موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ يوليو / تموز ٢٠٢٣

زواج اسحق

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
زواج اسحق

زواج اسحق

 

يتابع الأب منويل بدر سرد سفر التكوين شعرًا، متناولاً اليوم السفر التالي (تكوين 24):

 

 

وشاخَ إبراهيمُ واسحقُ لَمْ يَتَزَوَّجْ ولَمْ يُنْجِبْ بَنِيناً بعد

فَدَعا إبراهيمُ أَقْدَمَ خُدّامِهِ وطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْلِفَ الوعد

 

ألاّ يُزوِّجَ إسحقَ مِنْ بَناتِ كَنْعانَ بَلْ مِنَ قَرِيبَةٍ عِنْدَ ناحور

قالَ الخادِمُ إنْ لَمْ تَرْضَ بِنْتُ حورَ هَلْ آخُذُ إسحقَ للظهور

 

لا قالَ إبراهيمُ أسْتَحْلِفُكَ أَلّا تَدَعَ إسحقَ يقوم بزيارةِ بَناتِ بلدِه

بَلْ هُنَّ يَزُرْنَهُ وإِنْ لَمْ تَجِدْ مَنْ تَرْضى فَلْيَخْتَرْ عندها هُوَ لوحدِه

 

فَتَكونَ أَنْتَ قَدْ أَتْمَمْتَ بِوَعْدِكَ وإسحقُ بَقى فِيْ أَرْضِ كنعان

الّتي أَعْطاني إِيّاها رَبّيْ مِيراثاً ووعَدَني أَنْ يملأها بالسّكان

 

أَخَذَ الخادِمُ خُدَّاماً آخرينَ وجِمالاً وخيراتٍ مِنْ أَمْوالِ سيِّدِه

رافقوهُ إِلى حورَ َوَقبْلَ المدينَةِ تَجَمَّعَتْ بَناتٌ حَوْلَ بِئْرٍ بحَدِّه

 

قالَ: البِنْتُ الّتي تَسْقيني مِنْ جَرَّتِها وتَقولُ أنا أَسْقي جمالَك

هِيَ الّتي عَناها سَيِّديْ سَأَطْلُبُ مِنْها أَنْ تُرافِقَنا إلى أبيمالَك

 

للتّوِّ خَرَجَتْ رِفْقَةُ بِنْتُ بتوئيلَ إبْنِ المَلِكِ وزَوْجَةِ ناحور

مَعْ جَرَّتِها وكانَتْ جميلَةً مَلَأَتْها ماءً وأَسْقَتْهُ مِنْها بسرور

 

ثُمَّ مَلأَتْها ثانِيَةً وقالَتْ أنا أَسْقي لكَ جِمالَكَ حتّى تَرْوى

فَوَقَفَ الخادِمُ مَذْهولاً كَيْفَ اسْتجابَ الله لَهُ ذِيَ الدعوى

 

فَهْوَ كان صلّى ربّي أَنْجِحْ طريقي وجَلَسَ عِنْدَ عَيْنِ الماء

فَلْتَكُنْ مَنْ تَسْقيني مِنْ جرَّتِها وتَسْقي الجِمالَ هِيَ العزباء

 

كافأَها بِمِثْقالِ ذَهَبٍ ثُمَّ سَأَلَ: قولي هَلْ عِنْدَ أبيكِ مِنْ مَبيت

قالتْ أنا ابْنَةُ ناحورَ عندنا مَبيتٌ وعَلَفٌ فجِمالك لن تموت

 

ثُمَّ أسرعت إلى والِدِها وشقيقِها لابانَ وأَرَتْهُمْ أَساوِرَ الذهب

 فأَسْرَعَ لابانُ إلى عَيْنِ الماءِ وقالَ هيّا ادْخُلْ يا مُبارَكَ الرب

 

أَدْخَلَهُ وأَدْخَلَ رِجَالَهُ وجِمالَهُ إذْ قالَ لا يَجوزُ النَّومُ في العراء

قَدَّمَ طعاماً فقالَ هذا لَنْ أذوقَ طَعاماً حتّى أُعْلِنَ ما في السرّاء

 

قالَ َأنا خادِمُ إبراهيمَ الّذي بارَكَهُ الربُّ فَصارَ غَنِيّاً وله ولد

أتاهُ سَنَداً فِي شَيْخوخَتِهِ وإِرادَةُ سيّدي ألّا نُزَوِّجُهُ مِنْ أيِّ بلد

 

وَقَدِ اسْتَحْلَفَني سيِّدي أَلّا نُزَوِّجَهُ مِنْ كَنعانَ بَلْ ِمْن عشيرتِه

فإِنْ كُنْتُمْ تُريدونَ أَنْ تُشَرِّفوهُ نَطْلُبُ مِنْكُمْ لهُ يَدَ رِفقةَ قريبتِه

 

قالوا نَسْألُها فقالَتْ نِعْمَ الشَّرَفِ فهذا اخْتِيارُ ربّي لا اختياري

رافَقَتْهُمْ بَعْدَ أنْ باركها أهلها مَعْ خَدَمِها وحَشَمِها والجواري

 

يوماً رأى اسْحقُ مَوْكِباً فَمَشى لِمُلاقاتِهِ فسأَلَتْ رِفْقَةُ مَنِ القادِم

قالَ الخادِمُ ذا سيِّدي فَتَحَجَّبَتْ فقادَها لِخَيْمَةِ أُمِّهِ وأَلْبَسَها الخاتِم