جَـــدْوى

 

لكــنَّهُ لَمْ يُفلِحْ بوجودِ أيِّ مَسْكَـــنٍ ولَو كــانَ بسيــــــط

وفـي الفنادِقِ لَمْ يعثُرْ على جواب ٍحتّى عَنْ وسيـــــط

 

فبالتّالي أشارَ عليهِ أَحَدَهُمْ بِلا ثُمَنٍ قُبـولِ مغـــــــــــــــــاره

قالوا كـانتْ مُدّةً مأَوْىً لِمَواشيْ ورُعاةِ  كُـلِّ الحـــــــــــاره

 

وفـي تلكَ اللّيلةِ المُباركَةِ البارِدَةِ تمَّتْ إرادَةُ القديـــــــر

أصابَ مريمَ المُخاضُ كَكُلِّ أمٍّ فولدتْ ابنَها الشَهيــــر

 

قَمَّطَتْهُ بِمنديلِها وَفِيْ مِذودِ الأغْنـامِ وَضَعَتْهُ للمنـــــام

وراحَتِ الملائكةُ تُرفرِفُ فوقَهُ بكلِّ حبٍّ وكُلِّ إحترام

 

 

بشرى الميلاد للرّعاة

 

فـي تلكَ الضّاحيةِ النّائِيَةِ كـانَ رُعاةٌ كــثيــــــــــــرين

حَـْولَ أَغْنامِــهِــمْ وخرافِهمْ فـي العَراءِ ساهــــــــــــــرين

 

كــانَتْ تِلْكَ اللّيْلَةُ حقّاً مِنْ أبْرَدِ وأَطْوَلِ الَّليالـــــــي

نُــجُــومُــهــا اخْــتَــفَـــتْ خَــلْــفَ غُــيـومٍ ورِيـحُـهـا شَـمـالـــــي

 

فَفجأَة أحَـاطَــهُــمْ نورٌ غريـــبٌ فِـــيْ ظُـــلْــمَــةِ اللّيــــــــــــــــل

سَــمِــعُــوا صــوتَ الـمــلائِـكَـةِ فَوْقَــهُــمْ يُــنـشِـدُ القَـــــــــول:

 

المجدُ للَهُ فـي العُلى!  ها أمامَكم فـي بيتَ لَحِـــــــم

مَسْقِطِ  داؤودَ  حَدَثَتْ أُعجوبَةٌ تفــوقُ الفَهِــــــــــــــــم

 

نُبشِّرُكم مِنْ فوقُ بِـفَرحٍ كبـيرٍ ليسَ مثلُهُ عظيــــــمْ

قـدْ  وُلِدَ لكُمُ اليومَ هناكَ فــي مِذودٍ  النبـــيُّ الكريـــــم

 

للتَّو نـهضوا حَمَلُوا خِرافاً لَهُ هدايا علـى الأكْتـــــــــاف

وقادَهُمُ النّجمُ فـي بيتِ لحمَ إلــى أَحـَدِ ألأكْــــهـــــــــاف

 

فوجـدوا فيهِ طِفْلاً مَعَ مريمَ ويوسفَ كما قـالَ المـــــلاك

فَسَجدوا لَهُ ثُمَّ أَخْبَروا مريمَ بِما قِيلَ وسَمِعوا هُنـــــــــــاك