موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١٨ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣

زمِنْ المجيء

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
ها قد حان مجيء الذي يفرّح القلوب

ها قد حان مجيء الذي يفرّح القلوب

 

ها  قَدْ حانَ مجــــيءُ الَّذي يُفَرِّحُ القلـــــــــــــــــوب

يسوعُ   المسيحُ   ابنُ   الله   وسيِّدُ   الشعـــــــــــــــــــــوب

 

نعم   هُوَ   ذاكَ   الَّذي   بِيَدِهِ   زِمامُ حياتنــــــــــــــــا

يأتينا   مِنْ   بَعيدٍ    فَــهَـيَّا   نَنْدَمُ   عَنْ زلاتـــنــــــــــــا

 

فَمِنْ   لا   يَفْرَحُ   لِخَبرِ   عيدِ   ميلادِه   القريـــــــــــب

غيرُ   أهْلٍ   أنْ   يُدعـــى   مسيحيّاً   وهُوَ   غريــــــب

 

تَحضيــــراً لِذكــــــرى ميـــــلادِ  يقــــــومُ النّاسُ بالتالــي

أغصاناً  يقَطَعُونها   ويبنونَــــها    كَـــبُـــــرْجٍ عالــــــــي

 

ثُمَّ   يَضَعُونَها   علـــــى   طَبَقٍ    قالوا    رَمْزُ    المــــــــذودْ

بَيْنَ    شُموعٍ    أربعٍ    نُضيئُــها    لاحِقاً    بالعـــــــــــــــددْ

 

نُشْعِلُ   اليومَ   منــها   أُوْلاها   افْتِتاحاً    للمجـــــــــــيء

نُعْلِنُ   بِـــــه   رَمزَ   حُبِّنا   بَلْ   إيمانِنا   بِــــهِ الجــــــريء

 

وإِنْ   أَشْعَلْنا   لَهُ   شمعَتَنا   الثّانِيَةَ   الحمـــــــــــراء

فما   ذاكَ   حَياءٌ   بَلْ   حنينٌ   فليَقْبَلَهُ   بالســــــــرّاء

 

وإنْ   أشْعَلنا   الشَّمْعةَ   الثّالِثةَ   يَزولُ   الظّــــــــلام

فَهْيَ   رَمْزٌ   للإِسْتقرارِ   كما   ولِحُلولِ   السّــــــــــلام

 

وآخيراً   نُضيءُ   الشَّمعةَ   الرّابِعَةَ   فـــي   الــــــرِّواق

إنَّـها  علامةُ  حُبِّهِ  لنا  وإنْ  عَنْ  غيرِ  استحقـــــــــاق

 

نُضــــــيءُ   شُموعاً   لتذكيـــــرِنا   بِالزّمانِ   الماضــــــــــــــي

لا   ضُوءًا   حديثاً   لا   زيتَ   لَهُ   فنورُهُ   فاضــــــــــــــي

 

نَعَمْ  ها  هِـيَ  الشّموعُ  تَـهْفي  نَفْسَها  بِكُلِّ  هــــــــدوء

حُبّاً  بِكَ  تَحتَرِقُ  فهذيْ  لُغَتُـــها  ما  فيــها  أيُّ  ســــوء

 

الشَّمْعَةُ  الأُوْلى  قالَتْ  أَنا  اسميْ  شَمْعَةُ  السلام

لكنَّ  النّاسَ  مُغْلِقينَ  آذانَـهُمْ  لا  يريدون  الكلام

 

الشّمْعَةُ  الثّانِيةُ  قالَتْ  أنا  ضؤُ  شمعةِ  الإيمان

أمّــا  البشرُ  ففاتريـنَ ولا يَـهُمُّهُمْ  الله  بأيِّ  زمــــان

 

بهدوء واحترامٍ قالتْ الشّمعةُ الثّالثةُ أنــــا الحـــــب

لكنَّ  البَشَرَ  لا  يعرفونَ  غيرَ  ما  يُدنِّسُ  القلــــب

 

أمّا الشّمعةُ الرّابعةُ فكانتْ لا تزالُ فــي بدايتهـــــــــا

أنا شمعةُ الأمَلِ قالتِ الحياةُ بعيدةٌ عَنْ نـهايتهــــــا

 

عِبْرَةُ  الشُّموعِ  المنـيرَةِ  دَرْسٌ  مُفــيدٌ  فـــي  حياتنـــــــا

فما  دامَتْ  تَشْتَعِلُ  فنحنُ  فــيْ  أَوْجِ  سعادتنــــــــــا

 

الشُّعـــــوبُ  انْــتَظَـــــرَتْ  وصَـــلَّــــتْ  وابتهلتْ طويــــــــــــــلا

تعالَ   يا   ربُّ   تعالَ   ولا   تَنْسَ  فشعبُكَ   عليــــــــــلا

 

إلَهَنا   ألا   ارْسِلْ   لنا   الإبْنَ   هُنا   مِنْ   السمـــــــاء

هذا   دُعاءُ   الأَقْدمِينَ   كانَ   صباحاً   ومســــــــاء

 

نَشِفَـــتْ   حُلوقُنا   فــــي   المنفــــى   ونحنُ   نـــنــــــادي

ففــــي   المنفــــى   يَحْلو  الاتِّكالُ   علـــــــى   الفــــــــــــــــادي

 

نحنُ   بِحــاجةٍ   لمَنْ   يَسْمَعُ   صوتَنا   الضعيـــــــــــف

إبَلْيسُ  قَدْ  سَلَبَنا  طُــــهْرَنا  أَعِدْه  لنا  يا  عفيـــــــــف

 

عَنْ   الآباءِ   والأَجْدادِ   تَناقَلْنا   دَوْرَ   التُّساعيــــــــة

فــي  الأيّامِ  السّابِقَةِ  نَطْلُبُ  منهُ  عَفْواً  للرًّعيـــــــــــــة

 

أُقْطُري  يا  سَمَواتُ  مِنْ  فَوْقُ  النِّعَمَ  الغزيــــــــــــــــــــرة

نعم  ولا  تنسي  ماءً  نَغْسِلُ  بهِ  زلّاتِنا  الكثيـــــــــــــــــرة

 

أُمُّهُ  اخْتَــرْتَــها  أَنْتَ  مِنْ  نُخْبَةِ  بناتِ  إسرائيـــــــــــــل

إذْ   أَرْسَلْتَ   لها   رِسالَةً   سماويَّةً   مَعَ   جبريـــــــــــل

 

بَعْدَ  الإسْتِفْسارِ  والرَّدِّ  اقْتَنَعَتْ  بِما  سَمِعَــــــــــــتْ

مِنْ  فَمِ  رَسولِكَ  رَغْمَ  العَواقِبِ  الَّتي  قد  تَبِعَــــتْ

 

اخْتَـرْتَـها  أنتَ  مِنْ  جِنسِنا  ثُمَّ  رفَعْتَـها  بالرسالـــــة

فوقَ  العالَمينَ  وإنْ  لها  بينَنا  كَكُــلِّ  بَشَرٍ  سُلالــــة

 

ولمّا  حانَ  زمانُ  خَلاصِنا  كَــيْ  تَلِدَ  الطِّفلَ  بيننـــــــــا

أَشْرَكْتَ  أغسطُسَ  أيضاً  دونَ  عِلْمِهِ  وعلمِنـــــــــــــا

 

فُقْرُ  دَولتِهِ  أَرْغَمَهُ  على  إيجادِ  قانونِ  الجبايــــــــة

فعادَ  يوسفُ  ومريمُ  لِبيتَ  لحمَ  قالَتِ  الروايـــــة

 

صِرْتَ بِحاجَةٍ لِمكـــــانٍ تَلِدُ فيهِ طِفْلاَ علــى أرضنـــــــا

ألا اقْبَلْ منــــــا أنْ نُقَدِّمَ لـــكَ اليومَ مغارَةَ قلبنـــــــــــــــــــا

 

بيتَ لحمُ كــــادَتْ تَـــخْــتَـــنِـــقُ بالقادِمينَ للإكتتـــــــــاب

فــمنهُمْ مِنْ وجدَ مأَوْا  ً ومنهُمْ  لا  لِعِدَّةِ  أسبــــــــاب

 

يوسفُ ومريـــــــمُ تَجَـــوّلا وســألا بِلَهَفٍ عَنْ مــــــــأَوْى

لَكِنْ لانْتِظارِ مريمَ مولوداً قُوبِلا بالنَّفْـــــيِ سَــــــــوى

 

فاكْـــتفيا  تِلكَ  الّليلَةَ  بِمَغارةٍ  لِلْمواشي  تحميـهــِم

على أَمَلٍ فــي الغَداةِ رُبّما يَجِدانِ مِنْ يَرْأفُ بـهـــــــم

 

وفــــي  لَيْلَةٍ  مُظلِمَةٍ  بارِدَةٍ  ما  عَرَفَتْـها  بيتُ  لحـــــم

سَطَعَ  نورُكَ  البَهِــيُّ  فـــــي  كُــــلِّ  بُقْعَةٍ  وكـــأنّهُ  حُلـــــم

 

الضُّؤُ   هُوَ   رَمْزٌ   لأفَرَاحِ   الْقُلــوبِ   المكســــــــــــورة

يُزيلُ   أحزانَـها   بَلْ  يُخفيْ   أتراحَها   المستـــــــــــــورة

 

اجْعَلَهُ   يُضيءُ   زوايا   قُلوبِنا   الكثيرةَ   المعتمـــــــــة

ويُشْعِلُها  بِحرارَتِهِ  الدّافِئَةِ  مِنْ  ضُؤِ  الشمعـــــــة

 

أضِئْنا  اليومَ  مِنْ  شُعاعِ  تلك  اللَّيلةِ  إنّهُ  غريــب

لنُضيءَ  بِهِ  زوايا  عالَمنا  فظلامُهُ  المُعْتِمُ  رهيــــب

 

نَعَمْ  إلهي  إملأْ  قُلوبَنا  بِحُبِّكَ  إذْ  أنتَ  إلَهٌ  كريـم

واجْعَلِ السّلامَ يَحِلُّ علــى أَرضِنا مطلبُنا قديــــــــم

 

ميلادُ  ابنِكَ  سِرٌّ  مِنْ  أَسرارِ  التّاريخِ  بَلِ  الديــــــن

لا  شبيهَ  لَهُ  لا  فـي  الماضي  ولا  إلى  أبَدِ  الآبديــن

 

أَرْسَلْتَهُ  لنا  مِنْ  عذرى  بِنْتٌ  مِنْ  نَسْــــلِ  داؤود

فيـــــهِ  هُوَ  الإبْنُ  قَدْ  تَمَّتْ  لنا  منكَ  كُــلُّ  الوعـــود

 

نَحْتَفِلُ اليومَ بِميلادِهِ علـــــى أَرْضِنـــا نَحْنُ البشــــــر

أَحَبَّــها فَقَدَّسَها فَشَعَّ نورُه عليـــها أَلْمَعُ مِنْ القمــــــر

 

فَهَــــلْ تَفْهـــــمونَ لِمَ نُنادِ هيّا افْرحوا فاليومَ عيــــد

إنَّـــهُ عِيدٌ لا مَثيلَ لَهُ نَحتَفِلُ بـــهِ دوماً مِنْ جديـــــــد

 

يا ابْنَ الله يا طِفْلَ المَهْدِ ها نحنُ نَجْثو شاكريــــــن

بالصَّلاةِ نَرْفَعُ الأياديْ فحِمايَتَكَ لِلْعالَمِ طالبيـن

 

كلامَ ملائِكَتِكَ مُردِّدينَ المجدُ للَهُ في أعلى الأعالى

وعلى الأَرضِ السَّلامُ فَقولُكَ ومِيلادُكَ هما حالي

 

فلا تَغْرُبَنَّ الشَّمْسُ عَنّا في هذا االيومِ العجيــــب

حَتّى نَشْعُرَ أَنَّنا مَعْكَ ارْتَبَطْنا بالحُبِّ يا حبيـــــــــب