موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١

طوبى للتي آمنت أن يتمّ ما قيل لها من قبل الرّب!

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
طوبى للتي آمنت أن يتمّ ما قيل لها من قبل الرّب!

طوبى للتي آمنت أن يتمّ ما قيل لها من قبل الرّب!

 

الأحد الرّابع من المجيء، الإنجيل لو 1: 39-45

 

لقد مضى زمانٌ ليس بعيدا، كان الإعتراف بالإيمان علنا، مفخرةً وشرفاً، وكان المؤمن نفسُه فخورا بإيمانه، يمارسه بشجاعة، بلا سؤال ولا جواب، ويشهد له قولا وعملاً. موضوع الأحد الرابع والآخير من المجيء هو أيضاً الإيمان، إذ كل الشخصيات التي تظهر في المجيء عامة، وفي هذا الأحد خاصة، تتميّز بإيمانها القوي، خاصة مريم، كما سمعنا في إنجيل اليوم. بعكسها يقابلنا عدم إيمان شعب الله. فهذه كانت ميِّزَته الخاصة، التي أبقته بعيداً حتى اليوم عن الإيمان بالمخلًص. رفضوه حتى في بلده الناصرة "إذ لا كرامة لنبي في وطنه. ولم يصنع هناك أمامهم عجائب كثيرة، لعدم إيمانهم" (متى 57:13).

 

أياماً قليلة، وإذا عيد الفرح الكبير، المُسمّى بعيد السّلام على الأبواب. واللقاءات بين  العائلات والأهالي والأصدقاء والأصحاب هي أهمّ ما يحدث، بحلول عيد الميلاد. وهكذا نقدر أن نسمي أحد اليوم بأحد اللّقاء. أوّلاً لقاء إمرأتين، هما من أهمِّ نساء المجيء. مريم، أم المخلِّص المُنتظر، وأليصابات، أم أكبر أنبياء الله. إمرأتبن مُختارتيين في تاريخ البشرية، غيّرتا مجرى التاريخ باختبارٍهما من الله، وبقبولهما أن يلعبا دوراً مُهماً في تاريخ الخلاص. مريم المباركة من الله، تسلك طريقاً وعراً من الجليل إلى الهودية، قالوا على قسم من هذه الطريق المعروفة، مرّ تابوت العهد، بعد نجريره من أيدي الفيليستينيّين، محمولا إلى أورشليم إلى قصر داؤد. مر يم عرّجت قبل أورشليم إلى بيت خالتها أليصابات المسنّة، شقيقة أمِّها حنّة، والتي كانت عاقراً، ولكنّها الآن، تنتظر، وبأُعجوبة من ربِّها، مولودا نبيّا،ُ طلب الملاك تسميته يوحنا ( أي ربّك رحيم)، سيسبق المسيح ويهيأ له الطريق. فكلا الإمرأتين، تعلمان أنَّ الله باركهما، وجعل كلاًّ منهما، باختييارٍ منه خاص، تنتظر مولوداً عجائبيّاً. هذا ولا ننسى أن الإمرأتين كانت كلٌّ منهما تنتظر مولودا، فبلقائهما قد التقى الطفلان أيضا مع بعضهما، فرقص يوحنا حينما اقترب منه يسوع في حضن أمّه: " فهوذا حين صار صوت سلامك في أُذني، إرتكض الجنين ابتهاجا في بطني" (لو 44:1)، تماما كما رقص داؤد حينما اقترب تابوب العهد من قصره: "وكان داؤد يرقص بكلِّ قوّته أمام تابوت الرب"(2 صامويل 14:6). مِن هذا الحدث نفهم أنّ الكبير يزور الصّغير، وهذا هو قانون التوراة الأساسي: إلهُ إسرائيل إفتقَدَ وصنعَ فداءً لشعبه (لو 68:1). لكن للأسف، يقول يوحنا ،شعبه قد رفض الفداء: أتى إلى خاصَّته وخاصَّتُه لم تقبله" (يو 11:1) وهذا حتى النّهاية: "يا أو شليم، يا أُورشليم! يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها، كم مرةً أردّتُ أن أجمع أولادك، كما تجمع الدّجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا" (متى 37:23).

 

هذا هو موضوع الأحد الرابع من المجيء اليوم: لقاء هاتين الإمرأتين المختارتين من الله. تلتقيان و تتبادلان الإيمان وتسبّحان الله على ِ ما حصلت كلٌّ منهما من إنعامٍ خاصٍ بها، وكم هو رحيم مع كلِّ من يخافَه. العلامة المُميّزة لمريم في نص لوقا، هو إبرازُ إيمانها، الذي يبدو واضحا، في تحيّة أليصابات لمريم، حيث تمدح فيها قبل كلِّ شيءٍ إيمانها: فطوبى لمن آمنت! فسيتِمُّ ما بلغها من عند الرّب (لو 45:1). فالكنيسة ما أعطت مريم عبثاً لقب "أم المؤمنين".

 

فمن خلال هذه المقابلة، نستطيع أن نكتشف، كيف أنَّ الإيمان هو سبب سعادة في الحياة، بينما عدم الإيمان هو سبب تعاسة. وهنا البرهان؟ مريم وزكريا، طبعا مع زوجته أليصابات، سمع كلٌّ منهما كلمة وعد من الله، على لسان ملا كه جبريل، منطقيّا هذا غير ممكن لأيٍّ منهما: مريم ستلد طفلا وتبقى عذراء. زكريا سيلد له ولد، رغم سنِّه وعُقره. مريم آمنت بما قال لها الملاك، فتمّت إرادة الله فيها، بينما زكريّا لم يؤمن فتقاصص وصار أخرسا حتى ولادة ابنه يوحنا. مريم تُظهر مفعول إيمانها بنشيدها تعظّم نفسي الرب، حيث فيه تقول: من الآن ستطوبني جميع الأجيال، وذلك لأنها آمنت بما قال لها الملاك. كما وأمنت بما أخبرها الملاك  عن أليصابات، أنها هي أيضا، رغم تقدُّمِها بالسّن ورغم عُقرها، في شهرها السّادس تنتظر مولودا. إذ ليس مِنْ أمرٍ مُستحيلٍ عند الله. من لا يتذكّر بهذا الصّدد، الحادث المشابه، أي حادث إبراهيم وزوجته ساره، فهما أيصا كانا متقدِّمين في السّن وعاقرين، فأوقف الله قوانين الطّبيعة، دون أن يُلغيها، فَوُلِد لهما إبن، هو إسحق. وهذا يوعزُه بولس أيصا لإيمانهما القوي. نعم، نحن لسنا بحاجة لفهم أسرار الله، لكن الإيمانُ بها. مثلما قال توما الأكويني: الإيمان وحده يكفي.

 

وهنا السّؤال: ماذا يعني الإيمان؟ في الحياة الإعتيادية يعني الإيمان تأكيد وجودِ شيء. وأما في الدّين فالإيمان يختلف ويعني، بلغة بولس: الثقة  بما يُرجى، والإيمان بأُمور لا تُرى، تَتِمُّ بنطق كلمة، فتُنْتِج هذه الكلمة ما تعني، لذا فنحن نعتمد كامل الإعتماد على قائلها، وهو الله، الّذي أتقن كل شيء بكلمته: كن فكان! وبولس يتابع: إنَّ الّذي يأتي إلى الله، يؤمن بأنّه موجود، وأنّه يجازي الّذين يطالبونه.. بالإيمان تَغَرَّب إبراهيم في أرض الموعد...فهذا هو الإيمان: الثقة بأنّه بدون الإيمان، لا يمكن إرضاء الله... (عبر 11....)، كما قالت مريم: فليكن لي بحسب قولك! فلمّا رفعت امرأة صوتها ومدحت المرأة التي ولدته وغذّته من ثدييها، قال بالأحرى: طوبى لمن يسمع كلمة الله ويحفظها (لو 27:11). فهذا ما عبّرت عنه أليصابات، حين التقت مع مريم ومدحت إيمانها: طوبى للّتي آمنت، أن يتمَّ ما قيل لها من قبل الرّب" (لو 45:1). والمرّة الآخيرة لمدح إيمان مريم، جاء من ابنها نفسِه، حيث لمّا قيل له: أُمُّك وإخوتك واقفون خارجاً ويريدون أن يروك. أجاب وقال لهم: أمّي وإخوتي هم الّذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها"(لو 19:8). وطبعا هو لما تلفّظ بهذه الكلمات، وضع أمَّه بالمركز الأوّل، مِثالاً لكل الّذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها. أما قالت بهذا الصّدد للملاك: "ليكن لي بحسب قولك"(لو 38:1). أليس جواب بطرس لسيده، حينما أمرهم أن يذهبوا ويُلقوا الشباك إلى العمق للصيد. فأجابه بطرس: يا مُعلِّم! قد تعبنا الليل كلَّه، ولم نصطد شيئاً، ولكن على كلمتك أُلقي الشبكة" (لو 5:5)، هي صدى لكلمة مريم: ليكن لي جسب قولك (لو 1:38). فلأتباع يسوع، إن كان في الماصي أو اليوم، كلمة الله هي الطريق إلى الإيمان.

 

هذا والإنجيل يذكر لنا واقعتين في حياة مريم، أنها لمّا سمعت ما قيل عن ابنها أوّلاً من الرّعاة: "وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام، متفكِّرةً به في قلبها.  والمرة الثانية، بعد فقدان ابنها وجوابه لها: ألم تعلما أنّه يجب أن أكون في ما هو لأبي؟ فلم يفهما، وأمّا مريم، فكانت تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها" (لو 2: 19 و 51).

 

ما أن تصافحت الإمرأتان حتى حلّ الرّوح القدس على أليصابات فبدأت تفهم أسرار الله، وهتفت بأعلى صوتها: مباركة أنت في النّساء، ومباركة ثمرة بطنكِ! من أين لي أن تأتي إليَّ أُمُّ ربّي! نعم أليصابات، إمرأة عانت الكثير في حياتها، وما كادت تصدّق بهذه الشّرفية، كبف أن الله يرفع العار عنها، ويجعلها تنتظر مولوداً، حتى في عمر الشيخوخة، والآن كيف أنَّ أم المخلِّص بالذّات تزورها. نعم مريم أمةُ الرّب، تُدرِكُ هي أيضاً، بعد تحيّة أليصابات لها، تفهم عظيمَ اختيارها ودعوتها: ها إنَّ القدير صنع بي عظائم... هذا وستطوبُني سائر الأجيال

 

حتى يوحنا الّذي كان لا يزال في أحشاء أمه، أدركَ عظمة هذا اللقاء، وارتكض طرباً في أحشاء أمّه، إذ فهم أنه حيث تربط محبّة الله البشر مع بعضهم، تُثمر فرحاً وثقةً، بين الكبير والصّغير. وهنا يبرز دور الإيمان، بكيفية التّعامل مع بعضنا البعض، ويُسهِّلُ الإتّصال مع الآخرين. فسلوك مريم مع خالتها أليصابات، هو خير برهان. فهي مُطَّلعةٌ على ما ينتظره شعبُها، وها هو الآن قد تمّ. نعم لقد تمَّ الزّمان، وها المُخلٍّصُ المنتظرُ الآن في أحشاها، لذا هي تسافر إلى اليهودية، في رسالة تبشير، لتعلن ما صنعه الله لها من عظائم، فتُصبح حاملة النّور في الظلمة التي يعيشها شعبها، ليعرفَ أنَّ خلاصَه أصبح قريباً. تسرع إلى بيت خالتها لتخبرها بعظائم الله، وما قرّر أن يعمله للبشر حتى يُخلِّصهم. هو الّذي يُشبع الجياع خيرا، ويحطُّ المتكبٍّرين عن كراسيهم. فمع اينها بدأ زمان جديد ليس فقط لها ولاينها بل ولشعبها وللعالم أجمع.

 

إن الإيمان هو أقوى حبل نجاة لنا، حينما نشعر أنّنا مُجرّبون فوق طاقتنا، أو عندما نشعر ببرودة في حياتنا. نعم، الإيمان هو دعمنا الأكبر والأكثر أماناً. من يؤمن هو مسرور سعيد

 

هو هديّة خاصّة من الله، لكن لا يجوز إخفاؤه عن الحياة، بل يجب تناقله من جيل إلى جيل. فمن يُخفي إيمانه، كأنه يُخفي نفسه عن الأنظار، ولا يريد أن يفرح مع مريم، صاحبة نشيد تُعظّم، الّذي فيه نكتشف مراحل وتطوّر الإيمان في الحياة. فمن لا يُهدِي فرحاً، لا يُهدَى أيَّ فرحٍ أيضاً. المؤمن هو شخصٌ فرِح، راضٍ من نفسه ومن غيره، مسالم، خدوم، منفتح على العالم. بكلمة، هو من جماعة المؤمنين، التي تنتمي إليها أيضا مريم وأليصابات ويوحنا. آمين

 

 

زيارة مريم لأليصابات

 

بَعْدَ سَماعِ الخَبَرِ مِنْ فَمِ الملاكِ جبريل

أليصاباتُ العاقِرُ تَنْتًظِرُ مولوداً جليل

 

أسْرَعَتْ مريمُ لِتَهْنِأةِ أليصاباتِ قريبتِها

زَوْجَةِ زَكَرِيّا فِيْ عَيْنِ كارِمَ إسْمُ قريتِها

 

زَكَرِيّا كانَ مُصاباً بالْخَرَسِ عَنْ قِلَّةِ إيمانه

يَنْطُرُ تَحْقيقَ حُلْمِ مِيلادِ ابْنِهِ لِيُعْلِنْهُ بلسانه

 

مَريمُ ما كانَتْ خائفة ًحَتّى وإِنْ كانَتْ سريعة

تَحْمِلُ ابنَ الله في قلبِها فَهْوَ مَعْها في الطليعة

 

قالوا حيثما كانَ جَفافٌ وشوكٌ على حافَّةِ الطريق

أزْهَرَتْ الورودُ بِأَشْكالِها وسالَ في جَوْفِها رحيق

 

جُنْدُ جِبريلَ تُرَفْرِفُ فَوقَها لِلْحمايَةِ والحراسة

يُرافِقُوها غَيْرُ منظورينَ فهذا بُرْهانُ القداسة

 

وَضيعَةً مُطيعَةً لإرادَةِ الله لا يَغيبُ عَنْ بالها

أَنَّها أَعْلَنَتِ التَّخَلّيْ عَنْ إِرادَتِها تقديراً لحالها

 

الصَّلاةُ حَلَّتْ مَكانَ التَّذَمُّرِ عَنْ وُعورَةِ الطريق

فَما وَعَتْ إلا وَهْيَ بِإِرْشادٍ أمامَ بَيْتٍ بابُهُ عتيق

 

يا بيتُ يا مَسْكِناً أرْضِيّاً لَكِنَّهُ يُذكِّرُنا بالسماء

فَسُكَّانُهُ مُنهمِكون بالعِبادَةِ بِكُلِّ إيمانٍ ورجاء

 

رَفَعَتِ الطَّرْفَ وإذا بأليصاباتِ فاتِحَةَ الذراعين

تَحْني الرَّأْسَ احْتِراماً للسَّلامِ ومُغْمِضَةَ الجفنين

 

أليصاباتُ كانَتْ تَحْمِلُ ابْناً موعوداً في أحشاها

كَأُمِّهِ شَعَرَ بِزِيارَةِ نَبِيِّ الأنبيا ابْنِ يهواهُ ويهواها

 

بِسُرْعَةِ البَرْقِ مَدَّ يَداً خَفِيَّةً صافَحَ الضَّيْفَ باحترام

شَعَرَتْ بِهِ أليصاباتُ باهْتِزازِ الجَنينِ فيها بِلا كلام

 

يا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ يَبْعَثُ على التَّفْكيرِ إِذِ الْمُسِنَّةُ منهما

لا تَفْهَمُ كَيْفَ لَمْ تَبْقَ عاقِراً وَلِمَ الله بابْنٍ عليها أنعما

 

يا لِلدَّهْشَةِ مريمُ كانَتْ عَرَفَتْ أَنَّ أليصاباتَ أُمّاً ستكون

وأَمّا أليصاباتُ فما عَرَفَتْ أنَّ مريمَ أمُّ ابنِ الله الحنون

 

تَعانقتا بِحُبٍّ وحنانٍ فَهُما مِنْ زمانٍ ما كانتا تقابلتا

وبإِلْهامٍ صَرَخَتْ أليصاباتُ عِندما يداهُما تشابكتا

 

مَنْ أنا حَتّى تَزورَنِي أمُّ ربّيِ الَّذي تَحْمِلْهُ في أحشاها

يا لَها مِنْ  نِعْمَةٍ حبانا بِها الخالِقُ ما عادَ أَحَدٌ يخشاها

 

يا مريمُ يا ابْنَةَ أخي واكِيمَ هيّا ادْخُلي وادْخِلِي الْهَنا

في بَيْتِنا حَيْثُ سَيَلِدُ ابْني قَبْلَ أنْ تَتْرُكينا وابنُكِ هُنا

 

فَرَفَعَتْ مريمُ الجَفْنَ إلى السّما وَصَلَّتْ لِرَبِّ العُلى

تُعَظِّمُهُ نَفْسي مِنْ تَعْظيمِ شَأْني أمامَ شَعْبي والمَلا

 

ما أنا إلّا أَمَةٌ لَهُ قَبِلْتُ أنْ أكونَ أُمّاً لابْنِهِ الموعود

ما طَلَبْتُ المديحَ لَكِنَّ حُبَّ الشَّعْبِ لنا غيرُ محدود

 

هُوَ العَلِيُّ القَوِيُّ الْقَديرُ يُنْزِلُ المُتَكَبِّرينَ عَنِ الكراسي

بل َيَرْفَعُ المُتَواضِعينَ أَمامَهُ ويَغْمُرْهُمْ بِحُبِّهِ الأساسي

 

أقامَتْ مريمُ ثلاثةَ شُهورٍ عندَ أليصاباتِ حَتّى وَلَدَتْ

إبْناً أَسْماهُ زكرِيّا يُوحنّا فَانْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسانِهِ وشَفتْ

 

الإسْمُ يوحنّا يَعْني الله رحيمٌ وَهْوَ كَذلِكَ لا يَحْقِدُ علينا

بَلْ يَجِدُ مَنْفَذاً لِيَرُدَّنا إلى الصَّوابِ فَهْوَ لا يَكيلُ بكيلنا

 

يا يوحنّا! آخِرَ أنبياءِ العَهْدِ القديمِ وَأوَّلُهُمْ في الجديد

أنتَ سَبَقْتَ المسيحَ عُمْراً لِتَفْتَحَ لهُ قَلْبَ شَعْبِهِ العنيد

 

خِطاباتُكَ ومِثالُكَ ما كانَ لهُما شَبيهٌ عِنْدَ الفريسيين

حتّى افْتَكروكَ أَنَّكَ النَّبِيُّ المُنْتَظَرُ حَوْلَكَ الكروبين

 

أَنْتَ أبْعَدتَّ الشُّبْهَةَ قُلْتَ ما أنا أَهْلٌ لِحَلِّ سَيْرِ حذائه

ومريمُ أُمُّهُ زارَتْني قَبْلَ مَولدي فعَلَّمَتْني جُلَّ آرائه

 

فيا مريمُ يا نَقِيَّةً ما لها بينَ الخلائِقِ أجْمَعينَ مِنْ مثيل

اشْفَعي بِنا عِنْدَ ابْنِكِ لِتَبْقى نُفوسُنا نَقِيَّةً بِفَضْلِهِ الجليل