مولد اسحق وطرد هاجر وإسماعيل

 

يواصل الأب منويل بدر سرّد سفر التكوين شعرًا، متناولاً اليوم الفصول التاليّة (تكوين 20-21):

 

 

هذا وافْتَقَدَ الرّبُّ سارةَ في شَيْخوختِها كما قالَ لها وحبلت

وولداً لإبراهيمَ في شيخوخَتِهِ وَلَدَتْ فاعْتلى شأنُه واعتلت

 

فسمّى إبراهيمُ ابنَهُ البِكْرَ المولودَ مِنْهُ ومِنْ سارةَ اسحق

وطِبْقاً لِلْعَهْدِ خَتَنَهُ في اليومِ الثّامِنِ إنَّ تَتْمِيمَ عَهْدِ الله حق

 

إبراهيمُ كانَ ابْنَ مِئَةِ عامٍ لمّا وُلِدَ اسحقُ المضحوكُ منه

وما وَلَدَتِ امْرأةٌ بهذا العُمْرِ إلاّ بِأُعجوبَةِ الله لِتُخْبِرَ عنه

 

سارةُ تَهَلَّلَتْ وفَرِحَتْ وتَعَجَّبَتْ مَنْ قالَ إِنَّي سَأُرْضِعُ ابننا

لو لَمْ يَتَدَخَّلَ يهوى ويُتَمِّمَ وعْدَهُ لنا ولِنَسْلِنا في شيخوختنا

 

فَلَكَ الحَمْدُ والشُّكْرُ نَرْفَعُها يا إِلَهَ القُوّاتِ والعجائِبِ السماوية

ولْيَكُنْ ابنُنا في حمايَتِكَ ورِعايَتِكَ تَحْتَ أنْظارِ قُدْرَتِكَ الإلهية

 

ويومَ الفِطامِ أَقامَ إبراهيمُ حَفْلاَ دعا إليهِ الجيرانَ مِنْ كُلِّ حَدَب

ففرحوا وكانتْ هاجرُ وابْنُها هناكَ قَدْ راقَبَتْهُما سارةُ عَـنْ كثب

 

ابراهيمُ قد حانَ الوقْتُ أنْ تُعيدَ هاجرَ وابْنَها لِأَهْلِها بمصر

فمَعْها ومَعِ ابْنِها سيَلْقى ابْنُنا رَفْضاً أما مستقبله فغير مستقر

 

هذا الكلامُ لَمْ يَطِبْ لإبراهيمَ إذْ لإسماعيلَ هُوَ أيضاً الأب

أمّا الله فقالِ لإبراهيمَ اسْمَعْ لِسارةَ تَتَحاشى بِيْنَهُما الحرب

 

مِنِ إسحقَ يكونُ لَكَ نَسْلٌ يَحْمِلُ اسْمَكَ ويصيرُ أباً لأمم

اسماعيلُ يبقى أيضاً ابنَكَ إلاّ أنَّه ُالوِراثَةَ مَعْهُ لَنْ يقتسم

 

هوَ أيضاً سيكونُ أباً لِشَعْبٍ عَظيمٍ أُبارِكُهُ ويبقى مِنْ نسلَكْ

فقامَ إبراهـيمُ باكِراً أَعطاهُما خُبزاً ومـاءً وأَراهُما المسلكْ

 

هامَتْ هاجرُ على وَجْهِها وتاهَتْ وابْنُها في بَرِّيَّةِ بِئرِ السبع

فَأَقْعَدَتْهُ تَحْتَ شَجْرَةٍ وابْتَعَدَتْ لئلا تَراهُ يَموتُ مِنْ حَرٍّ مرتفع

 

وَسَمِعَ الله صَوْتَ الصّبِيِّ فناداها مَلاكُ الرّبِّ: هاجرُ ارجعي

فابْنُكِ لَنْ يموتَ، فرأَتْ نَبْعَ ماءٍ بِالْقُرْبِ مِنْهُ أَلا اسْقيهِ وارْدَعِ

 

فَهْوَ سيكونُ أَباً لِأُمَّةٍ عظيمةٍ وكانَ الله مَعْهُ وكانَ صيَّاداً ماهر

بالتّالي اخْتارَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْنِ نِساءِ الأكابر