موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٢ فبراير / شباط ٢٠٢٤

ضربات الله لمصر أمام فرعون

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
الأب منويل بدر

الأب منويل بدر

 

يواصل الأب منويل بدر سرد سفر التكوين شعرًا، متناولاً ضربات الله لمصر أمام فرعون (خروج 7-11):

 

 

يا موسى قد ثَقُلَ قلبُ فرعونَ الْحَقْ به صباحاً إلى النيل

قِفْ بوجهِهِ على الشاطِّئِ عصاكَ بيدِكَ قَبْلَ دُخولِهِ بقليل

 

قلْ له الربُّ إلهُ شعبي أَرْسَلَني إليكَ أَلا اطْلِقْ شعبيْ ليعبدني

وإلاّ فأَنا بهذا العصا أَقْلِبُ النّيلَ لدمٍ فيموتَ كُلُّ حيٍّ ويَعْفَني

 

وبما أنّكَ إلى الآنَ لم تسمعْ فها عند الربِّ لكَ برهانٌ ثقيل

ها أنا ضارِبٌ بالعصا الَّتي بيديْ على مياه البحر في النيل

 

وهارونُ يَضْرِبُ على كلِّ مياهِكُمْ ومستنقعاتِكُمْ ومجاريها

وفعلاً ضربوا بالعِصْيِ على المياهِ فتحوَّلَتْ إلى دَمٍ ينابيعُها

 

فماتَتِ الأسماكُ وكُلُّ ما في النيلِ وأَعْفَنَتْ فيه المِياهُ للشاربين

فقلَّدَهُمْ سَحَرةُ فرعونَ ولم يُصَدِّقْ فقسى قلبُه على العبرانيين

 

ولسبع أيّامٍ فَتّشَ قَوْمُ فرعونَ عنْ مصدَرِ ماءٍ جديدٍ للشرب

وقالَ الربُّ لموسى مِنْ جديدٍ قُلْ لفرعونَ أَنْ يُطْلِقَ الشعب

 

وإلّا فها أنا أُطْلِقُ على حقولِكُمْ ومراعيكُمْ وبيوتِكُمْ ضفادع

تهفي مصدرَ رِزْقِكُمْ ولا تَتْرُكُ زرعاً ولا يردَعُها أيُّ رادع

 

هذا ومدَّ هارونُ يَدهُ في المنبَعِ فصعدَتِ الضّفادِعُ من مائها

فغطَّتِ الحقولَ والبيوتَ والتَهَمَتِ الأعشابَ عن بَكْرَةِ أبيها

 

فقالَ فرعونُ لموسى وهارونَ ابْتهلا لربِّكُما أَنْ يَرفعَ البلايا

فأُطْلِقُ الشّعبَ ليعبُدَهُ قالا له متى تريدُ قالَ غداً حُسْنُ النوايا

 

فليكن قالَ موسى لكن اعلم أنْ ليسَ لِربِّنا نظيرٌ والضفادع

ستعودُ إلى حيثُ أَتَتْ ولا تعودُ تُزْعجُ أحداً في المضاجع

 

أمّا فرعونُ فلمّا رأى أَنَّ الضفادعَ انْدثرَتْ والحالُ انفرجت

قد تراجعَ عن وعدِهِ وقسى قلبُه ومُشْكِلَةُ التَّحريرِ قدْ تعثّرت

 

فقال الربُّ لموسى قُلْ لفرعونَ مِنْ جديدٍ أنْ يُطلق شعبي

وإلا سأضْرِبُ الأَرضَ بالعصا فَيَطْلعَ مِنْها بَعوضٌ يَحْبي

 

حاولَ سَحَرَتُهُ أَنْ يُقَلِّدوه فلمْ يُفلِحوا فأَقَرُّوا هذي إصبَعُ الله

لكِنَّ قَلْبَ فرعونَ تَقسّى بالأكثَرِ واسْتَهْتَرَ بِمَنْ طَلَبَ النجاه

 

فاضْطَرَّ الله أَنْ يَزيدَ على الضّرْباتِ ضَرْبَةً جديدةً أقسى

هِيِ ضَرْبَةُ الذُّبابِ الّذي سَيَلْعبُ دوراً كبيرا أبدا لا يُنتسى

 

كذا كانَ فدخلَ ذُبابٌ كثيفٌ مِصرَ وبيوتَ فرعونَ وحاشيتِه

وأفنى محصولَ مِصرَ فهذي علامَةٌ طبيعيَّةٌ مِنَ الله وقدرتِه

 

فوعدَ فرعونُ موسى أنْ يُطْلِق شعبَه ويسْمحَ له بتقدمَةِ ذبائح

إِنْ زالَ الذُّبابُ عَنْ مِصرَ فَسَيْسمحُ للشَّعبِ أَنْ يخرجَ بمدائح

 

لكنْ ما أنِ استعادَتْ مِصرُ صِحَّتَها حتّى قَسَى قلبُ فرعون

ولَمْ يوفِ بوعدِهِ بلْ قد زادتْ قساوتُهُ مِنْ تِسْعَةٍ إلى تسعون

 

أمَّا يهوى فَلَمْ يَتْرُكْ موسى وهارونَ أُلعوبَةً في يدِ فرعون

بلْ قرَّرَ أَنْ تَحُلَّ بمِصرَ وفرعون مَرارَةٌ حتّى هُمْ يفهمون

 

أَكْمَلَ الله ويلاتِهِ بإِرْسالِ طاعونٍ لبَقَرِ فرعونَ وحاشيتِه

وأَمّا بَقَرُ العبرانيينَ فلم يُصِبْهُ أذىً أَمَا ذلكَ رَمْزُ محبّتِه

 

واَمّا فرعونُ فلم يعملْ بما وَعَدَ فجاءَتْ ويْلاتُ القروح

أَتَتْ مِنْ رَمادٍ رَشَّهُ موسى وهارون فحلَّتْ فِيهِمْ جروح

 

ولأَنَّ فرعونَ قَسّى قَلْبَهُ بالأَكْثَرِ فَقَدْ أَرْسَلَ الله له ولحاشيته

ضربَةً قاسيةً لَهُمْ هيِ نُزولُ بَرَدٍ ما عَرَفَهُ العالمُ مُنْذُ خليقته

 

فأيُّ حيوانٍ أو خَليقةٍ لم يَعُدْ مِنَ الحَقْلِ صار ضحيَّةَ البَرَدْ

الّذي وقعَ اليومَ عليهِ في الحقلِ فمَصْدَرُهُ الحِقْدُ بل والنَّكَد

 

هذا الوباءُ لم يُقْنِعْ فرعونَ فتراجعَ ولم يَزْدَدْ إلا وحشيّة

فهدّده موسى بأنّ الله سيرسلُ له ضربةً قويَّةً لا إنسانية

 

هِيَ الجرادُ الّذي سيُغطّي الأرضَ فلا أحدَ يقدِرُ رؤياها

يأكُلُ أخْضَرَها ويدخُلُ بيوتَهُمْ فلا أحدَ مِنْهُمْ يرى سماها

 

هَلَعَ فرعونُ فسأَلَ حاشيَتَه سِرّاً إلى متى يكونُ هذا فخّاً لنا

خُلْوَةً أَطلعوا موسى بالخبرِ فَلْيَعْفِ ربُّكَ مصرَ فهذا قرّرنا

 

نُطْلِقُ سِراحَ الرِّجالِ فيَذْبحوا ويعبُدوا ربَّكُمْ لباقي الشَّعْبِ فلا

لا قالَ الربُّ لموسى أُمْدُدْ يدَكَ فَتَفْتَحَ البابَ للجرادِ مِنَ العُلى

 

فَصَعِدَ الجرادُ إلى أَرضِ مصرَ كُلِّها واسْتَقَرَّ فوقَها كالغمام

وأَكَلَ كلَّ عُشْبِها وكلَّ ما بقى مِنَ الضرباتِ السّابِقَةِ بالتمام

 

فاسْتَدْعى فرعونُ موسى وهارونَ مُسْتَغْفِراً طالِباً منهما

قولا نيابةً عَنْ فرعونَ وحاشيتِهِ لِيَرْفَعَ عنّا غَضَبَهُ إلهُكما

 

فَتَمَّ وصارَ له ما طَلَبْ أَمّا بالتّالي فقد قسى قلبُه ولمْ يُطلِق

لا صغيراً ولا كبيراً فَحَلَّتْ بهم ضَرْبَةٌ لا تُقارَنُ بما سبق

 

هِيَ ضَرْبةُ ظَلامٍ حالِكٍ خَيَّمَ على المصريينَ دون سواهم

أَمّا على شَعْبِ الربِّ فلا قد دامَ ثلاثةَ أيّامٍ عليهِم فأعماهم

 

فنادى فرعونُ موسى وقالَ والآنَ تطلعونَ صغيراً وكبيرا

أَمّا بقَرُكُمْ وأَغنامُكُمْ فتبقى مَعْ أَغْنامِنا وما نَفْعَلُ بها سنرى

 

وبِلَهْجَةٍ قاسيةٍ قالَ فرعونُ لموسى بأَمْري تُغادِرُ هذا المكان

وإِنْ عُدْتَ إِليَّ موتاً تموتُ قالَ موسى لَنْ ترانيْ هذا الزمان

 

لكِنْ اعْلَمْ أَنَّنا بدونِ بَقَرِنا وأَغْنامِنا لَنْ نَصْعَدَ إلى جبلِ الرب

ذبائِحُنا هِيَ مِنْ غَنَمِنا لا مِنْ غَنَمِكُمْ إِنَّ قصاصَكُمْ هُوَ السبب

 

فلمّا سَمِعَ فرعونُ هذا التّحْذِيرَ زادَتْ قَساوةُ قلبِهِ وما تمَّ الفرج

لا عن بشرٍ ولا عن غنمٍ فأسْمَعَهُ موسى كلاماً حدِّث ولا حرج

 

يا فرعونُ هكذا يقولُ الربُّ بَقِيَتْ ضَرْبةٌ واحِدَةٌ أُنْزِلُها عليك

نِصْفَ الّليلِ أُميتُ بُكورَ أَرْضِكَ فلَنْ يَبْقَ مِنْهُمْ إنسانٌ حواليك

 

صراخٌ وعويلٌ عظيمٌ سيملأُ أَرْضَكَ ما كان له مِنْ قَبْلُ مثيل

وأَمّا عندَ بني إسرائيلَ فَلَا يِنْبُحَ كلبٌ ولا يُسْمَعُ صوتُ عويل

 

كي تَعْلموا أَّنَّ الربَّ عَلَناً يُمَيِّزُ بَينَ مصرَ وإسرائيلَ أَمّا أنتم

فستحنون الركب أمامَ وَجْه العليِ اعْترافاً بعَجْزِكُمْ وضعفكم