موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢١ أغسطس / آب ٢٠٢٣

لقاء يعقوب بعيسو

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
لقاء يعقوب بعيسو

لقاء يعقوب بعيسو

 

يتابع الأب منويل بدر سرد سفر التكوين شعرًا، متناولاً اليوم الفصول 33 و34:

 

 

ثُمَّ رَفَعَ يعقوبُ الطَّرْفَ فرأى عيسو قادِماً مَعْ أربعمِئَةِ مقاتل

فَفَرّقَ جَميعَ الأَبْناءِ مَعَ الأُمّهاتِ والخادِماتِ وقادَهُمْ كجحافل

 

ارْتَمى يعقوبُ فوراً على رُكْبَتَيهِ وكُلُّهُمْ تَبِعوه خوفاً مِنَ المقاتلين

مَنْ هؤلاءُ؟ سأَلَ عيسو واقْتَرَبَ خُطْواتٍ فقالَ يعقوبُ هُمُ البنين

 

سأَلَ عيسو ماذا أَرَدّتَ مِنْ هذا الحَشْدِ الغَفيرِ قالَ يعقوبُ: رضاك

فَهَلْ ننالُ حُظْوَةً في عَيْنيِّ سيِّدي وَلَكَ هدايانا الثُمَّينَةَ بل ورحماك

 

تصافحا وافْتَرَقا عيسو لسَعيرَ مَعَ رِجالِهِ ويعقوبُ مَعَ نِسوانه

وُجْهَتُهُ شَكيمَ حَيْثُ خَيَّمَ واشترى أَرْضاً فيها بِئْرُ ماءٍ لقطعانه

 

في شكيمَ حَدَثَ ما كانَ في الحِسبانِ أنَّ ابْنَةَ ليئةَ ديْنَةُ الحلوة

خَرَجَتْ للتَّعَرُّفِ على بَناتِ البَلَدِ رآها ابْنُ حمورَ فقادَها خلوة

 

يا لِلْعارِ فَهْيَ لَيْسَتْ لا مِنْ جِنْسِهِ ولا مِنْ دينِهِ فهذا عارٌ مهين

كما وخِزْيٌ لا مَناصَ مِنْ ثَأرِهِ لَيْسَ فَقَطْ مِنْ أَقْرَبِ المقربين

 

بَلْ مِنَ الصَّغيرِ إِلى أَكْبَرِ الكُبَراءِ حتّى يَسيلَ الدَّمُ فَيَنْظَفَ العار

هَبَّ نَسْلُ يعقوبَ وَتَسلَّحوا للْقَتالِ سَمِعَ أَهْلُ حورَ فَتَقَدًّموا للحوار

 

كلٌّ قدَّم حُجَّتَهُ أَهْلُ حورَ اعْتذروا بينما أَهْلُ يعقوبَ اعتبروه استهتار

حُجَّتُهُمُ المُضاجَعَةُ هي فَقَطْ مَعَ قَريبِ الدَّمِ فالدِّينِ لا مَجالُ للاستغفار

 

وَقَبْلَ بِدايَةِ الانْتِقامِ وجَدوا حَلّاً سِرِّياً لا إِراقَةَ فِيهِ للدَّمِ أَوِ الحرب

وَهْوَ القُبولُ بِديانَةِ الآباءِ بِشَرْطِها للختانِ لِكُلِّ الذُّكورِ أَمْرُ الرب

 

قَبِلَ أَهْلُ شكيمَ بِهذا الشَّرْطِ وجَمَّعوا ذُكورَهُمْ كَفِيْ مُعَسْكَرٍ للختان

في لَحْظَةِ الاسْتِنْقاءِ قامَ شمعونُ ولاوي بِسيوفِهِمْ وقتلوا كُلَّ إنسان