موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٣

لقاء يوسف بإخوته

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
لقاء يوسف بإخوته

لقاء يوسف بإخوته

 

يواصل الأب منويل بدر سرد سفر التكوين شعرًا، متناولاً اليوم الفصل 42:

 

ووُلِدَ ابنانِ لموسى الأَوَّلَ أَسْماهُ مَنَسّى إذْ قالَ الله ما نساني

وأمّا الثّاني فأَسْماهُ أفرائيمَ أَيْ في أَرْضِ شقائي الله أغناني

 

هذا وَقَدِ انْتَهَتْ سَبْعُ سِنينَ الشَّبَعِ وبَدَأَتْ سَبْعُ سِنينَ المجاعة

الَّتي حَلَّتْ في كُلِّ بُقْعَةٍ وأَمّا في أَرْضِ مِصْرَ فلا بصراحة

 

ولمّا جاعَتِ الشُّعوبُ وصَرَخَتْ إلى فرعونَ أعطنا خبزا

قالَ اذْهبوا إِلى يوسفَ فَهْوَ الوَكيلُ عِنْدَهُ تَجِدونَ لكم العزا

 

كذَلِكَ وَصَلَتِ المجاعَةُ إلى أَرْضِ كَنْعانَ ولَمْ يَبْقَ مِنْ أمل

إلّا النُّزولُ إلى مِصْرَ كباقي الشُّعوبِ إِذِ الْجوعُ كُلَّهُمْ شمل

 

ولمّا عَلِمَ يعقوبُ أَنَّ مَخازِنَ الحُبوبِ عِنْدَ فرعون له كافية

قالَ لأَبْنائِهِ ألا انْزَلوا إلى مِصْرَ واشْتروا لنا حنطة صافية

 

أَرْسَلَ عَشْرَةً مِنْهُمْ وأَبْقى بنيامينَ المحبوبَ علامَةَ الحذر

قالَ اشْتروا لنا حُبوباً إِذِ الحُصولُ عَلِيْها ولو مَرَّةً قد ندر

 

وَصَلَ أولادُ يعقوبَ أَمامَ الوكيلِ يوسفَ خَرُّوا لهُ ساجدين

هُمْ لَمْ يَعْرِفوهُ وأَمّا هُوَ فَعَرَفَهُمْ بالْمَلامِحِ والأَسْماءِ كاملين

 

قابَلَهُمْ بقَساوَةٍ مُسْتَذْكِراً بالفِكْرِ حُلْمَ السَنابِلِ إِذْ ما هم صدقوه

مَنْ أَنْتُمْ ومِنْ أَيْنَ أَتَيْتُمْ وما أُمْنِيَتُكُمْ فَهُمْ ما كانوا بَعْدُ عرفوه

 

قالوا مِنْ أَرْضِ كنعانَ جِئْناكَ نَشْتَري قَمْحاً فالنَقْصُ كبير

قالَ أَنْتُمْ جواسيسٌ ما جِئْتُمْ لِلْقَمْحِ وإِنَّما لاسْتِطْلاعٍ خطير

 

قالوا لا سيِّدي جِئْناكَ نَشْتري طَعاماً كُلُّنا بَنونٌ لِرَجِلٍ واحد

نَحْنُ اثنا عشرَ صغيرُنا مَفْقودٌ واحِدٌ عِنْدَ أبينا كبيرنا شاهد

 

نَحْنُ صادقونَ وليسَ بَيْنَنا أَيُّ جاسوسٍ مُرْسَلٌ مِنْ كنعان

نَحْنُ نَحْتاجُ قَمْحَ مِصْرَ لِنَبْقى على قَيْدِ الحياةِ هذا الزمان

 

وكُلَّما تَعَمَّقوا في البراهينِ أَنَّهُمْ صادقونَ كُلَّما زادَ المطلب

أَنْتُمْ جواسيسٌ على فرعونَ فَلَنْ أُطْلِقَكُمْ حتّى نَكْشِفَ السبب

 

واحدٌ مِنْكُمْ يعودُ إلى كنعانَ أَمّا أَنْتُمْ فَإِقامَتُكُمْ في سِجْنِ فرعون

حتّى يعودَ ومَعْهُ أَخوكُمُ الأَصْغَرُ وَنَتَأَكَّدَ مِنْ زَعْمِكُم المرهون

 

في الْيومِ الثّالِثِ قالَ يوسفُ اصْنعوا هذا فتبقوا على قَيْدِ الحياة

واحِدٌ مِنْكُمْ يَبْقى عِنْدي وكُلُّكُمْ تعودونَ مَعَ الحِنْطَةِ مَعِ الوصاة

 

أَنْ تأْتوني بأَخيكُمْ إلى هُنا فيَتَحَقَّقَ كلامُكُمْ كما ويُطلَقُ سراحكم

تشاوروا وقالوا هذا الجزاءُ إِذْ لَمْ نَسْمَعْ ليوسفَ لمّا قالَ رحماكم

 

سَمِعَهُمْ يوسفُ فأدارَ الظَّهْرَ وبكى مُرّاً ثُمَّ عادَ وَقَيَّدَ شمعونَ سجينا

وأَمَرَ بِمِلءِ الأَكْياسِ حِنْطاً والمالُ فيها وزَاداً للطّريقِ مَعْه زيتونا

 

لمّا وصلوا يعقوبَ أَخْبروا بِما عاشوا مِنْ تَجارِبَ مُرْعِبَةٍ مِنَ الوكيل

زادَ خَوْفُهُمْ لمّا أَفْرغوا الحِنْطَةَ وجَدوا مالاً وَضَعَهُ لَهُمْ لمّا كانَ يكيل

 

أصابَ يعقوبَ ذُهولٌ وقالَ أَفْقَدْتُموني أَوْلادي لا يوسفُ ولا شمعون

والآنَ بِلا بنيامينَ فأيُّ كارِثَةٍ ذِيْ لِشيخوختي أَما تَشْعُرون ولا تعون

 

تَقَدَّمَ روبينُ قالَ إِنْ لَمْ أَعُدْ بِهِ إليكَ فاقْتُلْ ولدي أنا أَتَعَهَّدُ عَوْدَتَهُ بيدَي

قالَ اسحقُ بنيامينُ لا يَنْزِلُ مَعْكُمْ فَأَخاهُ ماتَ وَهْوَ وَحْدَهُ الباقي عندي